خرج أنصار «ريال مدريد» للاحتفال بتأهل انتر ميلان الايطالي إلى نهائي دوري ابطال اوروبا على حساب الغريم التقليدي برشلونة، على أرض ملعب السانتياغو برنابيه في الثاني والعشرين من الشهر المقبل، ولا أدري لماذا هذا الاحتفال غير المبرر، هل هو لتأهل الانتر أم لخروج «البارشا»، لا شك أن التنافس التاريخي بين فريق العاصمة وممثل مقاطعة كتالونيا يفسر لنا ذلك التصرف، لكن ألا تعتقدون أنه كان على أنصار «الميرنجي» أن يحزنوا ولايطلقوا العنان لأفراحهم لسببين: الأول أن فريقهم عجز عن التأهل إلى النهائي الذي سيقام على ملعبه بالرغم من صرف ما يقارب ربع مليار يورو لتدعيم صفوف الفريق بنجوم لم تلمع كثيراً على كافة المستويات، فخرج الفريق بشكل مذل من مسابقة كأس ملك اسبانيا على يد فريق الكوركون المغمور من الدرجة الثالثة، وتعثر في الدوري أربع مرات حتى الآن، أبرزها أمام الفريق الكتالوني ذهاباً وإياباً، وما بين ذلك كان الخروج من «الشامبيونزليغ» أمام الأسد الفرنسي «ليون» الذي ظهر حملاً وديعاً في نصف نهائي المسابقة أمام الفريق البافاري، والثاني أن اثنين من النجوم الذين تخلى الريال عنهم قبل بداية الموسم الحالي تمكنا من المساهمة بشكل كبير بإيصال انتر ميلان وبايرن ميونخ إلى «البرنابيه» فضبط الهولندي سنايدر عقارب خط وسط الفريق الايطالي بدقة في كل الجبهات التي يحارب للحصول على ألقابها، ونجح ابن بلده روبن في قيادة «البايرن» إلى النهائي الذي غاب عنه منذ 2001 حين أحرز آخر ألقابه في أغلى مسابقات الأندية الأوروبية على حساب «فالنسيا الاسباني».

لقد تخلى الريال عن النجمين بشكل مشين كأنهما ليسا من طينة اللاعبين الكبار، وظناً من رئيسه الذي لا يتعلم «فلورنتينو بيريث» ومن يخطط له أن نجومية البرتغالي رونالدو والبرازيلي كاكا كافية للملكي كي يحقق ما يريد، بينما وجه سنايدر وروبين له صفعة قوية بالعودة إلى البرنابيه من جديد ولكن هذه المرة كي يحمل أحدهما كأس البطولة، فما طعم هذه الاحتفالات المدريدية التي يجب أن تكون حسرة وندامة على تضييع فرصة تاريخية للفريق باللعب على أرضه في نهائي «الشامبيونزليغ» واحراز لقبه للمرة العاشرة. وقبل ذلك التفريط بنجمين فعلا لفريقيهما مالم يفعله نجوم الريال لفريقهم .


" نقلا عن صحيفة الرؤية الكويتية "