الاكتئاب
بين مرض السكّري والاكتئاب علاقة في الإتجاهين؛ فالأول قد يسبب الثاني الذي قد يفاقم السكّري.
من المناسب بداية توصيف الاكتئاب حسبما عرّفتة "منظّمة الصحة العالمية" وهو أنه "اضطراب نفسي شائع يتميّز بالشعور بالحزن وفقدان الاهتمام أو المتعة، والشعور بالذنب أو تدني تقدير الذات، والاضطراب في النوم أو الشهية، والخمول وقلة التركيز".
لماذا قد يتسبب السكّري بالإكتئاب؟الاكتئاب قد يصيب أي شخص في أي سن لعوامل معينة ومؤثرة لكن الحال مع مرض السكّري تحمل خصوصية ينبغي إلقاء الضوء عليها.
كثيراً ما "يُفاجأ" الشخص بأنه مصاب بالسكّري فيعاني من القلق لأن المرض يستدعي تعديلات واسعة وأساسية في نمط الحياة والخيارات اليومية وخصوصاً على مستوى الأنشطة المعتادة والعادات الغذائية والحركية، فضلاً عن الالتزامات الجديدة التي يفرضها المرض من حيث الخضوع لنمط حياة جديد والمواظبة على زيارة الطبيب والمختبرات، وتناول حُقن الأنسولين أو أدوية السكّري الأخرى... وهذا كلّه يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة ويشكل ضغوطاً يعجز المرء عن تحملها وتقبّل متطلّباتها التي تُحدث تغييرات قاسية في حياته فيقع فريسة الإكتئاب.
قد يجد الشخص في البداية صعوبة في اتباع توصيات الطبيب، أو انزعاجاً من تطبيقها، أو بعض التقصير في الإلتزام بها، ما يضاعف شعوره بالنقص أو بالذنب أو بالأمرين معاً، فتتزايد الضغوط النفسية والعصبية.
أن التذمر والضّيق ومن ثمّ الإكتئاب، ترافق عادة مختلف الأمراض المسماة بالدائمة، والسكري في طليعتها. لكن العديد من الدراسات أظهر أن المصابين بالسكري تحديداً هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، من الذين لا يعانون. بل إن دراسات حديثة أوضحت أن نحو 60% من المصابين بالسكّري من النوع الثاني، يعانون من الإكتئاب (ولو بدرجات متفاوتة)، فيما يعاني منه 15% من المصابين من النوع الأول .
وكشفت الأبحاث أن المرضى بالسكري هم أكثر عرضة بنسبة 10% للإصابة بالاكتئاب مقارنة بغير المرضى. كما تبيّن أن المعاناة من الاكتئاب قد تزيد من صعوبة السيطرة على النوع الثاني من السكري، على حين أن التداعيات البدنية للسكري تزيد عوارض الإكتئاب. ووجد بعض الباحثين علاقة بين تناول الأدوية المضادة للإكتئاب وبين زيادة أعراض السكّري.
أحياناً يكون السكري مصحوباً بأمراض مزمنة أخرى، الأمر الذي يفترض واجبات إضافية ويزيد من الأعباء اليومية في حياة الفرد، فتزداد مخاطر الإصابة بمضاعفاته الاكتئابية.
إلى تلك المسببات، ثبت ايضاً أن مرضى السكري يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض الخرف (تراجع القدرات العقلية الناجم عن التقدم في السن). وفي تفسير ذلك قال الباحثون إنه عائد إلى التأثير السلبي للنقص الحاد في سكر الدم على المخ، والذي قد يمر به مريض السكري. وأوضحت الجمعية الألمانية للسكري أن خطر الإصابة بالخرف جراء وجود قصور في الأوعية الدموية، يزداد أربع مرات لدى المصابين بالنوع الثاني من السكري، على حين يرتفع خطر الإصابة بالزهايمر بواقع مرة ونصف مرة مما لدى غير المصابين.
ونقلت وسائل الإعلام عن البروفسور الألماني "يوهانيس كروزه" قوله:"غالبا ما يدخل مريض السكري في دوامة معقدة، فمعاناته من الاكتئاب تزيد خطر تطور الأمر إلى الإصابة بالنوع الثاني من السكري، والتداعيات البدنية لهذه الإصابة تتزايد مع الإصابة بأعراض الاكتئاب"، لذلك يُنصح بالإسراع في إخضاع المريض للعلاج النفسي، إضافة إلى العلاج الدوائي.
عوارض ينبغي مراقبتها:- زيادة الوزن أو فقدانه بصورة غير إرادية.
- فقدان الرغبة في القيام بالأعمال والأنشطة اليومية الاعتيادية.
- التعب وتعكّر المزاج من دون أنشطة أو أسباب موجبة.
- التغيّر والاضطراب في أنماط النوم.
- المشكلات الجسدية بلا سبب ظاهر.
- ألم في الظهر أو أوجاع في الرأس تأتي بشكل مفاجئ.
رد مع اقتباس
