النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

القراءة الواعية للتاريخ

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 503 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82 المواضيع: 81
    التقييم: 32
    مزاجي: جيد جدا
    آخر نشاط: 18/March/2015

    القراءة الواعية للتاريخ

    ( النص الديني بين التأصيل والمنهج الهرمنيوطيقي )
    أن الجدلية القائمة والدائمة بين محتوى الأصالة ( الثابت ) والعصرنة الهرمنيوطيقية ( فن التأويل النصي ) تكاد أن تكون الصفة الملازمة لمن يريد أن يسبر في أغوار النص الديني الذي تحول من صفة الأستاتيك ( الساكن ) في الماضي إلى الديناميك ( المتحرك ) في الحاضر بفعل التحولات التطورية للأنساق العقلية بمختلف توجهها العلمي والمعرفي والإيديولوجي ، فالتحرك العقلي في بسطه لرؤية فكرية تجاه مسألة معينة لم يكن تحركاً بريئاً فارغ المحتوى والمضمون في يوم من الأيام أنما كانت تقبع خلفه أسباب ونوايا متعددة الأغراض ، لهذا نجد أن الصراع بين الديانات في أمكانية أثبات الأحقية وفرضها على الأخر بأي شكل من الأشكال هو المحرك الأساسي في أبتداع جملة من المناهج التي تؤطر ضمن إطار المعركة الفكرية مع المناقض للطرف للآخر ، ولما كان التوجه العام لتلك الصراعات توجهاً دينياً كان لزاماً أن يكون النص الديني قطب الرحى في هكذا نوع من الصراع والذي تكمن خطورته في خضوعه لمنظومة أدلجة تقعان على طرفي نقيض ( الإسلام ـ المسيحية ) وليس من داخل البيت الديني الواحد الذي يمكن استغلال المشتركات في ثوابته العامة لاستخدامها كعقار معالج في رأب الصدع وتقريب المسافات وتضييق الفجوات ، ألا أن المسألة هنا تبدو أكبر مما نتصور بسبب أن هذهِ المناكفات التقليدية ذات الصبغة الدينية هي ليست وليدة اليوم أو مرحلة آنية طارئة أو عابرة بل لها دلالاتها المعنوية والمادية منذ القدم إذ كلما كانت جذور الصراع القديمة مطابقة أو مقاربة مع واقع ديني حاضر كان فعل الاستمرارية لهذا الصراع وتجدده أمر وارد وبقوة .
    أن التمسك بالتوجه والانتماء لجهة معينة بثوابتها والتي تحاول جاهدة الحفاظ عليها دون أن يطرأ عليها أي تغيير في قبال جهة تسعى سعياً حثيثاً لكسر طوق الجمود الفكري زاعمةً أنه لا يمكن لهذا النص الديني أن يُساير متطلبات العصر وما طرأ عليه من تغيير على كافة المستويات بما في ذلك المنظومة القيّمية للأخلاق والأعراف المتوارثة جعل من أصحاب ودعاة المنهج الهرمنيوطيقي أن يصطدموا بعقبة كأداء مؤداها أن الضرورة الدينية تتطلب استنطاق الماضي والاسترشاد والاستهداء بهِ للوقوف على ما اهتدى إليه من حلول سالفة في الزمن الماضي يمكن توظيفها في الوقت الحاضر وهو ما ذهب إليه أصحاب مدرسة التأصيل الديني ، فبين هذا وذاك كان النص الديني بين قوتين أيديولوجيتين أحداها دافعة ( الهرمنيوطيقين ) والأخرى ساحبة ( التأصيليّين ) وعندما أُوصف الأولى دافعة يعني باتجاه القراءة المواكبة للعصر والثانية بالساحبة يعني جر النص الديني إلى زمن نزولهِ الأول ، وعلى حد قول الكاتب السوري ( صابر الحبابشة ) وهو ينقل صورة عن حقيقة هذا الصراع بقوله ( أن القرآن الكريم ـ النص الديني ـ وقع ضحية بين أثنين ، بين أُناس يمتلكون أدوات جيدة ـ ويقصد بها منظومة النقد والتحليل والتفكير ـ لكنهم ذو نوايا سيئة وبين أُناس يمتلكون أدوات ضعيفة لكنهم ذو نوايا حسنة ) .
    لذا فإن المنهج الهرمنيوطيقي كان حاظراً وبقوة في ميدان التفاعلات والتداخلات البنيوية للنص الديني بلحاظ أن فلسفة اشتمالهِ على البنية الدينية هي نتاج لصيرورتهِ البدائية التي انبثقت من الدراسات الكنسية ( اللاهوتية ) لدراسة الكتاب المقدس ( الأنجيل ) ومن ثم توظيفه وأسقاطه على الدراسات الدينية الإسلامية ، فروح التأثر المسبق بالنسبة للمشتغلين بهذا المنهج كانت حاضرة وبقوة منذ أن بدأت الهرمنيوطيقا طريقها داخل دوائر الدراسات اللاهوتية العامة كجهاز من القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر في فهم النص الديني بلحاظ وجود نوعين من الهرمنيوطيقا :
