صَوْتُكِ...غَنَجُ أُنُوْثَة
وَ يَمْتَلِكُنِي
طَيْفُكِ النَشْوَانُ
مِنْ أَوَّلِ لَهْفَتِي
إلَى ثَمَالَةِ الْدَمْع
يَزْرَعُ فِي رُوْحِي
عُشْبَةَ إشْتِهَاءٍ
مَا عَرَفَ الإكْتِفَاء
وَ لَذَّةِ غَرَقٍ فِي مَوْجِ عَيْنَيْكِ
وَ صَوْتُكِ الْمَشْحُوْنُ
بِكُلِّ غَنَجِ الإنَاثِ
يُفَتِّتُنِي وَهْجَ شَوْق
وَ جُنُوْنَ رَغْبَةٍ
عَلَى تَضَارِيْس بَيَاضِ الْمَرْمَر
الَّذِي أَضَاءَ عَتْمَةَ لَوْعَتِي
صَوْتُكِ
آهٍ يَا نِدَاءَ الأُنُوْثَةِ
الْمُشْتَعِلَ أَبَداً فِي تَضَارِيْسِي
أَلْتَذُّ حَدَّ الْخَدَرِ
حِيْنَ يُمَوْسِقُ سَمْعِي
وَ يَدْعَكُ نَهَايَاتِ الإحْسَاسِ
بِرِقَّةِ تُوَيْجٍ ثَمِلٍ
أَتَدْرِيْن؟
أَنِّي أُمَيِّزُ صَوْتَكِ
حَتَّى لَو كُنْتِ بَيْنَ آلافِ الإنَاثِ؟
فَأَيُّ أُنْثَى غَيْرُكِ
يُحَاكِي صَوْتُهَا
ذَوَبَانَ الْحَرِيْرِ الفَيْرُوْزِي
وَ بَحَةَ النَّاي الَّذِي
يَغْمُرُ الْمَرَاعِي شَجَناً
فَتَشْتَعِلُ اخْضِرَارَاً وَ خِصْباً؟
صَوْتُكِ
يَأْسِرُنِي
يَأْخُذُنِي إلَى سَمَوَاتِ الْخَدَر
وَ غَنَجِ عَصَافِيْرٍ
فَاجَأَهَا الْشَبَق
يُعَلِّقُنِي صَوْتُكِ
بِجُنْحِ فَرَاشَةٍ غَضٍّ
تَطُوْفُ بِيَ
عَلَى كُلِّ خَدَرِ الزُهُوْر
وَ لَثْمِ حَبَّاتِ الْمَطَر
لأَوْرَاقِهَا المُخْمَلِيَة
وَ هِيَ تُكَابِدُ
دَغْدَغَةَ النَسِيْمِ
الْشَاهِقِ سَكْرَةً
صَوْتُكِ
مَوْسِمُ غَيْثٍ مُمَوْسَق
تُعِيْدُ الفُصُوْلُ فِيْهِ تَرْتِيْبَهَا
فَيَطْغَى الرَّبِيْعُ
عَلَى شُحُوْبِ الْخَرِيْف
وَ يَعْتَصِرُ الْشِتَاءُ الْصَيْفَ دِفْئاً
وَ بَوْحَ عَصَافِيْر
صَوْتُكِ
يَسْكُنُنِي حَتَّى فِي غِيَابِكِ
فَيَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَرَانِي
وَ أَنَا أُحَادِثُكِ
بِأَنَّنِي مَجْنُوْن
صَوْتُكِ
عِشْقُ طِفْلَةٍ مَجْنُوْنَةٍ
لِطِفْلٍ أَشْقَر
جَاوَرَ القَمَر
وَ أَغْدَقَ عَلَى الْشَفَتَيْنِ
لَهْفَةَ الْمَطَر
وَ حِيْنَ يُبَاغِتُنِي صَوْتُكِ
وَ أَنَا عَلَى حَافَّةِ اللَّيْلِ
رُوْحٌ أَتْعَبَهَا التَمَنِّي
وَ شَقَّقَ أَرْضَهَا الْظَمَأ
تَحْتَبِسُ الأَنْفَاس
وَ يَلْهَثُ الإحْسَاس
وَ يَرْتَبِكُ النَبْضُ
وَ يَتَشَظَّى الْجَسَدُ
شَوْقاً وَ رَغْبَةً فِي الإلْتِحَام!!
حِيَال مُحَمَّد الأَسَدِي