التربية السليمة فعالة
إهتم العلماء عبر العصور في مسألة تربية الأولاد وأعطوا هذا الأمر الكثير من الجهد حتى إن البعض منهم كرّس حياته في تأليف فنون التربية السليمة،فمنهم ابن سينا و ابن الجوزي وغيرهم،ولكن الفنون تحتاج إلى سرد وتفصيل فبما أن تربية الأطفال لا بد منه فلا بد من المربين الاعتناء بهذا الشأن.
إن استخدام المربي للطرق الإيجابية في التربية أمر مهم، إذ لا بد من مراعات الكثير من الأمور وأهمها فهم الأطفال،إذ إننا إن لم نفهم أطفالنا فكيف نتعامل معهم؟ هذا -أي الإنصات- إن لم نستخدمه في حياتنا الإجتماعية نخسر الكثير من العلاقات وتتولد لدى معارفنا حالة من النفور فكيف مع الأمر مع أطفالنا؟
من الأساليب الناجحة التي يشرح عنها أغلب العلماء إن كان مجال التربية أو الإرشاد أو غيره هو أسلوب الإنصات، وهو أن تنصت لطفلك كي تفهمه وكي يشعر هو أن له من يسمعه ولكي تشجعه على أن يثق بنفسه ويتكلم بجرأة،فإن لم يقف متدربا أمامك يسرد قصصه فأمام من سيقف؟
عزيزي المربي قد تكون أبا،أما،أختا أو جدة أو غير هذا فعليك اتباع هذه الأساليب التي لا بد منها لكي تُشعر طفلك بأنك حقا تسمعه ولكي ترتبط به كليا :
1- اربط علاقة تواصل بين عينيك وعيني ابنك وتفادى أن تشيح وجهك عن ابنك، فإن ذلك يوحي بقلة اهتمامك بما يقوله وقلة اعتبارك لشخصه
2- اجعل ثمة علاقة اتصال واحتكاك جسدي مباشر من خلال لمسة الحنان وتشابك الأيدي والعناق ووضع يدك على كتفيه.. فإن ذلك يوطد العلاقات المبنية على المحبة ويسهل لغة التواصل العاطفي وييسر التفاهم ويفتح لدى الطفل أجهزة الاستقبال للرسائل التربوية الصادرة من الوالدين
3- علق على ما يقوله ابنك وبشكل سريع دون أن تسحب الكلام منه..مبديا تفهمك لما يقوله من خلال حركة الرأس أو الوشوشة الميمية بنعم أو ما شاء الله.. مما يوحي لابنك أنك تتابعه باهتمام فتزيد طمأنينته
4- ابتسم باستمرار وأبد ملامح الاطمئنان لما يقوله، والانشراح بالإنصات له مع الحذر من تحسيس الطفل بأنك تتحمل كلامه على مضض أو أنه مضيع لوقتك ولا تنظر للساعة وكأنك تقول له لا وقت لدي لكلامك..
5- خصص وقتاً للإنصات الفعال: إن الإنصات الفعال خطوة ضرورية في التربية الإيجابية لا غنى للمربي عنها..فكما أننا نخصص أوقاتا لشراء ما يحتاجه أبناؤنا، ووقتا للاهتمام بصحة أبدانهم ونظافتها فكذلك نحتاج تخصيص وقت للإنصات لهم مهما قل هذا الوقت..
إن خمس دقائق ينصت فيها الأب لابنه قد تجعله يتفادى تضييع ساعات طويلة في معالجة مشكلات ناجمة عن قلة التواصل أو مناقشة حالة توتر،
إن عدم معرفتنا بأهمية مهارة الاستماع تؤدي بدورها لحدوث الكثير من سوء الفهم، الذي يؤدي بدوره إلى تضييع الأوقات والجهود والأموال والعلاقات التي كنا نتمنى ازدهارها، ولو لاحظت مثلاً المشكلات الزوجية، عادة ما تنشأ من قصور في مهارة الاستماع لا سيما عند الزوج، وإذا كان هذا القصور مشتركاً بين الزوجين تتأزم العلاقة بينهما كثيراً، لأنهم لا يحسنون الاستماع لبعضهم البعض، فلا يستطيعون فهم بعضهم البعض، الكل يريد الحديث لكي يفهم الطرف الآخر! لكن لا يريد أحدهم الاستماع!!
إن الاستماع ليس مهارة فحسب، بل هي وصفة أخلاقية علينا أن نتعلمها، إننا نستمع لغيرنا لا لأننا نريد مصلحة منهم، لكن لكي نبني علاقات وطيدة معهم.
وأخيرا فإنك متى ما وضحت الفكرة وتفهمت الموقف عبِّر لابنك عن هذا وأعد باختصار وبتعبير أدق ما يود إيصاله لك.. لتعلم ابنك اختصار ما يريد قوله وفن التعبير عن مشاعره وأحاسيسه..والدقة في التعبير..وتقلل بهذا من احتمالات الملل بينكما،وابدأ من اليوم.