طلاب إيرانيون يواجهون الطرد من النرويج
حميدة كافاش وزملاؤها من الطلبة الإيرانيين بأقسام العلوم ينتظرون نتيجة التماسهم
أعرب أكاديميون لدى أكبر جامعة فنية في النرويج عن قلقهم إزاء إلغاء تصاريح إقامة نحو 10 طلاب إيرانيين من طلاب أقسام الدراسات العليا في العلوم بسبب العقوبات الدولية المفروضة على بلادهم.وقالت حميدة كافاش، التي توشك على نيل درجة الدكتوراة في هندسة المواد بجامعة العلوم والتكنولوجية النرويجية المرموقة "عندما سمعت عن ذلك أول مرة، لم أصدقه."
وحميدة هي واحدة من بين 10 طلاب بأقسام الدراسات العليا تسلموا خطابات من إدارة الهجرة النرويجية في الأشهر الأخيرة تخبرهم بضرورة مغادرة البلاد.
وتقول الخطابات إن جهاز الشرطة والأمن النرويجي أصدر قرارا يفيد بأن دراساتهم ربما تفضي إلى نقل تكنولوجيا حساسة قد تساعد إيران في تطوير صناعتها النووية.
وتقول أجهزة الأمن إن ذلك من شأنه أن يضع النرويج في موضع من يخرق القانون الدولي أمام إيران بسبب برنامجها النووي مثار الجدل.
غير أن حميدة تقول إن تخصصها لا علاقة له بالصناعة النووية.
وأضافت "أنا أعمل في مشروع يتعلق بتخفيض انبعاثات ثاني أكسد الكربون في إنتاج الحديد والمنغنيز. إنه مشروع سيفيد البيئة وهو يطبق حاليا في إيران."
طلاب ومحاضرون بالجامعة ينظمون تجمعا لدعم الطلبة المتضررين
لا أساس له وخطأ
يؤثر قرار إدارة الهجرة على ثلاثة من طلاب أقسام الدراسات العليا في جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية، من بينهم حميدة، وقد تقدمت الجامعة بالتماس نيابة عنها.
كما يتحدى القرار سبعة طلاب آخرون يدرسون في جامعات أخرى.
ونظمت حميدة بالتعاون مع أصدقاء لها حملة تهدف إلى إلغاء القرار.
وأنشأوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يرتادها طلبة ومحاضرون بهدف تقديم التماسات عبر الانترنت وتنظيم احتجاجات في مقار الجامعات في شتى أرجاء البلاد.
وقال جوستين مارالين، رئيس قسم علوم وهندسة المواد بجامعة العلوم والتكنولوجية النرويجية :"نعتقد أن قرار إدارة الهجرة لا أساس له وخطأ."
وأضاف لبي بي سي :"موضوع مشروع طلابي هو خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى."
وقال "إنه عمل صديق للبيئة ولا علاقة له بأسلحة الدمار الشامل أو الطاقة الذرية أو أي شئ من هذا القبيل."
ورفضت أجهزة الشرطة النرويجية التعليق على حالات الطلاب العشرة، لكنها أصدرت بيانا في أوائل يونيو/حزيران الماضي تؤكد فيه أن عشرات الطلاب الإيرانيين المتوقع استكمال دراستهم في النرويج خلال هذا العام الدراسي الأكاديمي قد رفضت تأشيراتهم بناء على توصية منها.
تقول حميدة إن تخصصها لا علاقة له بالصناعة النووية
وقال البيان "منذ عام 2012 لاحظنا زيادة في أعداد الطلبة الإيرانيين المتقدمين للدراسة في برامج جامعية ذات صلة بالتكنولوجيا المتقدمة."
وأضاف البيان "وفي عام 2013 ، استنادا لقرارا الأمم المتحدة، أوصينا برفض طلبات مقدمة من نحو 60 طالبا وباحثا."
وكان واقع هذا القرار سيئا على بعض الأكاديميين في بعض الجامعات الرائدة في النرويج.
وقال تورجير موان، رئيس مركز هياكل السفن والمحيطات بجامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية، وهو أستاذ كان لديه الكثير من طلبة الدراسات العليا الإيرانيين في الماضي :"تحتاج النرويج إلى استقطاب الأكفاء."
وأضاف "معظم الطلاب الأجانب الذي يأتون هنا يقيمون ويعملون في النرويج بعد دراستهم ويسهمون في تنمية النرويج. لذا فان حالات الإيرانيين الأخيرة تمثل مفاجأة بالنسبة لنا."
يقول بعض الأكاديميين إن النرويج ستفقد مواهب أجنبية برفض طلبة العلوم الإيرانيين
"إلتزامات"
يدرس حوالي 200 إيراني في جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية، كما يدرس مئات آخرون في مؤسسات في شتى أرجاء البلاد. حتى بالنسبة لمن لم يتضرروا بالقرارات الجديدة التي أصدرتها إدارة الهجرة، فإنه مبعث قلق بالنسبة لهم في ذلك الوقت، فكثيرون يخشون من تضرر مستقبلهم الوظيفي على المدى الطويل.
وقال أحد طلاب الدكتوراه في الجامعة، طلب عدم ذكر اسمه :"المناخ العام سلبي تجاه الطلبة الإيرانيين حاليا".
وأضاف "الشركات النرويجية وأرباب العمل غير مهتمين بالتعاقد معنا للعمل، حتى بالنسبة لمن يعيشون هنا منذ فترة طويلة. إذ يتم رفض طلبات العمل التي نتقدم بها لأن أرباب العمل يعرفون أن الإيرانيين قد لا يحصلون على تصاريح عمل."
وثمة مخاوف داخل الجامعات بشأن احتمال تضاؤل الفرص أمام طلبة الدراسات العليا الإيرانيين، مهما كانت موهبتهم، بسبب التعقيدات التي تحيط بعملهم وتصاريح إقامتهم.
ويعترف موان بأن الوضع أصبح مشكلة، ويقول "لابد أن أعترف بذلك، لقد أثر ذلك علينا. إنه أمر مؤسف للغاية لأننا نرغب حقا في توظيف (طلاب إيرانيين)، لكننا بطبيعة الحال في وضع مختلف مع الالتزامات."
وفي الوقت الذي تنتظر فيه حميدة وزملاؤها الطلبة نتيجة التماسهم، أعلنت وزارة التعليم والبحوث النرويجية أنها دعت إلى اجتماع خريف هذا العام يهدف إلى تقديم توضيحات بشأن القضية. كما دعت الوزارة مندوبين من وزارة الخارجية وجهاز الأمن وإدارة الهجرة.
وسوف يراقب الطلبة الإيرانيون ومحاضروهم النرويجيون النتيجة ببالغ الاهتمام.