زمانَ الوصلِ


فاصلةَ العيونِ السودِ


أمنيتي ..


وموالَ الذي في القلبِ


دبكتَنا .. انتشارَ العرسِ


قافيتي ..


بدأتكِ من توهجنا


على حباتِ هذا الشوقِ


ندخلُ في مراكبنا


وتشربني إذا ما جئتُ ظمآناً


على أوتار أغنيتي


أحبكِ كم يطولُ العشقُ


كم أعطيكِ زهرَ الروحِ


أدخل فيكِ .. أو في الشمسِ


بينَ ضلوعنا ..


رئتي ..


* * *


أمدُّ القلبَ أغنيةً


أشد مرافئَ الألحانِ


ترقصُ في العيونِ الشمسُ


هذا العيدُ


عرسُ القبلةِ الأولى


وعرسُ النجمةِ السمراءِ


يغتسلُ الصباحُ الآنَ في الطرقاتِ


يرتدُ الندى ..


والزهرةُ الحمراءُ تخرجُ من ضفيرتها


لتتلوَ آيةَ الأفراحِ


تقرأها على هذا المدى الممتدَّ


يا ابنَ الخيمةِ السمراءِ


لا ترفعْ سوى عينينِ كالشمسِ


ولا تخرجْ منَ الطلقاتِ لا تخرجْ


منَ الأرضِ التي شدّتْ .. على لحمِ


الزنودِ السمر .. لا تخرجْ


فصيدا أولُ الشعلهْ


وصيدا أولُ المشوارِ


صيدا روعةُ القبلهْ


* * *


أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ


ألثمُ قامةَ الأشجارِ


ألثمُ طلعةَ الأشعارِ


أعبدُ جبهةَ البحارِ


قامتهُ التي انتصبتْ


وراحتْ ترسلُ المجدافَ


تكسرُ حدةَ الأمواجِ


ترجعها ..


/ وأعبدُ هذهِ الكفَّ التي امتدَّتْ


على طلقاتها شدتْ


لأجلِ النور .. ما لانت


ولا ارتدتْ .. /


أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ


تغسلني


زغاريدُ العيونِ السمرِ


يا أماهُ


جئتُ أراكِ في الأبوابِ


جئتُ أراكِ في أنشودةِ الأطفالِ


في الموّالِ


في الزندِ الذي شالتْ


يداهْ الأرضَ


أغنيةً


وطرحةَ عاشقٍ يشتدُّ


في الخفقانِ


يا أماهُ


مرتْ طلقةُ الشهداءِ


كنتُ أراكِ تبتسمينَ


ترتحلينَ في الزغرودةِ البيضاءِ


تمتشقين حدَّ القلبِ والشريانِ


وجهكِ كانَ في صيدا


وصيدا كم تحبُّ الآنَ


صيدا تغسل الطرقاتِ


من عرقِ الرحيلِ المرِّ


توقد شعلةَ الميلادِ


ترسلها إلى الأعلى


وتشعلُ نجمةً حمراءَ


تصرخُ في شوارعنا


وفي الطرقاتِ ..


لا ترحلْ ..


يداكَ الآنَ ماءُ الأرضِ .. لا ترحلْ


ولا تخرجْ منَ الطلقاتِ لا تخرجْ ..


فصيدا أول الأعراسِ


صيدا أولُ المشوارِ


لا تخرجْ


من الطلقاتِ لا تخرجْ


* * *


أسيرُ الآنَ في الطرقاتِ


تشتدُّ الزنودُ السمرُ


أغنيةً .. وقافيةً


يرد العرسُ ماءَ القلبِ يغسلهُ


هنا انزاحتْ ظلالُ الليلِ .. وارتحلتْ


هنا انشلحتْ عنِ الأحجارِ غربتُها


هنا عادتْ إلى الأشجارِ خضرتها


رأيت الأرضَ قد ضفرتْ على الأفراحِ


طرحتها


وراحت تحضنُ الأبطالَ تسقيهمْ حلاوتها


وترفعهم إلى الأعلى ..


إلى الأعلى .. إلى الأعلى ..


على زندينِ من عبقٍ


أمرّ الآنَ يا أماهُ في الطرقاتِ


تمتد الزنودُ السمرُ تأخذني


أمرُّ الآنَ في صيدا


أرى حيفا على الشرفاتِ يا أمي


أرى يافا .. أرى عكا ..


أمد يدي إلى الطرقاتِ أحضنها


أعانق زهرةَ الشهداءِ


ترفعني إلى الأعلى ..


إلى الأعلى ..


نشد الخطوةَ الحمراءَ نرسلها


على الطرقاتِ نرسلها


منَ الحجر الذي يمتد


حتى الطلقةِ الحمراءِ نرسلها


ولا نرتدُ .. لا نرتدُ


نشعلُ دربنا نمضي ..


ولا تهتزُّ خطوتنا


رأيتُ الآنَ في صيدا


وجوهَ الأهلِ في حيفا


وكانت طرحةُ الميلادِ


تكسرُ حدةَ المنفى


وكنتُ أمر في الطرقاتِ أرفع رايةَ


العودهْ


وصيدا تطلقُ الزغرودةَ السمراءَ


لا تخرجْ


وكنتْ أصيحُ لن نرتدَّ .. لن نرتدَّ


نشعل دربنا نمضي


فصيدا عرسنا الأولْ ..


وصيدا طلقةُ الأفراحِ ..


صيدا زهرةُ المشعلْ ..