خلينا صرحاء ، ماشى ؟
أحمد الحباسى
الشيعة كفرة ، خارجون على القانون ، خبثاء ، يجاهرون بغير ما يخفون ، خارجون على الملة ، فيهم عيوب الدنيا السبعة ، متهمون “بالتقية” ، نحن السنة مسلمون بالفطرة ، نحترم القانون ، أتقياء ، لا نعلم معنى النفاق ، نتبع كل التعاليم الدينية ، ليست لدينا عيوب و لا نعرف هذه ” التقية” ، لذلك يحق للسنة و حكام السنة و علماء السنة أن يسقطوا ما يشاءون من التهم ، فالشيعة ملة دخيلة خارجة على الإسلام و على الإجماع و يحق أن نقيم عليهم الحد و أن نصلبهم من خلاف و أن نقول فيهم ما قال مالك في الخمر ، ماشى ؟ .
حسن نصر الله ، صديق لإسرائيل ، و الحرب التي دامت 33 يوما بالتمام و الكمال لم تكن حربا و لا منازلة تاريخية استحقت تقرير فينوغراد الشهير ، حرب 33 يوما كانت منازلة الكترونية من ألعاب البلاى ستايشن و كل ما شاهده السادة السنة هو مجرد خداع بصري و بهلوانية “شيعية” لا يقدر عليها إلا هؤلاء الخارجون على القانون ، الخبثاء …..إلى آخر المنازلة اللفظية المكررة ، حرب 33 يوما كانت خدعة ابتكرها حزب الله و القادة الصهاينة لم تمت فيها أرواح بريئة و لم تهدم فيها منازل و لم يتم فيها قرار بوقف إطلاق النار و لم ينجر عنها عملية مبادلة تاريخية للأسرى المحررين من سجون الاحتلال ، كانت خدعة ، أي نعم ، كانت خدعة ، ماشى ؟ .
كتب الدكتور طه حسين عن ” الفتنة الكبرى ” ، لم يكن الرجل يعلم أن نار الفتنة يراد لها أن تبقى مشتعلة في هذا الوطن العربي ، و كما أخترع الأمريكان عدوهم السوفيتي الشيوعي لمنازلة سميت بالحرب الباردة ، رغم أن الرأسمالية كما الشيوعية لم تثبت لحد الآن جدواها و هي سبب كل هذه الحروب ، فان أبناء آل سعود اخترعوا وهما سمى بالتمدد الشيعي ، بالخطر الشيعي ، إلى ذلك من المسميات الساقطة الهابطة ، مع أن ما يفعله السنة يفوق في هبوطه و ضرره كل تصور ، و ما فعله آل سعود بالعرب السنة يفوق ما فعله هتلر و موسولينى و القنبلة الذرية الأمريكية مجتمعين ، فهل نتغابى عن خطايا الإرهاب السعودي ” السني ” في كل البلدان العربية ، هل نقفز على أفعال ” رسل ” آل سعود الإرهابيين في سوريا من حفر و نبش و تهديم لقبور الأنبياء و الصالحين ، هؤلاء من السنة ، إنهم من السنة ، يحق إذن أن نطالب بالصمت ، بالخجل ، ماشى ؟ .
في تقديري ، ليس هناك خطر شيعي تحت كل العناوين ، هناك حالات اختلاف في قراءة الأحداث العربية و كيفية معالجتها و التعامل معها ، و في تقديري أيضا أن هناك في مملكة الشياطين من يريدها حربا مشتعلة لغاية في نفس يعقوب ، و هناك من يبحث عن تقديم خدمات مجانية و ما بعد البيع للعدو الصهيوني بافتعال حروب جدلية متصاعدة العداء مع الجانب الشيعي ، هذا لم يعد سرا مكتوما ، و لا يحتاج إلى كثير من الأدلة لإثباته، و هناك من يعمل في المؤسسة الدينية السعودية ، منبع كل الآفات الجدلية و القراءات الخاطئة للإسلام ، على إثارة النعرات الطائفية حتى يسود الفكر السني السعودي في العالم العربي و لو على حساب الانقسام بين الطوائف ، فالسعودية مغرورة و مغشوشة في نفسها و زادتها الثروات النفطية جهالة و اعتدادا خبيثا بالنفس ، تفهمون لماذا سقط الدور السعودي في المنطقة رغم كل الجهود المسمومة .
لو قمنا باستبيان نزيه لتحصل سماحة السيد حسن الله على مرتبة مشرفة جدا في قلوب الشعوب العربية التي تتشكل في أغلبيتها من السنة ، هذا بالطبع مقلق جدا للحكام العرب و للكتاب العرب و للمثقفين العرب ، فهو عنوان من عناوين فشلهم كحكام في إدارة المعركة مع العدو و مع متطلبات الشعوب ، و ككتاب لان حبل الكذب قصير و كمثقفين لأنهم لا يمثلون في غالبيتهم ضمير هذه الأمة الغلبانة ، رغم ذلك يصر هذا الثالوث المقيت على مواصلة حرب ” التمدد الشيعي ” و نشر ثقافة ” احترس من الشيعة ” و الادعاء بكون هوان الوطن العربي و مصائبه المتلاحقة سببه هذا الجار الإيراني الشيعي ….. صديق إسرائيل ؟؟؟؟، لا فائدة مع هؤلاء أن تقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، فسيأتونك ب”جيش” من السباب و الترهات والمقولات المشبوهة التي يعيدونها منذ ما قبل التاريخ على كل “مستمع ” .
يصر إعلام ” شارع محمد على” على التهوين من قدرة المقاومة و من كلام سماحة السيد حسن نصر الله ، يصل غبائهم الإعلامي حتى ” تبشير ” الشعوب العربية بهزيمة المقاومة و تسخيف انجازاتها و حتى عند اعتراف العدو ، فهم يجادلون بأن الحزب صنيعة صهيونية و أن إيران جزء من منظوم أمريكية صهيونية لبيع الأوهام للشعب الفلسطيني ، يشتمون الشعوب العربية لأنها تصدق حسن نصر الله ، يقولون عنها مجنونة و فاقدة التمييز و لا تفهم ، ينعتون الانتصار بالوهم و بكون الحزب مريض بوهم القوة ، مع أن كل ما فعله السنة للقضية الفلسطينية المركزية هي نكسات تعقبها نكسات و خيانة تعقبها خيانة و بيع ذمة تعقبها بيع ذمم ، لا يصدق حكام العرب أو زبانيتهم أن الوجدان العربي لا يخطى الظن ، و أنه يرى في سيد المقاومة مجرد مواطن عربي سني متشبع بالصدق و لا غير الصدق و أنه الوعد الصادق في زمن وعد السنة الكاذب ، هم لا يستحون ، و كيف للعملاء أن يستحون ، ماشى ؟
خلينا صرحاء ، ماشى ؟