خلل النوم يزيد السكري
أثبتت دراسات عدة أن هناك صلة قوية بين اضطرابات هرمون النوم (الميلاتونين)، وبين مخاطر تطوير داء السكري من النوع الثاني.
واكتشفت مجموعة من الباحثين من فرنسا، وكندا، والمملكة المتحدة صلة بين خطر الاصابة بداء السكري من النوع الثاني، وبين تغيّرات عديدة في الجين المتلقي للميلاتونين في الجسم.
ومن خلال مراقبة مجموعة من النساء الأوروبيات (7632 إمرأة) ، بما في ذلك 3186 امرأة مصابة بداء السكري من النوع الثاني، تبيّن الآتي:
40 تغيّراً مختلفاً ونادراً في الجين المتلقي للميلاتونين يرتبط بالدرجات المتفاوتة لزيادة خطر الاصابة بداء السكري من النوع الثاني.
4 من هذه التغيّرات النادرة تسببت فعلياً بخسارة كاملة لوظيفة الجين المتلقي للميلاتونين.
من خلال تحليل هذه التغيّرات الأربعة، تبيّن للباحثين أنّها متّصلة بزيادة كبيرة لخطرالاصابة بداء السكري من النوع الثاني، أي زيادة هذا الخطر ست مرّات أكثر من المعدل.
وكانت الأبحاث السابقة قد ذكرت الصلة بين خطر السكري وأكثر التغيّرات شيوعا للجين المتلقي للميلاتونين .
أما هذه الدراسة الجديدة فقد سلطت الضوء على عدد أكبر من التغيرات في هذا الجين الذي يلعب دوراً في خطر الاصابة بداء السكري؛، بالإضافة إلى أربعة تغيّرات نادرة، والتي تطرح نسبة خطورة أكثر إرتفاعاً وتعطّل عمل هذا الجين بالكامل.
يلعب هرمون الميلاتونين دورا مهماً في برمجة الساعة البيولوجية للجسم، وتنظيم دورة النوم والاستيقاظ؛ فدورة ارتفاع وإنخفاض نسبة إفراز الميلاتونين بالغة الأهمية بالنسبة إلى قدرة المرء على النوم ليلا، أي أن الاضطراب في قدرة الجسم على إنتاج الميلاتونين يؤدي إلى خللٍ في القدرة على النوم.
وتثبت الأدلة أن الاضطرابات في إنتاج الميلاتونين تؤثر على مستويات الانسولين في الجسم، علماً أن مقاومة الجسم لمفعول الأنسولين، أي عجزه عن استخدام الانسولين بشكل فعال، هو سمة أساسية لمرض السكري من النوع الثاني . فعندما يعمل الجسم بطريقة طبيعية ، ينتج الكمية المناسبة من الأنسولين التي يحتاجها لمساعدة الخلايا على امتصاص الغلوكوز من مجرى الدم. أما الاضطرابات في مستويات الانسولين فيمكن أن تتسبب بإنحراف مسار هذه العمليّة الدقيقة.
من المؤكّد والمثبت بالأدلة أن النوم وأسسه البيولوجية والجينية، يلعب دورا أساسياً في تحديد مخاطر الإصابة بداء السكري. وقد أظهرت الدراسات الحديثة الآتي:
- إرتباط قلّة النوم بزيادة الوزن ومقاومة الانسولين لدى الأشخاص البالغين.
- النوم أقل من 6 ساعات يزيد من خطر الاصابة بداء السكري من النوع الثاني، وكلّما نقصت ساعات النوم كلّما زاد هذا الخطر، أي أن النوم أقل من 5 ساعات يرفع مخاطر الإصابة بالسكري إلى حدٍ كبير.
- النوم لأقل من 4 ساعات، وحتى لليلة واحدة، عوضاً عن الإلتزام بعدد الساعات الضرورية للجسد من النوم (أي 7 إلى 8 ساعات يومياً)، يمكنّه أن يحثّ الجسم على مقاومة مفعول الأنسولين، ليؤدي بالتالي إلى خللٍ في وظيفة هذا الهرمون.