الأمم المتحدة تحذر من مجاعة تهدد حياة الآلاف في جنوب السودان
دعا برنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى الإسراع في زيادة المساعدة لجنوب السودان لتجنب حصول مجاعة تهدد حياة عشرات الآلاف في هذا البلد الذي تجتاحه الحرب ويهدد الجوع ثلث سكانه.
حذر خبراء الأمم المتحدة من وقوع مجاعة طاحنة في جنوب السودان الذي يشهد حاليا حربا أهلية ضروسا، مشيرين إلى أن من المحتمل أن تودي هذه المجاعة بحياة عشرات الآلاف من البشر. ويعتقد ممثلو برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" بعد زيارة معسكر للاجئين في شمال البلاد أن هناك نحو ثلاثة ملايين شخص يعتمدون على المعونات المقدمة من المجتمع الدولي اعتمادا كبيرا . وقال المسؤولون عن المنظمتين إنه حتى نهاية 2014 ستكون هناك حاجة إلى نصف مليون دولار للحيلولة دون وقوع الأسوأ.
واعتبر مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة أن الوضع الغذائي في جنوب السودان بات "الأسوأ في العالم". وفي إعلان صدر بالاجماع مساء الجمعة (25 تموز/ يوليو)، أعربت البلدان الخمسة عشر الأعضاء في المجلس عن "قلقها الشديد من انعدام الأمن الغذائي الكارثي في جنوب السودان الذي بات الأسوأ في العالم". وقال المدير العام لليونيسف انطوني لايك "على العالم ألا ينتظر الاعلان رسميا عن مجاعة عندما يموت أطفال كل يوم".
تحذير من تكرار تجربة الصومال
وأعرب برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف عن "تخوفهما من أن يسمح العالم بتكرار ما حصل في الصومال وفي القرن الأفريقي قبل ثلاث سنوات بالضبط: فقد تجاهل المعنيون كثيرا تحذيرات مبكرة من حصول مجاعة حادة ومن تزايد سوء التغذية، حتى الاعلان رسميا عن مستوى المجاعة". وتؤكد الامم المتحدة ان ثلث سكان البلاد، اي حوإلى اربعة ملايين شخص، يواجهون خطر الجوع.
وقال جون جينغ رئيس المهمة في جنوب السودان من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المعونات في نيويورك إن العنف وعمليات طرد المواطنين يشلان اقتصاد البلاد.
ولا يكاد الهدوء يعرف جنوب السودان رغم اتفاق السلام الذي وقعه خلال أيار/مايو الماضي كل من الرئيس سلفا كير وخصمه ريك مشار، وما يزال عدد الفارين إلى إثيوبيا المجاورة في تزايد. ولهذا الصراع بما يشهده من هجمات دموية تدور منذ أكثر من ستة أشهر خلفيات عرقية حيث ينتمي سلفا كير لقبائل الدينكا بينما ينتمي مشار إلى النوير.