سمراءُ رقّي للعلي الباكي *** وترفقي بفتى مُناه رضاكِ
ما نام منذ رآكِ ليلة عيده *** وسقته من نبع الهوى عيناكِ
أضناه وجدٌ دائمٌ وصبابة *** وتسهدٌ وترسمٌ لخطاكِ
أتخادعين وتخلفين وعودَه *** وتعذبين مدلّها بهواكِ
وهو الذي بات اليالي ساهرا *** يرعى النجوم لعله يلقاكِ
في يوم عيدٍ حافل قابلتِهِ *** فتسارعتْ ترخي الخمارَ يداكِ
أتحرّمين عليه منية قلبه *** وتحلين لغيره رؤياكِ
وتسارعين إلى الهروبِ بخفةٍ *** كي لا يمتّع عينَه بهاكِ
وتعذبين فؤادَه في قسوةٍ *** رحماكِ زاهدة الهوى رحماكِ
ما كان يرضى أن يراكِ عذوله *** بين الصبايا تعرضين صباكِ
وتقربين عذوله بعد النوى *** وترددين تحية حياكِ
يا منية القلب المعذب رحمة *** بالمستجير من الجوى بحماكِ
أحلامه دوما لقاؤكِ خلسة *** عند الغدير وعينُه ترعاكِ
ترضيه منك إشارة أو بسمة *** أو همسة تشدو بها شفتاكِ
لا تهجري وتقوضي أحلامَه *** وتحطمي آمالَه بجفاكِ
وترفقي بفؤادِه وتذكري *** قلبا بداية سعده رؤياكِ
قد كان أقسم أن يتوبَ عن الهوى *** حتى أسرتِ فؤادَه بصباكِ
سمراءُ عودي واذكري ميثاقنا *** بين الخمائل والعيونُ بواكِ
كيف افترقنا … إيه عذراءَ الهوى *** لم أنسَ عهدك لا ولن أنساكِ
بين المروج على الغدير تعلقتْ *** عيني بعينك والفؤادُ طواكِ
ثم التقينا في الخميلة خلسة *** وشربتُ حينا من سلافِ لماكِ
وتساءلتْ عيناك بعد تغيبي *** أنسيتَ عهدي أيها المتباكي؟
لا والذي فطر القلوب على الهوى *** أنا ما نسيتُ ولا سلوتُ هواكِ
لكنّ قلبي والفؤادَ ومهجتي *** أسرى لديكِ فأكرمي أسراكِ
سأظل في محراب حبكِ ناسكا *** متبتلا مستسلمالقضاكِ