السيستاني في أول صورة: كرسي.. وكاميرة عالية الجودة
2014/7/26 1225 PM
بغداد /واي نيوز
كانت مفاجئة عندما ظهر المرجع الشيعي، علي السيستاني، مع الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون، بصورة فوتغرافية خاصة، خلافاً للقاءات مع رجال السياسة والشخصيات العامة.
وتقول مصادر مقربة من الحوزة العلمية في النجف، لـ"واي نيوز"، ان السيستاني لا يحبذ التقاط الصور في لقاءاته، بل يريد ان يكون فعالاً اكثر من ان يكون شخصية تظهر للإعلام كثيراً".
وفي العام 2011 ظهر السيستاني في صورتين، الاولى مع مراجع الدين، محمد اسحاق الفياض، بشير النجفي، محمد سعيد الحكيم، والثانية في لقاء جمعه بالمرجع الديني محمد سعيد الحكيم، ومنذ ذلك الحين لم تظهر له أي صورة جديدة.
قبل هذين اللقائين لم تظهر، أيضاً، أي صورة للسيستاني منذ عام 2007، رغم استقباله لشخصيات سياسية ورجال دين وشخصيات عامة، لكنها لقاءات ظهرت من دون صور، واكتفى ضيوف السيستاني باصدار بيانات فقط.
وكانت الشخصيات التي توافدت إلى السيستاني من رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني الى باقي رجالات الدولة العراقية، ورجال الدين، والقادة المجتمعيين، في افضل الاحوال وكدليل على استقبال السيستاني لهم، يقومون بعقد مؤتمر صحافي بالقرب من منزله.
ويقول علي المعموري باحث وكاتب متخصص في شؤون الحوزة الدينية، و كان مدرساً في الجامعات الإيرانية والحوزات في إيران والعراق، لـ"واي نيوز"، ان "قلة التقاط الصورة لرجال الدين بشكل عام عادة سائدة بين الحوزة التقليدية حيث المراجع لا يظهرون كثيرا في الاعلام، وهو فعل فيه نوع من الرمزية للقداسة".
لكن الغريب في لقاء السيستاني، الخميس الماضي، مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الصورة التي أُلتقطت لهما خلال اللقاء، ويتبين من خلال الصورة بانها عالية الدقة، وأُلتقطت بكاميرا حديثة، ما يعني ان هناك موافقة مسبقة من مكتب السيستاني لدخول كاميرا مع بان كي مون اثناء اللقاء.
الاغرب في هذا اللقاء، هو جلوس السيستاني على الكُرسي، وهي المرة الاولى التي يظهر فيها مرجع ديني يجلس على الكرسي، فجميع اللقاءات التي ظهر بها السيستاني، بل أن والمُتعارف عليه في صور المراجع الشيعة أنهم يجلسون على الارض.
جلوس مراجع الدين في بيوت قديمة، ومناطق قريبة من مرقد الامام علي عليه السلام في النجف الاشرف، اشارة إلى زهدهم وانشغالهم بالعلم، خاصة وأن النجف التي يسكنها المراجع هي مقر الحوزة العلمية في العراق والعالم.
ويقول أمين ناصر صحافي وكاتب مقيم في بيروت، لـ"واي نيوز"، كان من اللافت في الامر هو الظهور في جلسة شبه رسمية مع شخصية تمثل ثقل العالم الدولي، كالامين العام للامم المتحدة، وما يعرف وما عُرف عن السيستاني هو جلسته المعتادة البسيطة على الارض تلك التي توراثها من اجداده بحسب الرواية والمنهج او النهج التاريخي الديني، بيدّ ان جلوسه على كرسي بجنب بان كي مون اثار عدة تساؤلات يضاف اليها تصوير هذه الجلسة فوتغرافيا وتوزيعها لوسائل الاعلام إبان القاء".
ويمضى ناصر إلى القول، "لا غريب في لقاء أمس، اذا تحدثنا عن أسس اللقاء التحضيرية والنفسية التي مهدت للقاء منذ زيارة نيكولاي ميلاديونوف ممثل بان كي مون في العراق، تلك الزيارة التي حدثت قبل اسبوع حيث سلم للسيستاني طلباً موقعاً من الأمين العام يعلن فيه عن رغبته بزيارة المرجع الاعلى وهي الزيارة الأولى في تاريخ مون لشخصية إسلامية على الاطلاق".
ويرى ان "السيستاني لم يرد احراج مون وإجلاسه في الارض كما يفعل مع بعض المتكبرين وارباب الكراسي والمنافع والزعامات، بالاضافة الى رغبته بايصال رسالة مفادها ان "مون يحرص على عدم تقسيم العراق مثلما اورد اليه برسالة سابقة على غير عادة بعض سياسيي العراق الذي رفض ان يستقبلهم استقبالا قاطعا".
السيستاني هو المرجع الديني الاعلى في العراق، يرفض منذ سنوات لقاء اي شخصية سياسية عراقية، بعد ان اكد عبر خطب الجمعة التي يلقيها ممثليه عدم رضاه على الكتل السياسية والعمل الحكومي لفشله في تقديم الخدمات للمواطن العراقي.
من مصطفى سعدون
المصدر