لاتظني ان في هذي الصُورْ...مايؤاسي النفس او يُغري النظرْ
هي تاريخٌ لماضيناكما...قلتِ الا انه عافي الاثر
والذي احمل في ذاكرتي...هو ابقى منه معنى وخبر
أبعديها, صوراً عارية...من جمال اللون, من عِطرالزهر
من ظِلال الأيك في صبح المُنى
من حديث الكأس
في نجوى السمَرْ
ان تكن ذاكرتي قدنسيت...بعض اشياء فنسْيٌ يغتفر
انها ابقت على حلم الهوى...وملذات الليالي والسحَر
كلما ناديتها عادت الى...خاطري تحمل آياتٍ غُررْ
من هبوب الريح, من رائحة...البحروالاشجار,من ضوءالقمرْ
من رحيق القُبل الحمراءفي...منحنى الوادي وأعطاف الشجرْ
ودموعٍ وابتسامات لها...لذة العفو ومعسول الخفرْ
ودروبٍ كم تخاصمنا بها...وتصالحنا كما شاء القدر
ومن البيت الى المعبدفي...نزهةٍ مابين صحوٍ ومطر
وعلى دراّجتينا عقدَ...الزهرُ في البستان اكليل الظفر
كل اعياد التصابى والرضى...واغانينا, ورنات الوتَر..
اين هذا العرض منها ياترى...اين من تذكارها هذي الصور؟
صورلم تُبقِ لي مما مضى...مابه احيي حياتي وأسر
هي نعش درج الماضي به...مثلما يدرُج حيّ في الحُفرْ
ضاق عنه رحبُهاحتى غدا...غائباًعنها وإِنْ فيها حضَرْ
أبعديها, حسب اصحابك منها...أن يروها فيقولوا عجبا
ابعدي هذي النواويس التي...حُنطت فيها ملذات الصبا
أبعدي عن ناظري هذا الجمادْ...من اطار في بياض وسوادْ
طُمرت فيه مصابيح الهوى...مثلما تُطمر نار في الرمادْ
لاتقولي لي تلك ايام مضت...قد حفظناها بهذي الباقياتْ
هي في رأسيَ خلمٌ خالدٌ...لم تنل منه الليالي الخالياتْ
ذكريات المرء من شِعرٍ, فلا...تطلبي التأريخ بين الذكريات