حلو
حلو
وانتهت أيام ( أم صبر ) ... الأربعون حديثاً في عزاء الابن الكبير ... الذي كانت تمشط شعره على جرف دجلة ... الصباح قبل طلوع الشمس كان موعد استحمامه ... تتناثر الأغنيات بصوتها الجميل .. وهي تتعاطى مع شعره كما جديلة صبية ... هو الدلال الجنوبي ... هو فارغ الصبر الذي تقدّس بفرحة العمر ... ( يا وليدي صبر يا كحلة عيوني ، صبر أيام عمري وفلحة ظنوني ) ... ما كانت تدري أنها على موعد مع صبر وصبر في ذمة دجلة يتنفس غرقاً .... وغنّت له من جديد لليلتين كي يطفو لتضمه بكل جزعها وبالمتبقي من صبر ها ..... وها هو صوتها الشجي ينعاه بامتداد كأنما قرآن .... ولاذت بعد أربعين يوماً بصمت ... صمت مؤبد
أن تبكي كما تفعل أمك ... هو البكاء ... وكل بكاء غيره ................
الأمهات صدّيقات ... ومن لم يصدق فليسأل أمه !!
على أكتاف العم كوكل كنت أبحث عن صورة حلم ... فظهرت لي صورة ( أحلام ) !!!!!!!!!! أيقونة امتعاض لا يحدث إلا نادراً
للمستقبل نية مبيتة ... خارجة عن قانون ( الماضي والحاضر يصنعان المستقبل )