كُوني رجُلاً..!
الأمرُ الكلامي هذا قد يُثيرُ حفيظة النساء المعتزات جداً بِأنوثتهن وكذلك الرجال الذين يعتبرون هذا انتقاصاً لهم ،
فَالمُقارنة لديهم استحالة بين الجنسين ، كون القوامة هي خاصية من خصوصيات الرجل
بعد أن أخذ كل واحدٍ منهم يُفسرُ الآية حسب آرائه ومعتقداته وأفكاره المقتبسة من واقعه وليست الناضجة معه بمرور العُمر.
لكن الأمر الكلامي هذا لم يُتخذ بصورةٍ علنية حتى هذه اللحظة ولم يُجاهر به أحد حتى دُعاة تحررِ المرأة ،
لأنهم يعلمون حقَ العلم أن المنطق السليم والعادات والتقاليد التي تحاصرنا والوظائف الأساسية للأُنثى
وأمور جسدية وفسيولوجية وفكرية كلها تقفُ عائقاً كبيراً أمام حتمية وضع هذا الأمر على طاولةِ النقاش
فكيف به أمراً واقِعاً يخصُ كائناً رقيقاً غريزي العواطف يحملُ في جَوفِه من الحبِ والحنان ما لا يحمله كل رجال الأرض .
الأمرُ قد يكونُ خفياً أمام الجميع وخاصة شريحة النساء اللواتي يتصببن فضولاً ولهفة لمواكبة العولمة
واللاتي يَنظرنَ إلى التحرر من زاوية ضيقة ..(ارتدي بنطالاً ، دَخني أمام العامة ، اسهري مع صديقاتِك حتى الصباح،كوني عالمية في رياضة رفع الأثقال ، اصرخي بأعلى صوتِك أمام الرجال فتلك قوة وليست حياء ...الخ ) ثم تبدأ عملية التحويل الجنسي الفكري حتى يكون للمرأة صورةٌ أُخرى وإطارٌ مختلف عن كيانها وشخصيتها الحقيقية .
أتساءل ؟ هل هذا نوع جديد من أنواع الاستعباد للمرأة الأُنثى ؟ الذي كان بداياته منذ عصر الجاهلية
بدءاً بوأد الفتاة ثم بيعها في المزادات ومعاملتها كجارية وليست حُرة ومن ثم تخلفها العلمي والفكري
بسبب النظرة الدونية لها وارتباط جنسها بِالعار وإن كان لها وجود فهي لم تكن تملك من الحقوقِ أبسطه،
وهل أن نظريات التحرر تلك والتي تدعوا إلى المساواة بينها وبين الرجل قد وُجِدت لِتسوق ضعيفات الثقة بأنوثتهن إلى منزلةٍ دونيةٍ جديدة قد لا تشعُرها هي ؟ ولكن احتقار واستصغار المجتمع لها كفيلان بِالختم على هذا المسار الجديد.
أنا لا أُريدُ أن أكون رجلاً في ملبسي ولا في أفكاري ولا في تصرفاتي
وفي نفس الوقت لا أريد أن أكون دونه في كُلِ شيء من الإرادة والإدارة.
ثقتي بنفسي هي الأساس وليست نظرةُ المجتمع المُنوطِ بِالأعراف
أو المُدعي لِلتحرر غير اللائقِ ، مع مطالبتي بِحقوقي وإن تطلبت ثَورتي.
اسرار بلا عنوان