ليبيا ضحية الاسلام المتصهين
الاربعاء , 30 تموز / يوليو 2014
- بانوراما الشرق الأوسط
ميلاد عمر المزوغي
الصهيونية حركة عالمية لا تؤمن بالرأي الاخر وتعتبر كل من يخالفها خارجا عن الملّة,هناك الصهيونية اليهودية والمسيحية اما الاسلام المتصهين فلم يظهر للعيان إلا في السنوات الثلاث الاخيرة او ما اصطلح عليه في منطقتنا بالربيع العربي,او ما اسمته كوندوليزا رايس الشرق الاوسط الجديد.
الاعمال الاجرامية التي تشهدها الدول التي طاولها التغيير لا تخطر على بال بشر بل يخجل من فعلها الشيطان الرجيم,حيث الدمار طال كافة مؤسسات الدول والقطاع الخاص في محاولة من هؤلاء لجعل المنطقة بؤرة للفساد وعدم الاستقرار ومن ثم استفادة الغرب عن طريق عملائهم بمقدرات شعوب المنطقة ولتذهب الشعوب الى الجحيم,تدخلوا في ليبيا بحجة انتهاك حقوق الانسان إلا ان ما يجري في ليبيا اليوم من اعمال تدمير لما تبقّى من البنى التحتية وانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان من حيث القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد وتهجير سكان مدن بأكملها والزج بالعديد من البشر في سجون الميليشيات لم يحرك ساكنا لذاك الغرب او مؤسساته الحقوقية التي تدعي الحرص على الانسان وحقه في العيش الكريم .
الصهاينة الذين استولوا على مقاليد السلطة في ليبيا منذ الاطاحة بالنظام عملوا جهدهم في اهدار المال العام وأوجدوا له العديد من بنود الصرف,منها علاج الجرحى في الخراج ,الصرف على الميليشيات القبلية الجهوية من خزينة المجتمع بحجة انها تتبع الدولة فرواتب منتسبيها تفوق راتب اكبر مسئول في الدولة,تم تعيين كبار قادة الميليشيات او المحسوبين عليها في مناصب بالسفارات الليبية في الخارج تكريما لجهودهم التي بذلوها في سبيل توطئة الامور لتستقر لهم الامور,وان كان البعض قد كلفوا بمهام خارجية لأجل ابعادهم عن المسرح السياسي وما يحضر له هؤلاء المجرمون من جرائم.
ما تسهده ليبيا حاليا هو نتيجة حتمية لما ال اليه مصير المتصهينون من حيث ان الشعب في الانتخابات الاخيرة لم يضعهم في صناديق الاقتراع بل رمى بهم على قارعة الطريق في محاولة منه للسماح لهم بالابتعاد عن العمل السياسي والنفاذ بجلودهم قبل ان يأتيهم الطوفان فهؤلاء ليسوا اهلا للتعمير بل جاؤوا للخراب وانتهاك الحرمات. ولم تنفع معهم الاحتجاجات التي قامت بها الجماهير ضدهم.
حرب تحرير” تدمير” طرابلس كما اطلق عليها صهاينة ليبيا,جد شرسة وفاقت جرائمهم كل تصور, انها ولا شك محاولة اخيرة بائسة طائشة من هؤلاء لأجل الاحتفاظ بالسلطة التي قدمت اليهم على طبق من ذهب لكنهم اساءوا استخدامها, لأنهم اصحاب سوء وخبث,لم تنفع مع هؤلاء المجرمون كل الحلول من اجل ترك سكان العاصمة وشانهم, للخروج بماء وجههم الصفيق ,بل وصل الامر بأحد زعماء تلك الميليشيات الى ان يصرح عبر احدى الفضائيات المحلية بأن طرابلس لم تذق طعم الحرب كما غيرها في السابق وأنها ستشهد اعمال عنف لم يسبق لها مثيل,انه يهدد ويتوعد سكان العاصمة التي تحتضن الليبيين من كافة المناطق فماذا يمكننا ان نطلق على هؤلاء؟,وقد استخدموا ضد سكان طرابلس الاسلحة المحرمة دوليا-غراد, يطلق عليه محليا الجراد لأنه لا يبقى اي كائن حي بمكان سقوطه.
