تعد الإسطرلاب من أقدم الآلات الميكانيكية التي استعملت على نطاق واسع في الكثير من الأغراض اللازمة في الحياة اليومية, وأذكر من باب الطرافة أنه نظرا للكمية الكبيرة من التطبيقات التي يمكن أن يستفيد مستخدموا الإسطرلابات ذهب أحد الكتاب الأمريكيين في مقال سريع وصف فيه الإسطرلابات بأنها (iPod زمان بدون موسيقى), لأنه بإمكانك بواسطة الإسطرلاب معرفة الوقت واليوم أثناء الشهر وتحديد الإتجاهات ومكان تواجدك وغيرها الكثير من التطبيقات. كثيرون الذين سمعوا بالاسطرلاب و لكن القليل هم الذين يعرفون ما هي استخداماته و كيف يعمل. الاسطرلاب هو جهاز استخدمه علماء الفلك و الرحالة و علماء التنجيم في العصور الوسطى وشاع إستخدامه في العالم الإسلامي وهو من الإبتكارات التي يشار إليها بالبنان عند تعداد أهم الإنجازات والإبتكارات في عصر النهضة الإسلامية.
استخدم المسلمون الإسطرلابات بشكل رئيسي لتحديد إتجاه القبلة و أوقات الصلاة و هناك استخدامات أخرى مثل تحديد مواقع الشمس و القمر و الكواكب و النجوم و تحديد الوقت المحلي من خلال تحديد خط العرض و العكس و غيرها من الاستخدامات. الصورة التالية تبين مخطوطه تحتوي على مقال بعنوان “رسالة اصطرلابية” للعالم المسلم ناصر الدين طوسي تبين كيفية عمل الاسطرلاب.
طور المسلمون عمل الاسطرلاب بشكل كبير و كان أول استخدام له في القرن الثامن الميلادي على يد عالم الرياضيات محمد الفازاري و كان استخدامه بشكل أساسي لتحديد القبلة و مواقيت الصلاة و خاصة صلاة الفجر. في القرن العاشر للميلاد ذكر العالم الصوفي في كتابه أكثر من 100 استخدام للاسطرلاب في مجالات علم الفلك والتنجيم والفلك والملاحة والمسح وضبط الوقت بالاضافة الى الصلاة و تحديد القبلة.
أول وصف للاسطرلاب الدائري يرجع الى العالم أبو العباس الفضل بن حاتم النيريزي أما أول اختراع للاصطرلاب الميكانيكي فكان على يد عالم اصفهان أبي بكر عام 1235 والفيديو في آخر المقال يشرح طريقة عمل لأحد الإسطرلابات التي ابتكرها وصنعها هذا العالم. الصورة التالية لاسطرلاب معدني من القرن الثامن عشر.
يتكون الاسطرلاب من قرص يسمى “الأم” و هو عميق بعض الشي بحيث يتسع لصفيحة أو اثنتان أو أكثر تسمى “الطبلة” و هي مصممة على خط عرض محدد و محفور عليها بروز مجسم لدوائر تدل على زاوية السمت و خط العرض و تمثل ذلك الجزء من الكرة السماوية فوق الأفق المحلي.صورة للأجزاء الرئيسية للاسطرلاب.
حافة قرص “الأم” عادة تكون مدرجة بتدريج الساعات أو التدرجات القوسية أو كليهما. فوق الأم و الطبلة يوجد “الشبكة” التي تحمل بروزا خاص بمستوى مسير الشمس و عدة مؤشرات تحدد مواقع أكثر النجوم إضاءة و هذة الشبكة تمثل السماء و تعمل كلوح للنجوم و هي عندما تدور تتحرك النجوم و مسار الشمس باتجاه البروز الموجودة على الطبلة، الدروان دورة واحدة يمثل مرور يوم كامل. بعض أنواع الاصطرلاب يكون متصلا بمسطرة تتحرك على الشبكة و قد تكون مدرجة و محددة بميل معين مثل هذا النوع.