«إنّ مسألة حفظ نظام الجمهورية الإسلامية في هذا العصر وبالأوضاع التي نشهدها في العالم والسهام الموجّهة من كل حدب وصوب نحو هذا المولود الشريف، من أهمّ الواجبات العقلية والشرعية التي لا يزاحمها شيء؛ ومن الأمور التي يكون احتمال الخلل فيها منجّزٌ عقلاً.»[1]
اتّساع الثورة ممهّد للحكومة المهدویة (عج)
«إنّ الثورة الإسلامية في إيران وبتأييد من الله المنان في حال اتّساع على الصعيد العالمي، وباتّساعها إن شاء الله ستُساق القوى الشيطانية إلى الانزواء وتُقام حكومة المستضعفين وتُهيأ الأرضية لحكومة مهدي آخر الزمان - عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف وأرواحنا لتراب مقدمه الفداه - العالمية.»[2]
مهّدوا الأرضية للظهور من خلال تصدير الثورة
«وآخر كلامي معكم هنا هو أن يبقى وفاؤكم حتى الموت بالجمهورية الإسلامية التي هي ثمرة دماء آبائكم؛ ومن خلال استعدادكم وتصدير الثورة وإبلاغ رسالة دماء الشهداء، مهّدوا الأرضية لقيام منقذ العالم وخاتم الأوصياء والألياء، بقية الله - روحي فداه -.»[3]
آفاق صدور الثورة الإسلامية
«نحن نشهد اليوم آفاق صدور الثورة الإسلامية في عالم المستضعفين والمظلومين أكثر فأكثر، وإنّ حركة المستضعفين والمظلومين في العالم ضد المستكبرين والمتغطرسين التي بدأت وهي في حال اتّساع، مبعث أمل لمستقبل مشرق ومقرّبة لوعد الله سبحانه وتعالى. وكأن العالم يتهيأ لطلوع شمس الولاية من أفق مكة المكرمة وكعبة آمال المحرومين وحكومة المستضعفين... إلهي... نطلب من مقامك الأقدس عاجزين... أن تزيد من عزيمة شعبنا الإيراني العزيز لتسيير الجمهورية الإسلامية وقمع المنحرفين والمخالفين للإسلام وأتباعهم، ليواصلوا مسيرة هذه الثورة إلى الثورة العالمية للمهدي الموعود - أرواحنا فداه -.»[4]
ثورتنا مبدأ لانطلاق الثورة المهدوية
«ليعلم مسؤولونا بأن ثورتنا غير محدودة بإيران. ثورة الشعب الإيراني مبدأ لانطلاق ثورة كبرى في العالم الإسلامي تحت لواء الإمام الحجة - أوراحنا فداه - ونسأل الله أن يمنّ على المسلمين وكلّ أهل العالم وأن يجعل ظهوره وفرجه في العصر الحاضر. ولو أنّ المسائل الاقتصادية والمادية صرفت المسؤولين عن أداء الوظيفة الملقاة على عاتقهم لحظة واحدة، فإن ذلك يبتعه خطر عظيم و خيانة كبيرة. على حكومة الجمهورية الإسلامية أن تبذل بالغ وسعها لإدارة الناس بشكل أمثل، ولكن لا يعني ذلك أن يصرفهم أن أهداف الثورة الكبرى وهي تأسيس حكومة إسلامية عالمية. وعلى شعبنا الإيراني العزيز الذي يمثّل الصورة المشرقة عبر التاريخ الإسلامي الكبير في زماننا المعاصر حقاً، أن يحاولوا تحمّل الصعاب والضغوط في سبيل الله من أجل أن يعمل المسؤولون الكبار في الدولة بوظائفهم الرئيسية وهي نشر الإسلام في العالم وأن يطلبوا منهم التزام الودّ والإخاء في إطار مصلحة الإسلام والمسلمين.»[5]
والإمام الخامنئي أيضاً دوماً ما يعتبر الثورة سائرة في مسير رسالة عالمية وممهدّة للظهور:
يستطيع الشعب المؤمن المناضل أن يمهد للفرج
