اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لا تستوقف الحياة، بأمسها وحاضرها ومستقبلها، كلّ الناس، فمنهم من يقف ويتأملّ فلسفة الحياة، ومنهم من يعيش دون تفكّر حتى يباغته الموت. وبعض الناس يستغرق في الماضي حتى يقعده عن الحركة في الحاضر والغد، وبعضهم الآخر يتعب نفسه في حسابات المستقبل الذي قد تنقلب معطياته بين ليلة وضحاها...
وقد تناول النبيّ صلّى الله عليه وآله وأهل بيته ، مسألة الحياة بأبعادها الثلاثة: الأمس والحاضر والمستقبل، فصوّبوا البوصلة باتجاه العمل الصالح لما فيه نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة... أي ربح في اليوم، وفي الغد الذي نعتقده بعيداً. كما جرى التأكيد حتى استغلال الحاضر لأنه يشكّل رافعة للإنسان لمستقبله في الدنيا والآخرة، وخير ما يدّل على ذلك قول الإمام عليّ : المرء ابن ساعته. وله حكمة بالغة في تفصيل الأيّام، فيقول: ألا إنّ الأيام ثلاثة: يوم مضى لا ترجوه، ويوم بقي لا بدّ منه، ويوم يأتي لا تأمنه، فالأمس موعظة، واليوم غنيمة، وغد لا تدري من أهله.
والكلام حول أزمنة الإنسان كثير، وهنا نعرض شيئاً مما ورد في الأحاديث الشريفة، وعلى ألسن علماء وأدباء وفلاسفة في العصر الحديث.
في الأحاديث الشريفة
رسول الله صلّى الله عليه وآله
-يا أبا ذرّ! إيّاك والتسويف بأملك، فإنّك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم.
-بادر بأربع قبل أربع: بشبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل مماتك.
-يا أبا ذرّ! حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنّه أهون لحسابك غداً...
-أقربكم غداً منّي في الموقف أصدقكم للحديث، وأداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقاً، وأقربكم من الناس.
أمير المؤمنين
-إنّ الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع، وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع، وإن المضمار اليوم، وغداً السباق.
-فتدارك ما بقي من عمرك، ولا تقل: غداً وبعد غد، فإنّما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف، حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون.
-إنّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.
-اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.
-إنّ ماضي عمرك أجل، وآتيه أمل، والوقت عمل.
-إنّ عمرك وقتك الذي أنت فيه.
-إنّما أنت عدد أيّام، فكلّ يوم يمضي عليك يمضي ببعضك، فخفض في الطلب وأجمل في المكتسب.
-لا يعمر معمّر منكم يوماً من عمره إلاّ بهدم آخر من أجله.
-المرء ابن ساعته.
-لو اعتبرت بما أضعت من ماضي عمرك لحفظت ما بقي.
-فبادروا العمل، وخافوا بغتة الأجل فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق.
-إنّ الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما، ويأخذان منك فخذ منهما.
-من أفنى عمره في غير ما ينجيه فقد أضاع مطلبه.
-اعمل لكلّ يوم بما فيه ترشد.
-أيّها الناس! الآن الآن ما دام الوثاق مطلقاً، والسراج منيراً، وباب التوبة مفتوحاً، من قبل أن يجفّ القلم وتطوى الصحف.
-استعدّوا ليوم تشخص فيه الأبصار، وتتدله لهوله العقول، وتتبلّد البصائر.
-خذ بالثقة من العمل، وإيّاك والاغترار بالأمل، ولا تدخل عليك اليوم همّ غد... ولو أخليت قلبك من الأمل لجدّدت في العمل، والأمل الممثّل في اليوم، غداً أضرك في وجهين: سوّفت به العمل، وزدت به في الهمّ والحزن.
-ألا إنّ الأيام ثلاثة: يوم مضى لا ترجوه، ويوم بقي لا بدّ منه، ويوم يأتي لا تأمنه، فالأمس موعظة، واليوم غنيمة، وغد لا تدري من أهله.
-اذكر في اليوم غداً، وامسك من المال بقدر ضرورتك، وقدّم الفضل ليوم حاجتك.
-الاشتغال بالفائت يضيع الوقت.
-إنّ أنفاسك أجزاء عمرك، فلا تفنها إلّا في طاعة تزلفك.
-إنّ أوقاتك أجزاء عمرك، فلا تنفد لك وقتاً إلا فيما ينجيك.
