يبدو أن الإسباني رافائيل نادال، المصنف الثاني عالميا بين لاعبي التنس المحترفين بات على موعد هذا الموسم مع الحظ العاثر، الذي عاد ليطارده مجددا بالاصابة التي تعرض لها خلال تدريباته استعدادا للجولة الأمريكية في معصم اليد اليمنى.
والإصابة التي يعاني منها نادال في حد ذاتها ليست بالخطيرة، فقد كشف أنه سيغيب عن الملاعب لفترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة، ما يبعد عن أذهان عشاق "رافا" سيناريو اصابة الأرجنتيني خوان مارتين ديل بوترو.
فقد تعرض "الديلبو" لاصابة في معصم اليد اليسرى اضطر على إثرها للخضوع إلى عملية جراحية حرمته من المشاركة في منافسات الموسم الجاري حتى الان، بعد أن أثرت على مستواه في بداية الموسم.
إذن فسيناريو اصابة نادال أقرب لما حدث مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول عالميا، الذي لم يبتعد عن الملاعب طويلا ولم يخضع لعملية جراحية، ولكن كانت التداعيات مختلفة.
إصابة ديوكوفيتش حرمته من الدفاع عن لقب بطولة مونت كارلو، حيث خسر أمام السويسري روجيه فيدرر في قبل النهائي، ومن حسم صدارة التصنيف، المكانة التي كان يحتلها نادال في ذلك الحين، في بطولة مدريد، التي غاب عنها لاتمام رحلة التعافي.
وبعودته إلى المنافسات، حرم "نولي" نادال من الدفاع عن لقبه في بطولة روما، الاختبار الأخير الذي سبق رولان جاروس، ثاني بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى.
ولكن حظ نادال العثر، يكمن في توقيت الإصابة، فهي تأتي مباشرة قبل رحلة دفاعه عن أربعة آلاف نقطة، ممثلة في بطولتي سينسيناتي وتورونتو لتنس الأساتذة، وأمريكا المفتوحة، آخر بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى في ظل السباق المحموم على صدارة التصنيف.
ورغم أنه سيغيب فقط عن بطولتي تورونتو وسينسيناتي، فإن الشكوك تدور حول مدى قدرته على العودة في الوقت المحدد.
فخلال رحلة تعافيه من الاصابة التي تعرض لها في الركبة في 2012 وغاب على إثرها سبعة أشهر، كانت كل الأخبار المتعلقة بالإسباني تتعلق بشفائه من الإصابة، واعتذاراته عن البطولة تلو الأخرى.
وكان نادال يخطط للمشاركة في أبوظبي ثم الدوحة فأستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى في، 2013 لكنه أصيب بعدوى في الجهاز الهضمي أرجأت عودته إلى بطولة فيا ديل مار بتشيلي، التي انطلقت الرابع من فبراير من العام الماضي.
الأمر لا يتعلق فقط بموعد العودة، قبل بطولة أمريكا المفتوحة، وانما بمدى جاهزيته لتقديم مستوى يمكنه من مواجهة ثقة "نولي" النابعة من اعتلاء صدارة التصنيف وطموح فيدرر للعودة إلى المواعيد الكبرى، ومواطنه ستانيسلاس فافرينكا لاثبات نفسه مجددا، ومساعي البريطاني آندي موراي لانجاح شراكته مع الفرنسية ايميلي ماوريسمو.
وبهذا يقع نادال فريسة للحظ العثر من جديد هذا الموسم، بعد أن حرمته الاصابة التي تعرض لها في الظهر من الفوز بلقب بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، بعد بلوغه النهائي أمام فافرينكا.
الاصابة تعزز "نبوءة" نادال بصعوبة العودة للصدارة
"لست مرشحا لانهاء العام في صدارة التصنيف".. تصريح أدلى به نادال، ادراكا منه للعدد الهائل من النقاط الذي يدافع عنه، والصلابة الذهنية التي يتمتع بها غريمه الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول عالميا، ولكن الحسابات تعقدت أكثر بالإصابة التي تعرض لها "رافا".
