“كلجاي” عيد الفطر في تكريت يغطي بعطره المهيل روائح البارود
صلاح الدين/عراق برس-27تموز/يوليو: على الرغم من الاوضاع التي تمر بها مدينة تكريت منذ اكثر من شهر، من قصف عشوائي وانعدام شبه تام للخدمات، الا ان اهالي تكريت على مايبدو يحاولون رسم صورة العيد بطريقتهم الخاصة، فالمدينة مشهورة بصناعة مايسمى بالمحلية (الكلجاي).
ولم تمنع شحة مادة الغاز السائل، والانقطاع التام للكهرباء النسوة التكريتيات من مواصلة مسيرة الامهات والجدات بالاحتفال بالعيد على الرغم مما مرت به هذه المدينة من مواجهات وعمليات مسلحة نزوج لمئات العوائل.
ام عبدالله تقول لـ/عراق برس/ ان “نقص مادة الغاز السائل لم تمنعني من تحضير عجينة الكلجاي كي اقدمه لأبنائي صبيحة العيد، فانا اقوم الان بتحضير المبسوس وابو التمر والسمسم”.
وتضيف “بدأت باعداد الكلجاي في تنور الطين الذي اشتريته خلال الازمة التي حلت بالمدينة، حيث كانت جدتي وامي يستعملونه”.
وتضيف بعينين دامعتين “على الرغم من قرب العيد الا انه على مايبدو طعمه اختلف هذه الايام، فاليوم الاحبة متفرقون وضحينا بالكثير من الشهداء، الا اننا لانريد لاطفالنا ان ينسوا تقاليد العيد، لذا نواكب على عمل الحلويات والمعجنات لهم”.
فيما تقول ام يونس لـ/عراق برس/ “في وقت الرخاء كنا نعمل الحلوى باصناف متنوعة، ولا نأبه بتكلفة المواد، فكان اللقم والجوز اهم حشوات هذه الحلوى، ما اليوم فقد بتنا مضطرين للاستغناء عن المواد المكلفة والاقتصار على التمر والسمسم، وعمل المبسوس الذي هو عبارة عن عجين مخبوز فقط”.
وتؤكد بالقول “انا منذ صغري كنت اجلس مع والدتي تعلمني طريقة عمل اصناف الكذلة والمفتول والعدل، الا اننا كبرنا ودخلت القوالب الصناعية بالعمل، ولكنني اجد نفسي مضطرة كي اقتصد بصناعة الكلجاي، فقللت من الدهن والسكر كي لاتكون مصاريفه عبئا علينا”.
فيما يقول ابو عبدالرحمن لـ/عراق برس/ “منذ يومين وانا اراقب صحون البيوتات المتبقية في تكريت بين الازقة، يطعمون ماصنعته النسوة فيما بينهن، وهي عادة قديمة درجت عليها منطقتنا”.
ويضيف “على الرغم من اننا بقينا عوائل محدودة ما زالت متشبثة بالمنطقة، الا ان عادة صناعة الكلجاي لاتزال قائمة، ونحمد الله اننا لم ننقطع عن هذا التراث”.
في الوقت ذاته، شهدت تكريت عودة عدد من العائلات التي هجرتها خوفا من العمليات المسلحة، والتي عادت لتفقد بيوتها وقضاء اوقات العيد في تكريت بين الاحبة وزيارة من فارقوهم جراء الاوضاع الامنية التي ألمت بمدينتهم
http://www.iraqpressagency.com/?p=78...edium=facebook