هل جرّبت أن تكتُب حزنك علىْ صفيحة مغناطيسيّة ؟ .. هل جرّبت أن تُلصقه بالجدَار ؟ أَن تمرّ عليه كلَّ صباح لتلقي عليّهِ تحيَّة الصبَاح ؟ و كلَّ مسَاء لتُلقي عليهِ تهويدة النوم ؟
هل فَكرت مرةً بأن تُمسك حُزنك من يَدِه ؟ أن تأخذه لسريره و تبصم قُبلةً علَىْ كتفه ؟ أن تتمنى له أمنِيَات طويلة .. و تودّعه لتلاقيهِ مع بروزِ الشّمس ؟
أنَا فعلت , حفرتُ حُزنِي على الصفيحة , ألصقتها في عرضِ الحَائط , رجمتُ قلبي معه , ألصقته بجوارِه , ثمَّ صحوتُ في الصباحِ لكنِّي نسيتُ ارتداءه , و أنت قلتَ لِي يومها بأني ” بلا قلب ” .
هل لك أن تخبرنِي مرةً بأنَّك تُحبني , دُون أن تقوم بتسميمِ دَمِي بأقوالك الصفْراء , و دُون أن تُلوث فرْحتي بإتِهاماتٍ باطلة , وَ دُون أن تغيبَ بَعدها أيَّاماً طَويلة ؟
قُل لي كم مرةً علي أن أخبرك بأنِّي امرَأةٌ حَزينة , تَزوّجت بالحُزنِ قبل أن تَراك , لذا عَليك أن تُحبني مرّتين , مرةً لِي , ومرةً لِحُزنِي .. وَ أقسِمُ حينها بأني سأحبكَ ثلاثاً : وَاحدة لك , و الثانية لك , و الثالثة أيضاً لك .
سأنشأ لأجلك مُعادلة , أنت صادها و سِينها و نِتاجها , سأمنَحُك قلبي المُعلّق على الحَائط , سأمنَحُك الحائط أيضاً لتلصق عليهِ مذكراتك , وَ أنا سأتسلل من خلفِك لأقرأها .
كنت أَقول بِأنَّك الأنشودة التي تَزُجُّ الحيَاة في شريانِ يومِي ,
الآن أقول : بأنَّك الشريانُ و الوريد لهَذا اليوم .. و الأناشيد هي مجرد صدف .
((راقت لي)) ...