    1ـ هرمنيوطيقا الأيمان التي تقرأ النص الديني بعيون الإيمان وهي القراءة التي هيمنت لمدة لا تقل عن 1500 عام من تاريخ المسيحية .
    2ـ هرمنيوطيقا الشك وتنطلق قراءتها للنص الديني بحذر وشك أي بمعنى الأهتداء بنور العقل أولاً والدليل التاريخي ثانياً .
    وأن أنتقلت الهرمنيوطيقا من ميدان النص الديني إلى الميادين الأخرى بمجيء العالم الألماني ( شلاير ماخر ) الذي نقلها من الصفة الكلاسيكية إلى الصفة الرومانسية التي تبنت وجود فكرة مفادها أن النص هو وسيط لغوي بين المؤلف والقارئ مدعيا أن ما يكتبهُ المؤلف في زمنه يختلف مضموناً وليس شكلاً عند القارئ في وقته الآني لأن النص ثابت والقارئ هو المتغير ولكل واحد منهم ( المؤلف ـ القارئ) لهُ أسقاطاتهِ المذهبية والحزبية والبيئية أسهمت في تكوين وصيرورة نص يحاكي الأنتماء الشخصي ، وطبقاً لرؤية هذهِ المدرسة فإن النص الديني سينتقل من نص مُنتَج ـ بالفتح ـ إلى نص مُنتِج ـ بالضم ـ أي يتشكل لدينا نص متناسل وولود لا يمكن إيقافه بأي حال من الأحوال وحتى بمجيء العالم ( هيدغر ) ومحاولتهِ تأسيس مدرسة جديدة أسماها ( الهرمنيوطيقا الفلسفية ) محاولاً فيها نقل ما أنتجهُ الأخرون في ميدان البحث الهرمنيوطيقي من المجال الأبستمولوجي ( المعرفي ) إلى المجال الأنطولوجي (دراسة طبيعة الأشياء، وجوهرها، وخواصها الأساسية، وعلاقة بعضها ببعض) متخذاً مما أبتدعهُ ( هوسرل ) بتطبيقهِ للمنهج ( الفينومينولوجي ) القاضي بالعودة بالأشياء إلى ذاتها ومن ثم دراسة تطورها الزمني بما فيها ( النص الديني ) أساساً له إلا أنهُ لم يستطع أن يضع الحلول الناجعة لهذهِ المعركة الفكرية .
    وبرأينا المتواضع أن الحل لهذهِ الجدلية يكمن في دراسة النص الديني من خلال مرحلتين :
    1ـ الدراسة التزامنية العمودية أي لحظة نزول النص من السماء وفهم المقصودية من وراءه خلال تلك الفترة .
    2ـ الدراسة التعاقبية الأفقية الممتدة على طول الزمن من خلال قراءة النص بعيون الحاضر دون الأخلال بالمحتوى النصي للمضمون إذ يمكن إن نعيد صياغة شكل وعبارات النص ( وأقصد بهِ غير القرآني ) بما يُلائم المرحلة الراهنة مع ضرورة بل أعطاء صفة الإلزام بالحفاظ على المضمون النصي الأصيل لكي لا تتناسل وتتوالد مشاكل تنطلق من خلالها الصفة ( الديالكتيكية ) لهذا المضمون ومن ثم أظهار نقيض لهُ ينتج بالمقابل فكرة مناقضة وهكذا دواليك .

  2. #2
    عضو محظور
    سجاد السيد
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 190 المواضيع: 1
    التقييم: 25
    مزاجي: فرحان
    أكلتي المفضلة: chacan
    موبايلي: lphone s5
    آخر نشاط: 11/August/2014
    امنوور

  3. #3
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,294 المواضيع: 74,486
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95867
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 4 ساعات
    مقالات المدونة: 1
    ينقل الموضوع للقسم المناسب

  4. #4
    راسم الابتسامة
    محمد القطيفي
    تاريخ التسجيل: August-2013
    الدولة: No where
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 15,450 المواضيع: 637
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 5157
    مزاجي: رادلي خلك
    المهنة: An English teacher
    أكلتي المفضلة: الدولمة
    موبايلي: مال طاگين
    آخر نشاط: 3/July/2024
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 26
    شكرا

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,114
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18
    شكرآ

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال