كل الجثث تسقط على غفلة منه...الموت واحدٌ هذا ما لا يعرفه...كل الرسائل التي أرسلوها إليه تلاشت كغبار عشوائي
شيخ محنط على أرض محروقة..أب مبتور الساقين... أم غارقة في دمائها فوق خشبة مذعورة..طفلة أصابتها قذيفة عمياء فجرّدتها من رؤية الألوان.
خذوه إلى وجـْـهه الضائع,أيها المندهشون من كبرياء رضيعٍ قرر حمل الكلاشنكوف ويتوجّــه صوب زبائن الظلم بعدما مات الرجال..
سألوه: أتريد نيندو...
فرّد مستهزءا:نحن القادمون الجدد,نريد المجد..وأنتم أبناءُ الحليب والياغورت,تتمرغون على قارات العالم لتجمعو فتات الأبقار المسنة
إبتعدو,فانا المسكون بصوت الرصاص..وماذا تنتظرون مني أنا الطفل الذي إستفزو حواسه...فنمت أعضائي فجأة كناية عن من باع تاريخه مقابل أن نتهاوى فنسقط
آن أن نزحف يومَ أن أضرمت النار في كل تفاصيلنا الصغيرة..وآن أن نحقق كل الأحلام التي لم تكتمل
أولستم معتادون على جمع الأحزان..أولسم معتادين على مشاهدة مذابحنا العتيقة..أولستم أحياء..لم لم تتحركو..لا قرابة لنا بكم,فعومو في الظلام
ضاقت الحياة وأصبحت محصورة داخل الأشواق والأمنيات.."قل إعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"..
أين أعمالكم المترهلة بسبب كثرة المخاضات..أين قممكم و مجالسكم العربية التي تتسلق كل الدروب الوعرة لتتحرش بالوفاق.
بالله عليكم كفاكم ضحكا على سكان المدن المدحورة..إدخلو قصوركم المعلبة وإنتظرو يوم القيامة..فقد أصبحتم في ساعة متأخرة من المُراهقة والطيش.
داخل سيارة عسكرية فتاة منكسرة تصرخ,يارب,كن لي وليا كن لي نصيرا.
مافيا الدم يستمتعون بعذريتها الطاهرة..نسو أن آهات الولي عملاقة قد تلقف آذانهم بعد حين..وما ينفع الندم.
كنا نحسبهم حراس الإيمان..حراسَ أحباب الله..وإذ بهم ينفضحون في أول إختبار وجودي..إنهم مجرد فيروسات تنقل السيدا,والأوبئة..والسرطانا ..
أينك أيها الطفل البريء, تــُراك غادرتنا وأنت لم تأخذ حقك من هذه البلاد..أينك أيتها الأنثى المدرسة,فقد إقتصر دوركِ في مدننا على ردم رغبات جنسية مقموعة عبر السنين.
كبر الشجن وتعالى الخوف من مستقبل لا يحمل غير الجثث..
فرفقا يا صاحب الجلالة,رفقا,
وحان أن تستيقظ أيها العربي..فالعالم يحتظر,ومازالت أعمالك هرمة.