بلغت (30) ألفاً في بغداد
كانت وسائط النقل النهرية تشكل العصب الرئيس لنقل البضائع بين بغداد والمناطق المتصلة بها نهرياً وهذه الخصائص فكر فيها ابو جعفر المنصور عند تشييد عاصمته بغداد فهي تتصل بمختلف المراكز الغنية في الدولة عن طريق المواصلات النهرية ، وقد كانت الجسور المشيدة على نهر دجلة قليلة فقد اعتمد السكان في عبورهم وتنقلهم على الزوارق ويذكر الخطيب عن هلال بن المحسن انه " احصيت السميريات المعبرانيات بدجلة ايام الناصر لدين الله كانت ثلاثين ألف قدر يكسب ملاحوها في كل يوم تسعين ألف درهم " ومن المعروف ان استعمال السميريات والقوارب والكفف والاكلاك يتطلب مناطق منخفضة ومستوية تصلح لوقوف الزوارق وقد اوجدت المشارع
في مكان يسهل وقوف الزوارق ونزول الراكبين او نقل البضائع وتزداد اهمية المشارع القريبة من الاسواق او المحال التجارية . يذكر الدكتور صالح احمد العلي في بحثه المواصلات والجسور في بغداد " ان المشارع تكون عادة متقابلة في الجانبين أي ان كل مشرعة تقابلها اخرى في الجانب الاخر ولكن ليس من الضروري ان يكون التقابل تاماً او دائماً لأن وجود المشرعة يتوقف على طبيعة الشاطيء وعلى منافذ المسالك العامة " . ومن اشهر مشارع الجانب الغربي من بغداد قديماً مشرعة باب البصرة وتقع هذه المشرعة عند سايلو الحبوب حالياً. وتأتي بعدها مشرعة المارستان ومشرعة الرباط وتقع قرب نهر عيسى حيث توجد عدة ربط ، ومشرعة الساج التي دفن عندها علي بن محمد بن بشار الذي لا يزال قبره معروفاً اليوم بجامع الشيخ بشار وقد سميت المحلة بأسمه والمشرعة لا تزال قائمة ايضاً . اما مشرعة الروايا فكانت تقع عند باب الشعير ، ومشرعة الصخر التي تقع قرب مدينة الطب حالياً ومشرعة البستان ومشرعة دار الملك قرب وزارة الدفاع سابقاً ومشرعة باب الطاق وهي تقع في باب الطاق الذي ينتهي عنده الجسر الاعلى في بغداد ، ومشرعة باب الازج ومشرعة الصباغين ومشرعة القصب ومشرعة الحطابين وتقع قرب وزارة الدفاع سابقاً ومشرعة القطانين وتقع عند شارع المأمون وفي اول جسر الشهداء الحالي . اما الشرايع التي عرفت في العصر المتقدم أي ابان الحكم العثماني ودخول الانكليز فهي شرايع تقع على نهر تؤدي اليها فرجات أي ( فتحات) يمكن النزول منها الى النهر للعبور او على الجرار او المشربيات او القُرب وكل واحدة منها تسمى ( شريعة ) وعددها في جانب الرصافة اربع عشرة شريعة هي من الشمال الى الجنوب شريعة المجيدية وهي خارج السور وشريعة البقجة وشريعة القشلة وشريعة الجسر وهي بجانب الجسر القديم وشريعة المصبغة وهي بين المدرسة المستنصرية وقهوة الشط وشريعة خان التمر وهي جنوب خان الدفتر دار وشريعة المحكمة الشرعية والذهاب اليها يتم من داخل المحكمة وشريعة الغالبية وشريعة بيت النواب والذهاب اليها يتم من فتحة شركة المخازن العراقية في شارع الرشيد وشريعة بيت الباجه جي او العمار وشريعة السيد سلطان علي وشريعة المربعة او الملا حمادي وتقع مقابل سينما الزوراء سابقاً وشريعة كرد الشيخ وشريعة السنك وهي مقابل شارع السنك وشريعة الفناهرة وتقع مقابل محلة الفناهرة التي عرفت بصناعة المراوح اليدوية واعمال جريد النخيل . وفي جانب الكرخ توجد عشر شرايع وهي شريعة الجعيفر في اخر الكرخ من الشمال وبعدها تأتي شريعة خضر الياس بجانب مسجد خضر الياس وشريعة القمرية وشريعة الدميرخانة وشريعة النواب بجانب الدار المنسوبة الى ال النواب
وتأتي بعدها شريعة بيت الايلجي وشريعة رأس الجسر بجانب الجسر القديم وشريعة باب السيف بآخر السوق المنتهي بالمسجد الصغير وشريعة الشواكة والكريمات ..ولا تزال هذه المشارع والشرايع تحتل ذات الاهمية التي كانت تحتلها سابقاً في استقبال القوارب النهرية التي ترسو عندها انها احدى الصور البغدادية الحية التي عاشت في الأمس ولاتزال حتى اليوم .
كمال لطيف سالم
منقول