اللهم تقبل منا دعائناشروط قبول الدعاء :
أولاً: الإخلاص في الدعاء
قال الله تبارك وتعالى : "4 وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ" , وقال عز وجل: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" , قال صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" .
ثانيًا: حضور القلب
يقول الله تبارك وتعالى : " وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ" , و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه" ، وفي رواية أخرى، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل" .
ثالثًا: التضرع والخفية والخوف والرجاء
يقول الله سبحانه وتعالى : "ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " ، ويقول عز وجل : "وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" .
رابعًا: الدعاء بالخير وعدم استعجال الإجابة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ويقول : دعوت فلم يستجب " , و قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "يستجاب لأحدكم ما لم يُعجل، ويقول دعوت فلم يستجب لي " , وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما على الأرض مسلم يدعوه إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه السوء مثلها , ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" ، ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا" ، فقام سعد بن أبي وقاص ، فقال يا رسول الله : ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة ، فقال له : "يا سعد أطب مطعمك تستجب دعوتك ، والذي نفسي بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل من أربعين يوماً ، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به " , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أيها الناس إنَّ الله طيب لا يقبل إلاّ طيبًا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالِحاً" , وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ" .
سادسًا: اقتران الدعاء بالعمل
فقال الله تبارك وتعالى : "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ" ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل" .
اللهم أهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وقنا واصرف عنا برحمتك شرما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين بك ما يهون علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وعقولنا وقوانا أبدا ما أحييتنا واجعل ذلك الوارث منا وانصرنا على من ظلمنا واجعل ثأرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمننا.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب الصالحات ورحمة المساكين فإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين برحمتك يا أرحم الراحمين.