ستمر من أقصى الجنوب عباءة .. عشرين لهفتها تداني لهفتي للموت .. كان الشتاء يجوس من عمق المدافئ و البخور الذي تشربه الأزقة من نوافذ البيوت المتعانقة ... أليس من سيمياء في أن أجمل فتيات المحلة تدعى ( شكر ) تلك الشين المشبعة بالسكّر العراقيّ ... وأن المجنون الذي يطوف بوقود دورة الأطفال خلفه ( عدس ) الذي طالما رفض هذا الاسم وتعكّز على علّة نطقه .. وأعجزه التصحيح للعقلاء : ( عَكَسْ عَكَسْ ، اسمي عكس ) نعم يا صوفي الملمح .. اسمك عكس .. واسمها شَكَرْ .... وليس من خيميائي ولا سيميائي في هذه المحلة البسيطة المتسامحة في قراءة خيبة بنيتها العميقة ... هم ما قرأوكما في الليلة الألف من ليالي رائحة القادم القريب .. ولا أجهدوا أنفسهم في عمق الإحساس بالبخور .. كانت مدافئهم تخبوا وهم يغطون في نوم لا بد منه ... بعد عام من البخور .. قتل عَكَس ... انتقاماً من إبريق الشاي الذي أذاب به وجه شَكَر ... كانت على وشك الفتك بخصوبة أحلامه بها ... مررت مؤامرة العريس بإيماءة الموافقة ... وانتهى الأمر عند هذه التخمة .. عند هذا الحزن ... ربما كانت حكاية حزن عراقي آخر على نية الآخر القادم .