سكان مدينة قصر بن غشير(اصبحت خالية تماما من السكان) يلتحقون بسكان المدن الاخرى الذين هجّروا اوائل الحرب,لتزداد معاناة الشعب الليبي,الذي يبدو انه كتب عليه التيه كشعب الله المختار(اليهود عصوا امر ربهم, فهل الليبيون كذلك؟),والسبب هو عدم قدرة الساسة او هكذا يوهمون الشعب, على الخروج من عنق الزجاجة التي وضعوا انفسهم فيها,لم يبنى الجيش بل تم الاتكاء على كتائب الثوار فأغدقت عليهم الاموال,استخدمتهم”السلطة في السيطرة على بعض المناطق التي تشكل هاجس خوف عليها, ومع مرور الزمن اضحت الكتائب ميلشيات رسمية تتقاضى اعلى الرواتب في الدولة بقوة السلاح,يهابها المسئولين وليست لهم القدرة على مجابهتها .
ان ما تشهده طرابلس الغرب اليوم من اعمال اجرامية,تضاهي تلك التي يقوم بها العدو في قطاع غزة ,لا غرابة في ذلك فكلا الفريقين المهاجمين ينهلان من منبع واحد, انها الصهيونية العالمية ,صبرا سكان غزة فإن سكان طرابلس يشاركونكم المآسي,لم يشعروا بان هناك عيدا بمن فيهم الاطفال, يعاني سكان طرابلس كما تعانون ويتألمون كما تتألمون,فقط عدوكم تعرفونه منذ امد بعيد فاحتطتم منه قدر الامكان, بينما الذين يقومون بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها في طرابلس يعيشون بأرقى احيائها وينعمون بخيراتها(يأكل الغلة ويسبّ الملة).طرابلس وبفضل وعزة هؤلاء, تعيش في ظلام دامس, الحركة المرورية معدومة لعدم توفر الوقود,كل يلزم بيته,شبكات النت جد سيئة ان لم تكن معدومة,نعم لقد انتقل الليبيون من التخلف الى التقدم في بضع سنين بفضل هؤلاء,وعليه, فعلى الشعوب الاخرى التي ابهرها انجازات هؤلاء ان يسارعوا في التعاقد معهم, انهم ذووا خبرة في كافة المجالات,هؤلاء الخبراء قليلو العدد, ولكنهم مستعدون لتدريب غيرهم في مدد قصيرة جدا, لأجل ان يعم الدمار كافة ارجاء العالم.
علينا ان نرجع الفضل لأهله,حكام قطر وتركيا الحديثة وآخرون نعلمهم, هم من يمونون هؤلاء المتصهينون ويحتضنون قياداتهم السياسية والروحية والعسكرية بأفخم فنادق الدولتين.
يبقى التذكير بان الكونغرس الامريكي على وشك اصدار قرار يجرم (الاخوان المسلمين) لذلك فان ما يقوم به اخوان ليبيا هو محاولة بالا يشملهم القرار,لذلك نراهم يعلنون عبر جرائمهم انتمائهم الى الصهيونية, حيث امريكا الراعي الرسمي والأب الروحي للصهيونية العالمية.
ان الرب يمهل ولا يهمل, وسوف يمثل هؤلاء المجرمين بين يدي العدالة الدولية, وان كنا نرى ان عقوبة السجن المؤبد لا ترتقي الى مستوى الجرم الذي يرتكبه هؤلاء,وعزاء الليبيون في ذلك ان العالم جعل المحكمة الجنائية الدولية للبشر الخطاءون, ولم يجعلها لمن لا يؤمنون أساسا بأن هناك بش
..