في أسبانيا


الموت في مدريدْ


و الدم في الوريد


و الأقحوان تحت أقدامك و الجليد


أعيادُ اسبانيا بلا مواكبٍ


أحزان اسبانيا بلا حدود


لمن تُدق هذه الأجراس


لوركا صامتٌ


و الدم في آنية الورود


و ليل غرناطة تحت قبعات الحرس الأسود و الحديد


يموتُ , و الأطفال في المهود


يبكونَ


لوركا صامتٌ


و أنت في مدريد


سلاحك الألمْ


و الكلمات و البراكين التي تقذف بالحمم


لمن تدق هذه الأجراس ؟


أنت صامتٌ , و الدّمْ


يخضب السرير و الغابات و القمم


(2)


حافة الموت


النار في الدخانْ


و الخمر في الجرّة و الورود في البستان


و الكلمات و العصافير و داء الحب و الزمان


صمتُ البحار أقلق الربان


و كان يا ما كان


كان صراعاً دامياً بين قوى الظلام و الإنسان


الساعة الثامنة , الليلة


في حديقة النسيان


سنلتقي !


و غاب في شوارع المدينة المجهولة المكان


و انتحبت صبيّةٌ


و أطبقت عينان


ضيعتُه


وجدتُه في كُتب الرحّالة الأسبان


كان يغني تحت رايات شعوبِ الأرضِ


تحت راية الإنسان


(3)


النهاية


الموت حتف الأنفِ


لوركا , قال لي


و قال لي القمرْ


ضيعتني


ضيعّك الوتر


موّتك الضجر


رحلت و الربيع في طريقنا


و ارتحل الغجر


و أحرقت خيامهم


و احترق الزهر


أغنيةٌ ينزفُ منها الدمُ


كانت


قال لي : نبوءة القدر


سألت عنك الشيخ محي الدين


قال في فمي حجر


رسالة العشق و معبودك تحت قدمي القمر


مذابح العالم في قلبك و الأطلال و الذِكر


قال صديقي الشيخ محي الدين


لا تسأل عن الخبر


فالناس يمضون و لا يأتونَ


و السر على شفاهنا انتحر