فقد تعرض نادال لإصابة في معصم اليد اليمنى ستحرمه من الدفاع عن لقبي بطولتي سينسيناتي وتورونتو لتنس الأساتذة، اللتين تقاما على الأراضي الصلبة.
الفارق الذي يفصل نادال عن ديوكوفيتش 460 نقطة، حيث يحتل اللاعب الصربي المركز الأول برصيد 13 ألف و130 نقطة، بينما تبلغ نقاط "رافا" 12 ألف و670 نقطة في الوصافة، ويدافع كل منهما عن أربعة الاف نقطة فيما تبقى من الموسم.
فقد توج نادال العام الماضي ببطولتي سينسيناتي وتورونتو لتنس الأساتذة، ويحصل الفائز بكل منهما على ألف نقطة للواحدة، اضافة إلى بطولة أمريكا المفتوحة، آخر بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، فيما فاز "نولي" بألقاب بكين (500 نقطة) وشنجهاي وباريس بيرسي (أساتذة) والبطولة الختامية (1500 نقطة).
وبغيابه عن بطولتي سينسيناتي وتورونتو يفقد نادال ألفي نقطة، وتصبح الألفان الآخران في مهب الريح، نظرا لأنه سيشارك، إن تمكن، في بطولة أمريكا المفتوحة، بعد غياب طويل عن المنافسات، وفي ظل هواجس تعرضه لانتكاسة.
وبينما يعاني نادال من ضغوط تتراوح بين النقاط الضائعة وتعافيه من الإصابة للحاق ببطولة أمريكا المفتوحة، يدافع ديوكوفيتش عن 540 نقطة فقط في سينسيناتي (180 نقطة لخروجه من ربع النهائي) وتورونتو (360 نقطة لخروجه من قبل النهائي)، ما يعني أن الفرصة ستكون متاحة أمامه لزيادة بمقدار 1460 نقطة في الوقت الذي يخسر فيه نادال ألفي نقطة.
واذا تمكن نادال من المشاركة في بطولة أمريكا المفتوحة، فإنه سيدافع عن ألفي نقطة بفوزه باللقب العام الماضي، لذا فلن يتمكن من اضافة شيء إلى رصيده، مقابل 800 نقطة يمكن لديوكوفيتش حصدها نظرا لخسارته نهائي العام الماضي (1200 نقطة).
اجمالا، سيكون بمقدور "نولي" اضافة 1460 نقطة إلى رصيده، حال فوزه ببطولتي سينسيناتي وتورونتو، ليصبح رصيده المفترض 14 ألف و590 نقطة (يصل إلى 15390 نقطة حال فوزه بأمريكا المفتوحة) قبل أن يبدأ رحلة الدفاع عن نقاطه الأربعة الاف.
فيما يخسر نادال ألفي نقطة ليصبح رصيده المفترض عشرة الاف و670 نقطة (تصل إلى ثمانية الاف و670 نقطة حال غيابه عن أمريكا المفتوحة).
هذا يعني أن الفارق لصالح ديوكوفيتش سيكون ثلاثة الاف و920 نقطة، قابلة للزيادة اذا خسر نادال لقب أمريكا المفتوحة، في المقابل، سيدافع ديوكوفيتش عن أربعة الاف نقطة بداية من بطولة بكين.
ولن يكون أمام نادال هامش لرفع رصيده من النقاط سوى بمقدار ألفين و480 نقطة، ففي العام الماضي بلغ نهائي بكين (سيحصل على 200 نقطة اذا فاز باللقب) ونصف نهائي شنجهاي (سيحصل على 640 نقطة إذا فاز باللقب) وكذلك الحال في باريس بيرسي، ونهائي البطولة الختامية (سيحصل على 1000 نقطة حال فوزه بالبطولة)، ما يجعل الحسابات مقعدة للغاية بالنسبة للماتادور الإسباني.