من طبيعة النفس البشرية حبها للظهور والثناء، ولا اعتراض على ذلك، بل المعيب في ذلك أن يصل الحال إلى كونه ظاهرة في النفس البشرية يؤدي إلى التباهي والمغالاة وتحقير الآخرين وإزدرائهم، فعند ذلك تصبح مرضاً مستفحلاً في النفس إن لم يتداركها صاحبها ويتابعها تصبح مهلكة له.
وكثيراً ما يصيب هذه السلوك المشين طلابَ العلم المبتدئتين، فتجده في مجالسته أمام الآخرين يذكر أمجاده وثناء الناس عليه، فيقول ...فلان أثني علي، وقال: كذا وكذا....، وفلان استمع إلى فوصفني بأوصاف ..... الخ ،
ومن الطبيعي أن يكون حب الظهور والثناء على النفس مفسداً للعلاقات الاجتماعية بين الآخرين، لأنها تعطي سلوكاً سلبياً في تعامله مع الآخرين
ومن هذه السلبيات :
1- إعجابه بنفسه وأنه النموذج المثالي الذي ينبغي أن يكون عليه الناس.
2-عدم تقبله لنصح الآخرين.
3- عدم الرجوع إلى الحق.
4- احتقار الآخرين وازدراؤهم .
أثر حب الظهور على العلاقات..!
الجدير بالذكر أن المغالاة في حب الظهور والبروز سلوك سلبي غير مرغوب فيه يؤدي في الغالب إلى فتور العلاقات الاجتماعية وتوترها بين الأفراد .
ولعل البعض منا يريد التعرف على هذه الظاهرة ؟
وكيف ينظر إليها علم النفس؟
وما هو موقف الإسلام منها ؟
إن ظاهرة حب الظهور تعد إحدى الغرائز الفطرية في النفس البشرية ولا يكاد يخلو منها أي فرد إلاّ من عصمه الله سبحانه وتعالى , وتتخذ هذه الظاهرة عدة مسميات منها:
- العجب بالنفس والمباهاة والافتخار والرياء والغرور, وغيرها وجميع هذه المسميات تصب في معنى واحد هو حب الظهور
وقد تناول علم النفس هذه الصفة بالدراسات المستفيضة والمتعمقة سعيا منه للتخفيف من حدتها وطغيانها على الذات ,
إلاّ أنه سلم في نهاية الأمر إلى القول بأنها غريزة فطرية غير قابلة للمنع والسيطرة شأنها شأن بقية الغرائز كالحاجة إلى الطعام والشراب والمعرفة فهي من ضرورات الحياة وبالتالي انصرفت المحاولات النفسية إلى كيفية التقليل من حدتها وتهذيبها .