"شكرا..يا أكبر خيبات حياتي"
دقّ جرس الباب...لم تعره اهتماما وتجاهلته، لإيمانها بأن الأشياء الجميلة عندما تأتي لا تطرق الباب بل هي حتما ستفاجئنا ولكن الحزن يزورنا بأناقة ويطرق بابنا بلطف!
أتتها أختها لتخبرها بأن "ريمة" صديقتها أو "صديقتها السابقة" تريد رأيتها وقد أدخلتها للغرفة. تجمدت في مكانها فهي لا تعرف بأي صفة وبأي أسلوب وبأي عاطفة ستقابلها، بخطوات متثاقلة مشت نحوها سلمت عليها وجلست مقابلة لها. سائلة إيّاها عن أحوالها كغريبة صادفتها وليست كصديقة لوقت قريب كان يُعتقد أنهما جالستين على كرسي واحد.
بعد حديث مرتب ومنمق لم يعتادا أن يكون بينهما سادت فترة من الصمت قطعتها ريمة بقولها "توحشت هبالك" ، لم ترد "ميرا" عليها ليس لأنها لم تجد إجابة فقد كانت تود أن تقول لها و أنا أشتاقك كثيرا لكنّها سكتت ورفعت رأسها لفوق لتحبس دموعها...ثم قالت لها " من الجيد أن تشتاقين لي بعد أربعة أشهر من آخر مرة تحدثنا فيها. نطقت "ريمة" لتبرر موقفها وغيابها، لكن "ميرا" لم تترك لها الفرصة فقد انفجرت وقررت أن تبوح بكل ما تحمله في قلبها :
" لكن اشتياقك لي الآن لا يفيد، فقد قطعتي كل حبال الوصل.. أتيت بعد ماذا؟ بعد أن سببت لي جرحا بقيمة السنوات التي أمضيناها ونحن روح واحدة و ليس صديقتين أو أختين. يوم أصبحنا صديقتين علمتني أن أثق في الناس من جديد وأن أؤمن بأن هناك صداقة حقيقية.. لكن الآن علمتني أشياء أكبر وأهم. تعلمت أن أكون باردة ومتبلدة ولا مبالية بالمشاعر، تعلمت أن أكون قاسية. أخبرتك من قبل أنّني لن أبكي على الأشخاص الذين يخرجون من حياتي فليذهبوا إلى الجحيم، لكنّك كنت حالة خاصة بكيت كثيرا من أجلك حتى قالت لي أمي 'توقفي عن البكاء، وأبدا لا تحبي من قلبك" شكرا لك يا ريمة أنت شرحتي لي الدرس وأمي أملته عليّ."
حاولت مقاطعتها "ريمة" وهي تقول أنّها لم تقصد أذيّتها، لكن "ميرا" واصلت انفجارها :
"وشكرا لك كذلك لأنّك جعلتني لا أثق بأحد حتى في ظلي، ولا أحبّ أحد أكثر مني، لقد جعلتني قويّة جدا.. لم أعُد أبكي فقد أصبحت أكتُب وأرقص، البكاء أصبح أسلوب مبتذل ولا يليق بي، وبفضلك كذلك تمكنت من حسم قراري أنّني في الوقت الذي سأخير بين إنسان وشيء سأختار الشيئ بدون تردد لأنّني إن لم أترك ذلك الإنسان حتما سيتركني هو.."
صمتت قليلا "ميرا" ثم عادت لتقول وكأنّها تذكرت شيئا ما " آآآه نسيت أن أخبرك..سأصمم قميص مكتوب فيه أحبكم أصدقائي. لا تصدقوني أنا أجاملكم فقط..لأنّني لا أجيد الحب"
صمتت أخيرا "ميرا" وكانت الفرصة ل"ريمة" كي تتكلم، لكن لم تجد ما تقول.. ثم قالت كلمة واحدة وهي تلملم في نفسها لترحل" سامحيني" كان رد ميرا غريب :
" شكرا.. يا أكبر خيبات حياتي"
منقول