طريق الموت" شاهد على قصة معاناة النازحين حتى الوصول إلى مدينة الحسين (ع)
حطت رحلة نازحو المناطق الساخنة في كربلاء المقدسة بعد شربهم مرارة القصف والحصار المفروض عليهم من قبل "داعش" واستشهاد بعضهم في ارض المعركة في سبيل الدفاع عن أرضهم وعرضهم وشرفهم إلى أن قطعت بهم السبل وأفرغت بنادقهم من العتاد رافقها النقص الحاد بالمواد الغذائية وكل مستلزمات المعيشة مع تقدم العدو نحوهم مما أضطرهم للجوء الى كردستان العراق ومن بعدها الى وسط وجنوب العراق في رحلة وصفت بالقاسية.
وقال محمد كريم، احد نازحي قضاء تلعفر التابع لمدينة الموصل في حديث لومقع محافظة الرسمي وتابعته وكالة نون إننا "أجبرنا على ترك منازلنا وأراضينا وكل مقتنياتنا بسبب استهدافنا من قبل القوى الظلامية المتمثلة بتنظيم داعش الإرهابي".
وتابع أن "رحلتنا كانت محفوفة بالمخاطر بسبب القصف العشوائي المتواصل على طول طريق الواصل نحو حدود اربيل وصولا الى منطقة الكلك حيث حيث تكدس المئات من النازحين عند نقطة التفتيش طالبين المأوى والطعام والعناية الطبية".
من جهته، قال النازح علي احمد، إن "رحلة النزوح الجماعية الى وسط وجنوب العراق كانت مأساوية بالنسبة للآلاف من النساء والاطفال وكبار السن وخاصة بعضهم مرضى ويحتاجون للعناية, حيث غادروا مناطقهم مجبرين تحت وطأة القصف من قبل الجماعات الإرهابية".
وأوضح أن "هنالك نساء قد جاءهن المخاض أثناء خروجنا من مدينة كركوك إلى المجهول حيث تركتنا قوات البيشمركة الكردية التي رافقتنا من حدود اربيل إلى حدود كركوك الإدارية فكان الموت بانتظارنا".
إلى ذلك قال اللاجئ عباس حسين وهو يتحدث عن رحلة الموت، إننا "أجبرنا على المغادرة وترك كل ما لدينا من أموال وحاجيات بعد أن نفذ عتادنا وحوصرنا بعد أن قطعت بنا كل السبل ولم نجد خيار آخر غير المغادرة".
وأضاف "خرجنا متوجهين إلى اربيل حيث جمعتنا سلطات الإقليم عند حدود اربيل نازحين تحت وطأة الشمس الحارقة والنقص الحاد في المياه والمؤن إلى أن تم ترحيلنا الى كركوك ومن بعدها واصلنا الطريق إلى كربلاء حيث رحبت بنا المدينة وأصبحت لنا ملاذا ومأوى".
ولفت حسين إلى أن " خروجنا من كركوك لفه مخاطر كبيرة وعديدة بسبب سلوك طريق محفوف بالخطر المحدق أشبه بطريق نحو الموت لان هناك مناطق غير خاضعة للسيطرة الحكومية بالكامل بسبب سيطرة العصابات الإجرامية عليها, وعند وصولنا الى كربلاء فتحت المدينة ذراعيها لنداء مناصرة للأخوة من المناطق المنكوبة".
يذكر أن مدينة كربلاء المقدسة تستقبل وبشكل يومي ما بين 500 إلى 700 نازح من المناطق الساخنة شمال وغرب العراق، فيما أكدت مصادر شبه رسمية أن مجموع عدد النازحين المسجلين لدى المنظمات المعنية بلغ أكثر من 40 ألف نازح أغلبهم من القومية التركمانية.
المصدر من هنا