النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

الأفكار تغير العالم

الزوار من محركات البحث: 8 المشاهدات : 409 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    الأفكار تغير العالم


    الأفكار تغير العالم


    لا يغير العالم إلا الأفكار العظيمة..
    ولا يجعله يتقدم إلا الأفكار ذات النوايا الحسنة، والأهداف النبيلة، أما الأفكار الصغيرة، المعجونة بنوايا الحقد والبغض والكراهية مثلها مثل السم في الدسم، والسوس في العجين، والخل في العسل، والرمل في الطحين.
    وللأفكار العظيمة قوة ما بعدها قوة.
    فهي زلازل وعواصف وبراكين، تغير معالم الأماكن التي تمر عليها وتضربها، أو تنفجر من تحتها أو في داخلها.
    وتكمن خطورة الأفكار في كبتها ودفنها ووأدها بسبب ظروف قاسية حالت دون خروجها إلى النور، إنما هو الكبت الذي يعقبه الانفجار والدفن الذي ينتظر الانبعاث، والوأد الذي حان كسر أحجاره.
    وقد يحدث أحياناً أن لا تنتظر الأفكار السامية الإفراج عنها، أو السماح لها بالطيران، فتخرج من أقفاصها كالذئاب والنسور، وتتسرب وتتدفق مثلها مثل أي نهر أو نبع.
    ثم.. ما قيمة فكرة جميلة إذا بقيت مقفوصة بين قضبان العقل، ومحجوزة في زنزانة القلب، ومحصورة ومحاصرة بين ثنايا الروح؟!
    والشيء الأهم والأخطر من كل ذلك هو في قيمة الفكرة ووزنها وحجمها وأهدافها، فقيمة أية فكرة لا تقاس بوزن أصحابها وعلو مراتبهم وكثرة أموالهم، بل بالأثر الذي تحدثه الفكرة من حولها، وبالتغيير الذي تتركه في عقول الآخرين، فما قيمة أفكار خرجت ولم تبدل أو تغير؟ ألا تشبه دخاناً بلا نار، ومجرى بلا ماء، وليلاً دامساً بلا قمر أونجوم؟!
    ما قيمتها إذا لم تترك في العقل أثراً، وفي القلب وشماً، وفي الروح جمراً؟
    والأفكار الكبيرة كالمتفجرات الخطيرة، فلا يجوز أبداً أن يلعب بها الأطفال، ولا يجوز أن يسمح للأصابع ذات الخبرة القليلة بالعبث في محتويات الأفكار الثقيلة، وإلا انفجرت في وجوههم، وقطعت أصابعهم، وشوهت معالمهم.
    قد نجد أحياناً بعض الأفكار الرائعة وقد حملها أشخاص في حياتهم أقرب إلى حياة الضفادع وطيور الوز، وخفافيش الظلام، فلا هم يستفيدون منها، ولا يدعون أحداً يقترب منها. مثلهم مثل صخرة كبيرة صماء وقعت على باب نبع، فلا هي استفادت فشربت ولا غيرها استفاد!
    ألا تحمل الجمال والحمير الذهب والياقوت، ونجدها دائماً تعتلف التبن والشعير وحشائش الطرقات؟!
    وكيف سيستفيد ضبع جاهل من قطعة ماس ربطت حول عنقه؟ أتعتقدون أن باستطاعة أحد من العقلاء الاقتراب منه وفك تلك القطعة الثمينة من حول عنقه؟
    وما أكثر تلك الضباع من حولنا، تعيش فقيرة، وتموت حقيرة.
    إن أفكارنا العظيمة لا تتحقق إلا إذا آمنا بجدواها، ورعيناها وواصلنا العمل على سقايتها وتقليمها وتشذيبها وتنظيفها من الحشرات الضارة، مثلها مثل أية شجرة: فإذا اهتممنا بها أعطتنا، وإذا أهملناها نبذتنا، وحاربتنا بأغصانها اليابسة.
    والفكرة العظيمة لا بد أن يكون خلفها إحساس أعظم منها، وهل كتبت الروايات الخالدة، والقصائد الرائعة إلا بشعور وحس عميقين، وبأنفاس نظيفة، ونوايا سليمة؟! وهل يوجد خلف تلك اللوحات المدهشة الجميلة إلا روح فنان أجمل، ولون أعلى وأغلى قيمة من جميع الألوان المائية والزيتية التي رسمت بها تلك اللوحات؟
    يقال إن مفتاح أي عمل إبداعي أصيل ليس سوى ومضات وبروقاً وصوراً من الأفكار، وما على اليد والقلم إلا قنصها وتدوينها فوق الورق، أو حفرها في الصخر ورسمها على القماش.
    المهم أن تخرج الأفكار من الروؤس، لا أن تبقى تدور وتحوم حول نفسها، وداخل أقفاصها، فأن أحلم وأفكر.. شيء، وأن أعمل على تنفيذ ما أفكر به شيء آخر.
    إن الأفكار الكبيرة ليست أقل قيمة من أي ثروة أو كنز، فتلك الأفكار قد تجلب العز والمجد والشرف والكرامة والخلود لأصحابها، في حين تبقى الأفكار الساذجة المطروحة لا تختلف أبداً عن أفكار أولئك الذين لديهم أفكار كبيرة، لكن تنقصهم الجرأة والإقدام والشجاعة للسماح لها بالخروج والولادة ولأخذ دورها في الحياة مثلها مثل أي فارس أو بطل من الأبطال، ولد كبيراً، وعاش كبيراً، ورحل كبيراً، تاركاً بين الناس ثماره الطيبة، وأخلاقه العالية.
    إن الأفكار كالبشر تماماً، تكون نطفة، ثم جنيناً، ثم طفلاً يولد ويكبر ويعيش، والأفكار التي تولد صغيرة، لا هدف لها ولا معنى، لا تستمر طويلاً في الحياة، سوف يأتي يوم ما وينتهي مفعولها وتأثيرها، فتخمد وتنطفئ وتضمحل وتذبل وتذوي وتسقط وتموت، بينما هنالك أفكار لا ترتضي إلا أن تولد كبيرة، وأن تعيش حياة حرة كريمة، فلا تموت، بل تخلّد إلى الأبد.


    بقلم سهيل الشعار

  2. #2
    Jan Jan غير متواجد حالياً
    Malika
    تاريخ التسجيل: August-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,971 المواضيع: 141
    صوتيات: 17 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2710
    أكلتي المفضلة: شيخ محشي
    موبايلي: Nokia c301
    آخر نشاط: 30/September/2020
    مقالات المدونة: 74
    أتمنى الخلد للأبـــــــد
    شكرتً غلاتــي ع ـالطرح
    دمتِ و دآمت توآجدكِ الجميله

  3. #3
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    شكرا للمرور

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الدولة: العراق_بابل
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,648 المواضيع: 218
    التقييم: 1403
    مزاجي: مرتاح
    المهنة: خريج
    أكلتي المفضلة: كل شيء يقدم لي وأنا جائع
    موبايلي: Galaxy S II
    آخر نشاط: 25/July/2022
    شكرا ع الطرح

  5. #5
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    شكرا للمرور

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال