والكلام للسيد الشهيد الصدر (قدس) ان هذا الخلاف الطائفي بشكله الحاظر الملموس ليس خلافا طائفيا قائما على اساس الاسلام انما هو خلاف مصلحي اقتضاهاصطدام المصالح والمنافع بين جهتين من الناس و كان من الطبيعي ان تسيطر الجهة التي بيدها زمام الحكم وان تستقا بادارة البلاد وان تقصي من سواها عن مناصب الحكم ان هذا الخلاف الطائفي بالاضافه الى انه خلاف مقيت في نظر الاسلام فانه ايضا اجنبي عن الاسلام لم يأخذه اي من الطرفين كمشكله يقع فيها النزاع او يجب عنها الدفاع .اما انه خلاف ممقوت وفي نظر الاسلام وغير صحيح بسبب تعاليمه وارشاداته فلان الاسلام دعا الى وحدة الصف والتآلف ورص صفوف المسلمين بنص كتابه الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فقال عز من قائل (ان هذه امتكم امة واحده وانا ربكم فاعبدون ) وقال ايضا ( ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص) كما انه من ناحيه اخرى جعل مقاييس التفاضل بين الناس هي :العلم والتقوى والجهاد اذا انصهرت هذه الصفات الثلاثه في بوتقة الاسلام وصدرت عن معينة الفياض قال الله تعالى:( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وقال ايضا ( وفضل الله المجاخدين على القاعدين اجرا عضيما) وقال نبي الاسلام (ص): ( لا فضل لعربي على عجمي الا التقوى) ولم يفرق في ذلك بين مذهب ومذهب بتصريح ولا تلميح من قريب ولا بعيد فكل من حمل علما اسلاميا وكل من جاهد في سبيل الله وكل من اتقى الله حق تقاته فهو قائم بالواجب الاسلامي مهما كانت وجهة نظره ومستحق عليها الجزاء الالهي .