وصديق جاء يشكى ظلومة
ممن يحب ويعشق
شقفته حبا عارما
فكأنها باتت باضلعه تعلق
رئتيه تمتلئان انفاسا بها
والقلب يهتف نابضا يردد اسمها
فهى الهواء بناظريه
والماء إن هو يحتسيه
فاجبته فيم الظلومة والشكاة
فقال فى حزن والم واسى
تأبى علىّ دريشة من قلبها
وتبنى قصورا لسواى
بقلبها تخبئه بها
سرقت منامى
ونار هواها باتت فى عظامى
وهى تسلونى وتسخر من هيامى
كلما منها ادنو واقترب
تزداد عنى نفورا يا للعجب
لكننى اقسم ويبقى غليظ قسمى
لن تهنا بسواي ولن يهنا بها
سوف اجعل ليلها بنهارها
كما جعلت ليلى ونهارى سواء
ساكثرها سهاما من حروف
رؤسها اقسى هجاء
وعنها اروى ليعلم
كل من راح وجاء
بضراوة ظلمها وكم هى قاسية
كم هى ظالمة وما الاقى معها من عناء
فقلت له عجبا ايأتى من محبٍ مثل ذاك
اواثق أنت حبا ما بقلبك ذاك
فقال لى محتدما
اوتدرى كم سقتنى فى هواها العلقما
وصلتنى بنيران تهيج الالما
كلما احنو عليها اجنى ندما
فاجبته ياصيديقى
قد عهدتك صنو حبٍ
وعرفتك نهر حبٍ
عذبٍ جاريا متدفقا
كم قلت ان الحب فيك
يسكن عمقا
وفى الروح منك تدفقا
ياصديقى الحب عطاء
ومن يحب لا يحسن العداء
فى القلوب لبعضها نداء
كالبطريق فى الشطئان
يرسل صوتا لا تعيه غير واحدة
من بين عشرات الطيور
لكل طائرين منهم نداء
يناجى بعضهم حبا فيهفو للقاء
وكذا شأن القمارى والعصافير سواء
ياصديقى ارمق الورقاء
وتخيل ياصديقى هديلها
قد استحال سخطا وعداء
تنتف ريش بعضها بعضا
تنادى بعضها قسرا وقهرا
وتنغض على من لا يستجيب
لبعضها بعضا نداء
يا صديقى الحب فينا
كاصوات موسيقية
كل قلبين لهما سلم موسيقى فريد
التقاء الخماسى بالسداسى شواذ
واجتماعهما بلحن واحدٍ يبقى نشاذ
لقلبك نبضات لها انغام
يرددها قلب تحجبه عنك الاوهام
يرددها فى انتظارٍ به طال صبرا
بحثا عن نغمات قلبك تلك ينسج الاحلام
ياصديقى الحب اسمى واحلى وازكى نقاء
امدد يد الصداقة لها فهى لا تناصبك العداء
علق قلبها قلبا تناجيه ولها يهتف بالنداء
واخرى فى انتظارك صابرة تكثرك نداء
ازح العتامة عن عينيك دونها
فهى مثلك فى الشقاء سواء
وأبدل ظلومتك عن تلك التى تنأ بخطاها عنك شكرا
واجزلها الثناء
وتخيل إن دنت منك اي خاتمة تحل بكم بعد التقاء
يخلف بينكم مر الشقاء
ياصديقى انت نبراس الطهارة والنقاء
إلعن الملعون لا يجرك للبلاء
الرقة انت ودفء الاحساس وعمق الشعور
فيك الخصال فواحة بشذى الزهور
فارجع لما انت نبراس له
كل النقاء وسعة الصدور
بقلمى / ود جبريل