رمقت ْ زميلتها بنظرة يشوبها تسائل لا يحتمل التأجيل ولكنها لا تستطيع التكلم داخل قاعة المحاضرات ولو بهمس خافت فالمحاضر تنتقل عيناه بين جموع الطلبة الصاغين اليه بأسماعهم ومركزين على حركاته التوضيحيه باعينهم الا هي فقد كانت تركز بعينيها على وجه زميلتها وتتمنى لو يحدث طاريْ مفاجيء يجعل الاستاذ ان يؤجل المحاضرة لوقت آخر فقد كانت ْ تتصور ان الوقت َ هذا تمدد او طال وليس كعادته مثل كل يوم ’تأففت ْ وتأوهت ْ وتثائبت ْ وما زال الوقت ثقيلا ً عليها .. انتهى وقت المحاضره وخرج الطلاب من القاعه فهبت ْ مسرعة وراء زميلتها التي قصدت ْ نادي الجامعه وهي تناديها بأسمها لأول مره فلم تربطهما سوى الزمالة طيلة الفترة السابقه توقفت ْ فاطمه لتعرف سر هذا النداء الغريب وكانت ْ تخمن بأن تطلب منها كراسا ً او سؤالا ً يخص المحاضره ولكن بعد السلام والاحاديث الفرعيه التي لا تستوجب اقتطاع الوقت الثمين جاء سؤالها الذي شغلها طيلة الفتره التي تواجدت ْ في القاعه : ما أدري فاطمه شأكول , أي تفضلي شيرين تحتاجين شي ؟.. سكتت ْ شيرين برهة ثم سألتها : بس اريد اعرف شنو تخلين لوجهج اقصد خلطه لو تخلين فد شي اخر لأن ما اشوفج امخليه مكياج ؟.. ابتسمت ْ فاطمه من سؤالها الغريب ولكنها قبل ان تجيب سألتها : انت ِ أبيش الساعه تنامين وبيش الساعه تكعدين ؟ قالت شيرين : أنا أنام بعد ما اشوف المسلسل ... ومرات اكعد يم النت لساعات متاخره لحد ما انعس واكعد قبل ما اروح للكليه بساعه .. فقالت ْ لها فاطمه : انا أنام بعد ان اكمل دراستي وأّوقت المنبه الفجر حتى ما تفوتني صلاة الليل وبعدين اصلي الفجر واقرأ القرآن واراجع اللي قريته بالليل ... بهذه اللحظه ادركت ْ شيرين سر جمال وجه فاطمه فاجابتها : هسه يالله اعرفت ْليش انت ِ تصيرين حلوه يوم بعد يوم ومنا ورايح راح استعمل نفس الخلطه مالتج ففهمت ْ فاطمه ما تقصده شيرين وضحكتا ضحكة طويله ...