- إلى متى نبقى لعبة كئيبة فى كرنفال الآخرين؟
بانوراما الشرق الأوسط
د.عبدالقادرالهواري
هذا سؤال هام طرحه إيميه سيزير،حيث يشهد العالم في بدايات القرن حتي منتصفة موجة من التغيرات التي تعزز من إمكانية خلق واقع جديد ليس فقط على الصعيد المحلي أو حتى الإقليمي، بل على الصعيد العالمي بأسره. بما قد يساهم مع كثير من العمل بالطبع في خلق نظام عالمي جديد يتسم بكونه ليس حكراً على طرف أو مجموعة بعينها كسيطرة الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى العديد من الشركات العابرة للقوميات على مجريات الأمور والأحداث والقضايا العالمية. ولطالما جري وسم الدول التى عانت قروناً من سيطرة استعمارية بمصطلحات من قبيل (العالم الثالث، أو الدول المتخلفة).
وكان ذلك متساوياً فى أغلب الأحوال سواء تم عن طريق المستعمر القادم في الأرجح من الشمال أو تماهى معه المُستعمَر من الجنوب وتغيرت نظرته لذاته اعتماداً على ما يقوله المفكر العربي (ابن خلدون) فى “أن المغلوب مُولع دوماً بتقليد الغالب”.
وقد آن الأوان أن يصل التغيير و التطوير وبناء المؤسسات ودول الجنوب إلى قاعات العلم والتدريس ، فنحن شعوب الجنوب التى تم تحميلها ما لا تحتمل سواء فى الماضي القريب من الاستعمار المباشر، أو فى العصر الحاضر من استعمار غير مباشر، ولا بد من تعاوننا لخلق مستقبل مختلف ينتهي فيه الاستعمار تماماً، وتختفي منه الهيمنة وسياسات الكيل بموازيين مختلفة، وتعلو فيه قيم الإنسانية لا المصالح الضيقة والأنانية.
ويشهد العالم ظاهرة صعود قوى غير غربية – وآسيوية وجنوب أمريكية وافريقية في الأساس، هذا إلى جانب صعود نسبي للعديد من قوى الجنوب في أماكن أخرى من العالم، إما في شكل دولة صاعدة بذاتها أو من خلال تحالفات دولية واقليمية جديدة. وهذا يعني بالضرورة إعادة النظر في منظومة العلاقات بين الشمال والجنوب العالمي. وتبرز في هذا الإطار العديد من التحالفات ومن ثم فإن الحاجة تبدو ملحة للتعرف عليها وعلى كيفية عملها وتأثيرها في المجتمع الدولي.
يجب ان تعمل الحكومات والمؤسسات ورجال الاعمال ومركز البحوث العربية والافريقية والاسيوية والجنوب امريكية . ولا ينفصل هذا بالضورة عن حاجتنا الماسة لدور الشعوب في دعم عملية التكامل والتعاون بين الدول كمستوى مختلف للعلاقات بينها بعيدا عن تجارب الدول والحكومات التي لا تحقق نجاحات دا