التدخين
لا يتفق التدخين مع داء السكري. فالتدخين يشجع على ظهور النمط الثاني من السكري. منذ لحظة ارتباطه بالداء، وله دور هام في المضاعفات (مع آثار قلبية وعائيّة في معظم الأحيان) التي قد تنتج، وهي اسباب يجب أن تدفع الشّخص المريض إلى الإقلاع عن التدخين. وتتّسم طرق الإقلاع بدقتها وفاعليتها.
السبب الأول للوفيات الذي يمكن تجنبه في فرنسا هو التدخين. فحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، يودي التدخين بنحو 6 ملايين شخص سنوياً في العالم (600000 منهم مدخنون سلبيون).
أرقام مثيرة للقلق
عدد المدخنين الذين يعانون من داء السكري ليس أكبر من باقي المدخنين الذين لا يعانون منه. ومع ذلك، قد تشجع بعض الاسباب الواضحة، مرضى السكري على وقف التدخين. إن الأرقام والاحصائات عن أثر التدخين على الصحة، عالمياً، لا هوادة فيها ومثيرة للقلق، ولاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السكري.
نهاية الوهم:
إن الفضائل المنسوبة إلى السيجارة أو التدخين بشكل عام (ضد الإرهاق، قاطع شهية، مساعد على التركيز.... حتى فوائدها على داء السكري!) ما هي إلا أحكام مسبقة تتجاهل المخاطر الحقيقية الناجمة عن التدخين. إنها الصورة النمطية ذاتها التي تؤثر على الدافع الشخصي للإقلاع عن التدخين، خاصة عند مرضى السكري الذي ترتبط بهم القيود النفسية والغذائية إرتباطاً وثيقاً.
لإرضاء الرغبة... الإدمان
تستند "فضائل ورغبات" السيجارة، على وهم تخونه ظاهرة الإدمان:
إن مستوى الادمان عند مريض السكري المدخن هو أعلى منه عند المدخنين. إذ ما يختبئ وراء السيجارة المحررة ذات "الشعور الجيد"، هو شخص متطلب أكثر فأكثر. فالأثر المهدئ للسيجارة ليس إلا جزئياً ودقيقًا. ليس التدخين هو الذي يمنع الإرهاق أو السمنة، بل هو يمنع المدخن المدمن شيئاً فشيئاً من التحكم من جديد بإرهاقه، وغذائه، ونومه... وذلك عبر إقناعه - مثل كل إدمان- بأنه البديل الوحيد. إنّها حلقة مفرغة يصعب الخروج منها، فمن هنا يبدو الاقلاع عن التدخين مستحيلاً، ويحمل الكثير من الانتكاسات.
فوائد الإقلاع
لكن وراء هذه الصورة القاتمة، هناك طرق فعالة للإقلاع عن التدخين، والأهم من ذلك، حياة أفضل، ليس فقط للصحة ولكن لحياة مريض السكري اليومية: تحسن فوري في التنفس، والنوم واتباع نظام غذائي أفضل وانخفاض الإرهاق. بالإضافة إلى منافع أخرى ملازمة: النشاط البدني أسهل. ذوق أفضل في الطعام، وانخفاض العصبية والإكتئاب، ومستوى تركيز أعلى ...