.هو الجامع الرئيسي الثاني في سامراء . ولقد شيد المعتصم الجامع الاول في 221 هـ ( 836م) . ان المعتصم قد خط القطائع للقود والكتاب والناس وخط كذالك المسجد الجامع واختط الاسواق حول المسجد الجامع الكبير . وقد استعمل هذا الجامع الاول لاداء فريضة الصلاة وصلاة الجمعة حتى مجئ المتوكل للخلافة في عام 232هـ 847م . يقع الجامع في النهاية الشمالية للسوق الرئيسية وليس بعيدا عن الجوسق الخاقاني . وفي بداية حكم المتوكل اصبح هذا الجامع القديم صغيرا جدا لا يسع عدد المؤمنين المصلين من الاهالي والجند . ولذلك شيد المتوكل جامعا رئيسيا جديدا عند اول ( الحير ) في موضع واسع خارج المنازك ولا يتصل به شئ من القطائع والاسواق . وقد اتقن الخليفة بناءه ووسعه واحكم تشيده . وقد وصف عالم الاثار الشهير ( روس) هذا الجامع في عام 1844 بانه بناء عظيم من الاجر على شكل مستطيل ابعاده 264×159 خطوة مع برج من كل زاوية ويوجد بينهما احد عشر برجا صغيرا من الجوانب الطويلة . وثمانية ابراج في الجوانب الصغيرة . وقد تهدمت الاروقة الداخلية وصف الابنية الخارجي تماما كما نقل الاجر منها . والبناء المتبقي . ما عدا العقود فوق المداخل والتي تساقطت . هو الان في حالة حفظ جيدة . ويقول العالم الاثري ( جونس ) الذي زار الجامع في عام 1846 بان كلا من ( الملوية ) والمدرسة قد شيد من اجر جيد وباتقان كبير. يبلغ طول المدرسة ( 810 )قدم وعرضها ( 490) قدم . ولها ( 12) دعامة بين ابراج الزاوية في الجهة الشمالية الغربية والجهة الجنوبية الشرقية , و(10) دعامات في الجهة الشمالية الشرقية والجهة الجنوبية الغربية . والمدخل الرئيسي يقابل القبلة . ويلاحظ في الحال اصله المحمدي . ويبدو ان هناك نافورة في وسط الفناء . ويبلغ ارتفاع الجدران في الوقت الحاضر حوالي (3) قدم وفي الجهة الجنوبية الغربية يمكن ان تميز بقاية الشبابيك المعقودة . ويبعد هذا الجامع بضع مئات الامتار عن شمال مدينة سامراء الحديثة . وهو منعزل تماما , ولقد فقد الكثير من اعمدته ولم يبقى منه سوى المنارة وسور مستطيل من الطابوق في حالة حفظ جيدة . ويضم جامع سامراء الكبير ايضا سورا مستطيلا مع جدران مدعمة بابراج ابعاده 340 ×156م من الداخل اي بنسبة تقريبية 3:3 , وابعاده بالاقدام تعادل 784 × 512قدما . وعلى هذا فان مساحته الكلية تصبح 000/38 مترا مربعا تقريبا وعلى هذه الاساس فان هذا الجامع يكون اكبر جامع في العالم , اما مخطط الجامع فيتالف من اربعة اقسام تحيط بالصحن . الحرم في النهاية الجنوبية وثلاثة اقسام اخرى حول الجهات الثلاث الاخرى . لم يكن في المستطاع اعادة تنظيم المخطط بصورة اكيدة حتى تنقيبات ( هرزفيلد ) الاثري العالمي الذي اجراها في موقع العمل في عام 1910 . ما عدا عدد اورقة الحرم (بيت الصلاة ) بسبب اقتلاع اعمدة السقف ودعاماته التي ازيلت منذ فترة طويلة للانتفاع من موادها . وهناك النوافذ في القسم العلوي لحائط القبلة وهي ( 24) نافذة في مستوى رائع من الاتقان المعماري . وتوجد في وسط صحن الجامع بقايا نافورة كبيرة . وتعتبر الملوية من اغرب المنائر التي اقيمت في العراق . ويعتقد المؤرخين ان سبب بناء الملوية بمثل هذا الارتفاع الكبير لكي يسمع صوت المؤذنين بسهولة . وحتى يمكن للمنارة ان ترى من مسافات بعيدة . ويظل جامع سامراء الكبير واحدا من الاثار المهمة في العالمين العربي والاسلامي الذي يمثل حضارات الانسان العراقي في الزمن القديم الذي كان مساهما فاعلا في بناء وازدهار حضارات العالم .
رياض العزاوي
منقول