وجود داعش يعرض صحة الموصليين إلى الخطر
تقتطع داعش يوميا من حصص طعام مرضى مستشفيات الموصل ما يكفي لإطعام 3000 آلاف من عناصرها ، حسبما نقلت مراسلة DW عن سجل أحد مشافي المدينة. فيما يمنع وجود مسلحي داعش وصول الدواء و النقود والوقود من الحكومة المركزية.
فشل الأطباء في أن يجروا لوالدته تخطيطاً للقلب لأن الورق الخاص بجهاز رسم ىالتخطيط كان قد نفذ، هذا ما جعل المهندس حسام يروح ويجيء مضطرباً عند باب مستشفى الطوارئ خلال منتصف الليل التموزي.
يقول حسام" الوضع الصحي بات ميئوسا منه في الموصل، حتى الأنابيب المخصصة لوضع الدم والإدرار لم تعد تتوفر في المستشفيات ولا يوجد أبسط العلاجات مثل الاموكسيلين وحتى البندول، تصوروا ! "
داعش تقرر الفصل بين الجنسين في مؤسسات الصحة
العاملات في المؤسسات الصحية في الموصل لم ينقطعن عن الدوام منذ سقوط المدينة وهن يعملن بلا أجر منذ سيطرت "داعش" على المصارف ، وهذا ما جعل صرف الرواتب شبه مستحيل. من من تغيبن عن العمل هددتهن عناصر داعش وطالبتهن بالعودة والالتزام بالعمل وبأوقاته.
قالت لنا أحداهن "عندي 7 أطفال وزوجي مقعد ولا أملك ثمن سيارة الأجرة لأصل المستشفى الذي أعمل فيه ( فانقطعتُ عن الحضور) ثم تلقيت اتصالاً من مديرتي قالت فيه أن المسلحين أخبروها أنهم سيتصرفون معي إن لم التزم بالعمل لذا عاودت العمل تحت الضغط والحاجة."
عناصر "داعش" ينتشرون في بنايات المؤسسات الصحية وكل له دوره فهناك الحرس الذين يقفون عند البوابات ليل نهار، ويوجد أحدهم يشارك المدير العام غرفته و ينوب عنه في إصدار الأوامر الإدارية فيما يشرف آخرون على كيفية تنفيذ الطاقم الصحي لهذه الأوامر .
تقول الدكتورة سلمى العاملة في أحدى مستشفيات الولادة " المسلحون يأتوننا عند الساعة الواحدة صباحاً ليتأكدوا من وجود موظفات الخفر وقد أخبرونا بأن هناك قراراً يمنع وجود الأطباء والعاملين الذكور معنا وسيتم الفصل بين الجنسين لتكون المؤسسات الصحية فيها كوادر طبية وتمريضية نسائية فقط."
هاربون من جحيم داعش
وتشير سلمى أن عناصر "داعش" يهيئون لهم جداول الدوام والحضور ويصدرون الأوامر الإدارية في المؤسسات الصحية، وتقول " إنهم أناس فيهم الإداريين وذوي الخبرة وكذلك فيهم مهندسين وكهربائيين ومخططين!."
وتقول الدكتورة سلمى "أدوية البيتون والبنج المخدر المخصصة لمساعدة النساء على الولادة وتوسيع الرحم شحيحة جداً فلم نعد نستعملها إلا للحالات الحرجة مثل حالات النزيف الخطرة لذلك قمنا بإجراء العديد من العمليات النسائية الخاصة المتوسطة والبسيطة من دون الأدوية المخدرة."
وتضيف " في كل يوم بات المستشفى الواحد يصل فيه عدد الوفيات للمولودين حديثاً إلى عشرة أطفال بسبب سوء الصحة النفسية والجسدية والنقص الغذائي الذي تعاني منه نساء الموصل إضافة إلى ازدياد حالات الإجهاض."
الصحة تحتضر في الموصل والشلل يهدد الطفولة
أعلنت مصادر طبية عراقية عودة فايروس شلل الأطفال إلى البلد رغم أن وزارة الصحة العراقية كانت قد أعلنت عن حملة التطعيم ضده خلال 2014 ، ولكن انقطاع التيار الكهربائي جعل الرياح تجري بما لا تشتهي السفن.
يقول معن سعد الله مسؤول شعبة اللقاحات في أحد مراكز التلقيح " الوجبة السابقة من لقاحات شلل الأطفال والكبد الفايروسي للأسف تلفت بكاملها بسبب انقطاع الكهرباء المستمر عن المراكز الصحية حيث تحتاج هذه اللقاحات إلى درجات حرارة منخفضة . ألان نسعى لاستلام وجبة جديدة من منظمة الأمم المتحدة سنحاول تبريدها بواسطة قوالب الثلج الذي بات يصل سعر الواحد منه إلى عشرة دولارات!" ( وكان سعر القالب نصف دولار في المعدل).
ويضيف " أما أصحاب الإمراض المزمنة مثل السكر والسكتة الدماغية والسرطان الذين تعودوا أخذ علاجاتهم من المستوصفات الشعبية فهذه الأدوية لن تكون متوفرة في الأيام القليلة القادمة" ويختم معن قوله " حتى المذاخر والصيدليات باتت خالية تماماً من هذه الأدوية":
"داعش" تقطع الماء عن معمل الأدوية
معمل الأدوية الوحيد في الموصل توقف تماماً عن الإنتاج منذ أعلن مستثمر المعمل إيقاف العمل فيه خلال منتصف ( تموز/ يوليو 2014 )، ويقول أبو أحمد العامل في قسم الإنتاج وهو يمسح عرق جبينه بكم قميصه "بعد سقوط الموصل كنا مستمرين بالإنتاج وكان جيدا نوعاً ما ، ثم قلّ الإنتاج، وتوقف تماماً بعد أن قطع المسلحين الماء عن المعمل خاصة أن المكائن تحتاج إلى الماء بشكل مستمر." هذا المعمل شغل ما يقارب (2000) عامل ، ويملكه مستثمر أردني منذ حوالي سبعة أشهر، ويقع المعمل في منطقة تحت سيطرة قوات البيشمركة (القوات النظامية) الكردية ، وهذا يفسر قيام داعش بقطع الماء عنه.
وبعد أن فشل الأطباء بإنقاذ حياة والدة حسام قال باكياً " إذا لم تتدخل المنظمات الإنسانية في الموصل فالمدينة ستشهد كارثة إنسانية كبيرة ، وداعش لا يهمها حياة المدنيين فهي تملك الأموال الكافية لعلاج عناصرها في أماكن أخرى."
DW