وطني.. أقمتك في حشاي مزارا
ونصبت حولك أضلعي أسوارا
ورفعت ذكرك قبة محروسة
بهواجس في جانحي, سهارى
في نشرة الريحان كل عشية
يتلوك المذياع أخبارا:
عش بحجم الحب فيه تحالفت
زمر الطيور عقيدة وشعارا
أبداً يفيق على حفيف سنابل
ترشو الصباح فيطلق الأطيارا
حتى إذا الغربان فيه تمردت
حقداً يصب على الحفيف النارا
أضحى يفيق على نعيق بنادق
عبثاً توزع بيننا الأخطارا
وطني.. وما انتفضت عروق قصيدتي
إلا بآهات عليك غيارى
ما بال أقوام إذا صافحتهم
شهروا عليك أكفهم منشارا!!
ما كنت أعهد للجريمة (لحية)
من قبل.. لم أعهد لها (أحبارا)!!
سأفض عن هذي التمائم ختمها
ملء العيون, وأفضح الأسرارا
سرنا معاً.. والفلك فلك واحد
في كل لوح سمر الأعمارا
والحب أول مخلص ما بيننا
وفي وثبت عمره مسمارا
ما بال أقوام غداة رياحهم
هاجت أهاجت ضدنا إعصارا!!
وطني.. وما ينفك قلبي عاملاً
في حقل حبك يحفر الآبارا
لترن أجراس السنابل مرة
أخرى فأقطف لحنها أشعارا
لن يستطيب الصقر لقمة عيشه
حتى يكد الريش والمنقارا!
دعني على ثقة أهندس نغمتي
ودع العدو يهندس الأظفارا
سترى إذا اصطدم الجمال بضده:
من ذا يكون الفارس المغوارا!
لك أن أهدهد بالأغاني نخلة
هجمت عليها العاصفات سكارى
وأذود عنك مسلحاً بحمامة
تجلو الهديل إذا النعيق أغارا
فقصيدتي ليست سوى بارودة
للحب تطلق باسمك, الأزهارا!
* * *
وأنا وأنت خميلة وهزارها
يتشاطران اللحن والأثمارا
وصهرت هذي الروح ثم ثقبتها
بالعشق أهديها إليك سوارا
خذني إلى الأسر العزيز فلم أجد
كالعاشقين أعزة وأسارى
فأنا هنا أحد الذين تجذروا
في الأرض وانتصبوا بها أشجارا
وهنا أنا أحد الذين تمطروا
في الأرض وانسربوا بها أنهارا
قمري يطل من العقول, ولم تزل
بعض العقول تفرخ الأقمارا
* * *