توصل علماء إلى أن انقراض حيوانات ضخمة كانت تعيش على سطح الأرض يرجع إلى اختفاء الأزهار البرية التي كانت تشكل مصدر طاقة بالنسبة لهذه الحيوانات. وقد اختفت هذه الأزهار بدورها بسبب التغير المناخي الذي حدث في العصر الجليدي.
كانت الطاقة الكامنة في الأزهار هي الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لبعض الحيوانات المنقرضة من العصر الجليدي، ومنها حيوانات ضخمة مشعرة كالأفيال ووحيد القرن. وقد توصل العلماء إلى هذه النتيجة بعدما قاموا بفحص الحمض النووي المحفوظ في الترسبات الموجودة في الطبقات المتجلدة القطبية، وفي بقايا هذه الحيوانات القديمة إلى أن حيوانات العصر الجليدي كانت تعتمد بشدة على الأزهار البرية الغنية بالبروتين والتي كانت يوما تغطي سطح المنطقة.
وقال العلماء في بحث، نشر في مجلة "نيتشر" إن التغير المناخي الهائل الذي حدث في العصر الجليدي أدى إلى تقلص حاد في هذه النباتات، وإن المنطقة القطبية أصبحت مغطاة بالحشائش والشجيرات التي تنقصها تلك القيمة الغذائية الموجودة في الأزهار، والتي كانت تقتات عليها تلك الحيوانات العملاقة.
وقال الباحثون أن هذا التغير في طبيعة النباتات بدأ منذ نحو 25 ألف عام، وتوقف منذ نحو عشرة آلاف عام وهي فترة انقرض خلالها عدد كبير من الحيوانات العملاقة. وظل العلماء يبحثون طوال أعوام عن سبب هذا الانقراض الجماعي، حين نفق ثلثا الحيوانات ذات الأجسام الضخمة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وكانت المنطقة القطبية الشمالية مليئة بقطعان الحيوانات الضخمة. وكانت تشبه إلى حد ما منطقة السافانا في إفريقيا. وكان من بين هذه الحيوانات أفيال مشعرة ووحيد القرن وخيول وثيران وجمال وأيائل إلى جانب مجموعة من الحيوانات الفتاكة منها الضباع والقطط البرية والأسود والدببة.
ع.ش/ ط.أ (رويترز)