. توطئة:
القراءة + فكر القارئ ----> اعادة انتاج المقروء بطريقة اخرى / الكتابة----> القراءة
اذن: فالقراءة تأتي اولا لذلك ابداع الكاتب متوقف على ابداع القارئ في فهم نص الكاتب وادراك معانية بل ونقده من خلال نظرة متفحصة لما هو غث او سمين ولكن ليس كل قارئ ناقد بل كل ناقد قارئ بالتأكيد. كما ان الكاتب لايكون مبدعا الا من خلال القرءة المبدعة اللتي سوف اتحدث عنها لاحقا والا سوف ينضح كل اناء بما فيه.
2. متى تكون قارئ مبدع؟ او قارئ ايجابي ومتى تكون العكس؟
اولا: القراءة المبدعة: وهي فهم المقروء وتحليل رموزه و ادراك معانيه وصوره ومدلولاتها ومن ثم نقده من خلال نظرة محايدة ومتفحصة. وهذا المقروء قد يكون واضح وفهمه مباشر او غير واضح يتطلب تأويل وتحليل بالنظر الى السياق وتداعيات النص وبااستخدام الخبرة. والتأويل قائم على تحليل المعنى المجازي لانه اكثر استخداما في الشعر من المعنى الحقيقي كما في قول الشاعر النابغة الذبياني : فإنك شمس والملوك كواكب ُ ...إذا طلعت لم يبد ُ منهن كوكب , فهل الممدوح شمس؟ او الملوك كواكب؟ فكل لفظ له معنى باطن يستدل به من خلال موقع وحالة هذا اللفظ من النص! فيجب على القارئ الواعي/ المبدع ان بغوص في اعماق النص للاكتشاف جمال درره. ولان كل انسان له رؤية خاصة فالمحصلة تختلف من قارئ الى اخر على حسب الزاوية اللتي ينظر منها هذا القارئ. كما ان معدل سرعة القراءة يلعب دور اساسي في ابداع القارئ لذلك على القارئ ان يقرء بسرعة تتوافق مع سرعة فهمه .
ثانيا: القراءة السلبية: هي عكس الايجابية تماما بالاضافة الى النقل والالغاء فالمقروء قد يتغلب على القارئ ويحدث الامر الاول وقد يحدث العكس فيكون الالغاء. وثمة قراءة تراثية تتعصب للماضي ومعاييره فتحارب كل ماهو معاصر وجديد بحجة انه لايمت للشعر بصلة وهذا سلبي لان لكل عصر ادواته ومتغيراته. والجديد ماهو الا الماضي بعد التأثر والتغيير المتقيد بالزمان والمكان. فلو نفترض ان المتنبي كان من شعراء هذا العصر لكان مجددا حتما فالحاضر امتداد للماضي. لو لم نقرء ماكتبه شعراء الماضي لبدئنا من حيث بدءو بتغيير بسيط بسبب المعاصرة والمثاقفة.
3. في اخر المطاف: الابداع في القراءة سيسهم في اثراء وعي المتلقي و ووعي الكاتب معا لذلك اتت الكتابة بعد القراءة, ولاننسى ان بداية الوحي كانت ( اقرء) لذلك الكاتب في بداياته مثل الطفل تماما لانه مقلد لاصوات الحروف ومن ثم الكلمات والنصوص وعندما يبلغ اشده يبدء في الابداع من خلال التجديد بعد تأثر ما قرئه بتفكيره و رؤيته. وليس ثمة شاعر او كاتب لم يكن مقلدا في البداية بسبب القراءة المستمرة لغيره. اذن: ابداع القارئ قبل ابداع الكاتب.