«مادمتم أنتم أيّها الشعب الإيراني ملتزمون بهذا الاتحاد والتأهّب للقيام بالأعمال الكبيرة، يمكن تحقيق جميع آمال الأنبياء والأولياء (ع) على أيديكم. فإنّ آمالهم الكبيرة هي استقرار العدل ونجاة المستضعفين والقضاء على الظلم في العالم. علماً بأن وعد الله حق واستقرار العدل في العالم لا يتحقق إلّا في عصر ظهور بقية الله (أرواحنا له الفداء)؛ ولكن يستطيع أيّ شعب مؤمن ومناضل أن يمهّد لتشكيل تلك الحكومة؛ كما استطاع الشعب الإيراني حتى الآن وتغلّب على الكثير من المشاكل.»[6]
الخطوة الأولى: الثورة الإسلامية / الخطوة الرابعة: بناء العالم الإسلامي
«إنّ مسيرة تحقق الأهداف الإسلامية مسيرة طويلة وشاقة بطبيعة الحال... الخطوة الأولى - والتي هي الأكثر إثارة وضجيجاً - هي الثورة الإسلامية... والخطوة اللاحقة هي تبلور النظام الإسلامي على خلفية الثورة الإسلامية؛ وما نسميه بالنظام الإسلامي، يعني أن تصبح الهيكلية العامة للمجتمع هيكلية إسلامية، وهذا ما تحقق. والخطوة اللاحقة - والتي هي أكثر صعوبة - هي إقامة الحكومة الإسلامية... والمرحلة التي تليها هي مرحلة ازدهار وتلألؤ النظام الإسلامي؛ أي مرحلة بناء البلد الإسلامي، وإذا ما تبلورت هذه المرحلة سنغدو أسوة وقدوة لمسلمي العالم: ﴿لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاس﴾.[7] وإذا استطعنا طيّ هذه المرحلة بسلام - وليس ذلك بعيد المنال على همم المؤمنين من الرجال والنساء - حينها تحلّ المرحلة التالية وهي بناء العالم الإسلامي؛ لاحظوا، هكذا تقترب مسيرة إقامة النظام الإسلامي خطوة فخطوة من ثمارها النهائية.»[8]
المرحلة الأولى: الثورة الإسلامية / المرحلة الرابعة: الحضارة الإسلامية العالمية
«لقد ذكرت قبل سنتين أو ثلاث في اجتماع مثل اجتماعنا هذا: أننا قمنا بثورة إسلامية، ثم أقمنا نظاماً إسلامياً، ثم جاء دور إقامة الدولة الإسلامية، تليها إقامة بلد إسلامي، ثم تأتي مرحلة قيام الحضارة الإسلامية العالمية. ونحن اليوم في مرحلة الدولة الإسلامية والبلد الإسلامي.»[9]
هدف الثورة: طرح نموذج للمجتمعات البشرية وإثبات إمكانية تحققه
«لقد كان هدف الثورة بناء إيران بالسمات التي سأذكرها: مستقلة، حرة، تتمتع بالثروة والأمن، متدينة وتتحلى بالمعنوية والأخلاق... والقضية لا تختص بإيران. إيران مطلوبة كنموذج للمجتمعات الإسلامية بالدرجة الأولى، وكافة المجتمعات الإنسانية بالدرجة الثانية... لا يخال البعض أن هذا شيء منشود لكنه غير ميسور... أرادت الثورة أن تثبت للجميع أينما كانوا من العالم الإسلامي أن هذا النموذج ممكن التحقيق، وهذا هو المثال. كان هذا هدف الثورة. كان هذا الهدف مطروحاً منذ البداية وأقول لكم إنه لا يزال قائماً اليوم أيضاً، وسيبقى في المستقبل. إنه هدف ثابت.»[10]
كلّما كان الحضور في هذه المنزلة العامة بدائياً وإجبارياً وسهلاً، فإن الحضور في تلك المنزلة الخاصة اختيارياً وصعباً؛ ولصلحاء العالم من أجل الوصول إلى تلك المنزلة الرفيعة تضرّع وابتهال كثير.
يتبع إن شاء الله...
[1] نفس المصدر، ج19، ص153.
[2] نفس المصدر، ج8، ص374.
[3] نفس المصدر، ج20، ص38.
[4] نفس المصدر، ج17، ص480-484.
[5] نفس المصدر، ج21، ص327.
[6] كلمته في مراسم البيعة مع مختلف الشرائح، 29/06/1989.
[7] سورة البقرة، الآیة 143.
[8] كلمته في جمع من مسؤولي النظام الإسلامي، 12/11/2001.
[9] كلمته في جمع من مسؤولي النظام الإسلامي، 27/10/2004.
[10] كلمته في لقائه مع الأساتذة والجامعيين بمحافظة شيراز؛ 3/5/2008.