هلا تعذرني يا سيدي؟ لن أسميك الوطن...




سأسميك أي شيء... ربما كل شيء....لكن لن أسميك الوطن...
لا للعجب! لا تنعتني بالصمم...لن أسميك الوطن...
منذ الصغر على مرأى البصر وطني جريح يُحتَضر....
وطني مسروق مصلوب مغتصب...هل من منتصِر؟؟
يقولون: الوطن أمان...في وطني يلوك الجياع الخوف
في وطني طفل لم يكمل العامين لا يعرف بعد أن أباه قضى شهيدا....صار رجلا و ما زال ينتظر أن يعود أبوه من السفر...
في وطني استيقظت ليلى على خبر استشهاد قيس...هل تعلم يا سيدي أن ليلى الآن تجوب الشوارع تحدث نفسها وتضحك: سأتزوج قيس..؟؟
في وطني تقتل النساء باسم الشرف بدون شرف...
في وطني لا تجلس على كرسي فربما تنسى الثورة وتنسى الحجر...
في وطني نسينا كيف توحدنا يوما..فافترقنا واقتتلنا...والآن غرباء في وطن...
في وطني جياع مقهورون يصَلون من أجل رغيف خبز...وآخرون يصعدون على آهاتهم يعدَون كؤوس المال والثروة..
لم أجرب بعد وطنا بطعم الوطن.... بلون الوطن.... برائحة الوطن...مثل كل الأوطان
كيف يمكن أن تكون وطنا؟؟!! لن أسميك الوطن...
ربما أسميك الحلم...أو الأمل....أوالحب....أو حتى القدر...لكن لن أسميك الوطن..