أُمّاهُ لا تحزني إنْ جاءَكِ الخَبَرُ ............... أو قيلَ طالَ بِهِ يا أُمَّهُ السفَرُ
قرِّي و نامي و ملءُ العينِ فرحتها..........إنِّي هناك بدارِ الخُلدِ أنتظِرُ
كان الصباحُ جميلاً حينما انطَلَقَتْ ......... ساقايَ نحوَ العُلا يحدوهُما الظَّفَرُ
أرنو إلى الموتِ ، إن الموتَ في شَمَمٍ .... بطعنةِ الرمحِ أو بالسيفِ يُعتَبَرُ
و الموتُ فوقَ فِراشِ الذلِّ في فَزَعٍ ............ ذنبٌ لصاحِبِهِ ، يا ليت يُغتَفَرُ
لمّا رأيتُ عدوَّ اللهِ في وطني .............قد ضاقَ ذرعاً بِهِ المحراثُ والشَّجَرُ
و أَنَّتِ الروضَةُ الحسناءُ ، إذ عَبَثَتْ .........كفُّ اللئيمِ بها و استنجدَ الثمَرُ
و مسجدُ القدسِ يشكو غدرَمُغتَصِبٍ ..... يدعو أيا مُسلماً : مَنْ ليْس ينتَصِرُ ؟
يشكو، فلم يستَجِبْ يوماًلصرختِه ..........إلا القليلُ ، و جُلُّ الناسِ مُستَتِرُ
كأنَّما الأرضُ آذانٌ بها صَمَمٌ ................... و قلبُ سُكّانِها الجلمودُ و الحَجَرُ
و العالمُ المُبتَلى بالصمتِ مُنشَغِلٌ .....بالكأسِ ، باللاعبِ المشهورِيفتَخِرُ
يهزُّهُ حارسُ المرمى و طلعتُهُ ............ أو نجمةٌ زيَّنَتْ أعطافَها الدُّرَرُ
يهتزُّ عالمنا لو قطةٌ ذُبِحَتْ .................. و لا يُحَرِكُهُ لو يُذبحُ البَشَرُ
من أجلِ ذاك أيا محبوبتي اْنطَلَقَتْ ....... روحي كقنبلةٍ في البغيِ تنفجِرُ
و لو مَلَكْتُ سوى الروحِ التي قُبِضَتْ....... ألفاً ، لفجرتُها في وجهِ من غَدَروا
أجودُ بالنفسِ كي تبقى كرامتُنا ............ تاجاً على الرأس يا أُمّاهُ يزدَهِرُ
فباركي يا حياةَ القلبِ تضحيتي ........و لا تُبالي ، فإنَّ الموتَ ليْ قَدَرُ..!!