أشارت دِراسةٌ حديثةٌ، أُجرِيَت على الحيوانات، إلى أنَّ ما يُسمَّى الملاذَ الفيروسيّ الذي يقبع فيه فيروسُ الإيدز في حالة سُبات لسنوات، مُتجنِّباً اكتِشافَه والقضاء عليه، أصبح واضحاً أكثر من ذي قبل.
قال باحِثون لدى جامعة هارفارد إنَّ هذا الاكتِشافَ يضع عقباتٍ جديدةً أمامَ الجهود الرامية إلى القضاء على الفيروس المُسبِّب لمرض الإيدز؛ وأنَّ وُجودَ هذا الملاذ الفيروسيّ يبقى هو التحدِّي الأكبر أمامَ إيجاد علاج لنوع فرعيّ من مرض العوز المناعي البشري، يُعرف باسم HIV1.
قال المُعِدُّ الرئيسيّ للدِّراسة الدكتور دان باروخ، مُدير مركز أبحاث علم الفيروسات واللقاح في بوسطن: "وجدنا أنَّ هذا الملاذَ الفيروسي ظهر داخل النُّسج في أثناء الأيام القليلة الأولى من الإصابة بالعدوى، حتى قبلَ كشف الفيروس في الدَّم".
نقلَ الباحِثون عدوى فيروس العوز المناعي القِرديّ SIV إلى قرود الرِّيسوس عن طريق المُستقيم؛ ويُعتقد أنَّ هذا الفيروسَ هو طليعة لفيروس مرض العوز المناعيّ عند البشر.
بدأ الباحِثون باستخدام علاج ضد الفيروسات القهقريَّة عندَ مجموعات القِردة في اليَّوم الثالث والسابع والعاشر والرابع عشر من بعد إصابتهم بعدوى فيروس العوز المناعي القِرديّ.
لم تُظهِر القِردةُ، بعدَ 3 أيام من تلقِّي العِلاج، أيَّ دليل على وُجود الفيروس في الدَّم؛ ولم تحدُث لديها استِجابة مناعيَّة لفيروس العوز المناعي القِرديّ. لكن بالرغم من مرور 6 أشهر من العلاج، اكتشف الباحِثون عودةَ الفيروس عند جميع الحيوانات عندما أوقفوا المُعالجة.
وجد الباحِثون أنَّه كلما كانت المُعالجةُ مُبكِّرة، احتاج الفيروسُ إلى فترة أطول حتى يرجعَ أو يُصبح قابلاً لكشفه في الدَّم. ومع ذلك، خلصَ الباحِثون إلى ضرورة تطوير إستراتيجيات أخرى لعلاج عدوى العوز المناعي البشري بشكل فعَّال.
قال مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ قُدرةَ الملاذ الفيروسي على التفريخ بشكل مُبكِّر مُثير للدهشة خلال الأيام القليلة الأولى من العدوى، وتُشكِّل صدمةً في وجه العلم؛ كما تُمثِّلُ تحديَّاتٍ جديدة أمامَ الجهود الرامية إلى القضاء على فيروس العوز المناعي 1. وتُشيرُ البياناتُ إلى أنَّ البدءَ المُبكِّر جداً للمُعالجة المُضادة للفيروسات القهقريَّة, والمُعالجة المُطوَّلة ورُبَّما الطرق الإضافيَّة التي تُنشِّط الملاذَ الفيروسي؛ ستكون مطلوبةً للقضاء على فيروس العوز المناعي 1.
جاءت نتائجُ هذه الدِّراسة مع انتشار خبر يشير إلى أنَّ طفلةً في ولاية الميسيسيبي، اعتقد الجميعُ أنَّها شُفِيت من عدوى فيروس العوز المناعي بعدَ تلقِّيها علاجاً مُبكِّراً بمُضادات الفيروسات القهقريَّة، لكنَّهم وجدوا أنَّ الفيروسَ عاد من جديد.
قال باروخ: "أكَّد خبرَ عودة الفيروس عند هذه الطفلة على ضرورة فهم هذا الملاذ أو المستودَع الفيروسي المُبكِّر والمُستعصِي، والذي يظهر بسرعة بعدَ إصابة الإنسان بفيروس العوز المناعي".
ولكن، من المعروف أنَّ التجاربَ، التي تُجرى على الحيوانات، لا تصل بالضرورة إلى نتائج مُشابهة عندَ البشر.