-الرزق رزقان، رزق تطلبه ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك، فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك، كفاك كلّ يوم على ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك، فإنّ الله تعالى سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك، فما تصنع بالهمّ فيما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك، طالب ولن يغلبك عليه غالب، ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك.
-خذ من نفسك لنفسك، وتزوّد من يومك لغدك، واغتنم غفو الزمان، وانتهز فرصة الإمكان.
-تزوّدوا في الدنيا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكم غداً.
-المدّة وإن طالت قصيرة، والماضي للمقيم عبرة، والميت للحي عظة، وليس الأمس عودة، ولا أنت من غدٍ على ثقة، وكلّ لكلّ مفارق وبه لاحق، فاستعدّوا ليوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
-إنّ التقوى في اليوم الحرز والجنّة، وفي غدٍ الطريق إلى الجنّة، مسلكها واضح وسالكها رابح.
الإمام زين العابدين
-أكبر ما يكون ابن آدم اليوم الذي يلد من أمّه.[تلده فيه أمّه]
-من دعائه في مكارم الأخلاق -: اللهمّ صلّ على محمّد وآله، واكفني ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غداً عنه، واستفرغ أيّامي فيما خلقتني له.
-من كتابه لمحمّد بن مسلم الزهري -: انظر أي رجل تكون غداً إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها، وعن حججه عليك كيف قضيتها، ولا تحسبن الله قابلاً منك بالتعذير، ولا راضياً منك بالتقصير، هيهات هيهات ليس كذلك.
الإمام الصادق
-ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال ذلك اليوم: يا بن آدم أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد، فافعل بي خيراً واعمل في خيراً أشهد لك يوم القيامة، فإنّك لن تراني بعدها أبداً.
-إنّ النهار إذا جاء قال: يا بن آدم اعمل في يومك هذا خيراً، أشهد لك به عند ربك يوم القيامة فإني لم آتك فيما مضى، ولا آتيك فيما بقى وإذا جاء الليل قال مثل ذلك.
-إذا أويت إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك، وما كسبت في يومك، واذكر أنّك ميت وأنّ لك معاداً.
حكم معاصرة عن الأمس واليوم والغد
-لا تدع أمسك يستهلك قدراً كبيراً من يومك. (روجرز).
-دائماً يختلف يومنا عن أمس. (ألكسندر سميث).
-ما خسرته اليوم تكسبه غداً. (سرفانتس)
-تمسّك بالحاضر إلى أن تنمو قدرتك على التفكير في الغد. (ويتمان).
-أنا أستقبل يومي، وأثق بغدي.
-تذكّر أنّ النجوم تطلع في اللّيل، وغداً تشرق الشمس.
-إذا لم يناسبك يومك، فقد يناسبك غدك. (توماس فولر)
-ليس لليوم السيـّىء ليل حسن. (جونسون).
-للأيّام دورات، فكم من رفيع خفضته، ووضيع رفعته، وكم من صعلوك أسكنته قصراً، وكريم أذاقته بؤساً وفقراً.
-قليل في صباحك خير منلاشيىء في يومك كلّه.
-أعطني اليوم وخذ غداً. (كوريل)
-ربّ يوم بكيت منه فلمّاصرت في غيره بكيت عليه
-لا تفتخر بالغد لأنّك تجهل ما يحمله لك.
-أيّها الإنسان! أنت تعيش اليوم وتذهب غداً.
-غداً وبعد غد، يمارس الناس سيّئاتك التي كانوا يتّهمونك بها.(برنارد شو).
-إذا فقدت كلّ شيء فلا تيأس، لأنّ المستقبل أمامك. (بونيه).
-يتكوّن المستقبل من مواد الحاضر نفسها. (سيمون ويبل).
-أدرسِ الماضي إذا أردت أن تكتشف المستقبل. (كونفوشوس).
-لم أفكّر قط في المستقبل، إنه يأتي في الوقت المناسب. (أنشتاين).
-المستقبل مكان يبلغه كل إنسان بمعدّل ستين دقيقة في الساعة، مهما فعل وأياً يكن. (لويس).
-حين يتقدّ م بك العمر تحسّ أنك حكمت بجريمة لم ترتكبها. (أنطوني باول).
-قد يكون للعصفور عنق طويل، لكنه لا يبصر المستقبل. (لورنو).
-إذا تكلّمت كثيراً عن غدك، فهذا يدلّ على أنّك لا ترغب في أي عمل اليوم. (كيتون).
__________
نسألكم الدعاء