النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

في ذكرى لقانا ...احتفل بالجرح ...

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 388 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    لبيك ياحسين
    in my haert
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الدولة: واسط _العزيزية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,323 المواضيع: 480
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1213
    مزاجي: جيد
    المهنة: خريج/قسم علوم حاسبات
    أكلتي المفضلة: برياني
    موبايلي: 7Jكلاكسي
    آخر نشاط: 18/December/2023
    مقالات المدونة: 1

    في ذكرى لقانا ...احتفل بالجرح ...

    خلف زجاج الشرفة في الطابق السادس عشر ،

    مدت بصرها تتأمل المدينة ،بدت لها كأرملة ترتدي بياضا في قدسية الطهر ،

    تفرض احترامها على الناظر .وأضواء الشوارع الباريسية المتلألئة ،

    يعكس الثلج بريقها لتبدوا نجوما في الأرض تناجي نجوم السماء لعناق ابدي .


    رحلت نبيلة بذاكرتها إليه ، رغما عنها ،

    اجبرها الحنين والجو الرمنسي على التفكير فيه من جديد ،

    رغم الألم الذي حصده قلبها منه.


    تبا لعقارب الزمن كم قاتلة لسعاتها . لما الساعات بعده تمر دهرا.



    تأبطت كفيها لتدفأ جسمها الذي سرت به رعشة الحنين اليه، الى حضنه في هذا الجو البارد ،


    لتذكرها بدفئ افتقدته بغيابه . كان يتوق خصرها بذراعيه وجسمه يلتصق بجسمها ،

    وهو يهمس لها ألحان الحب الخالد، المكان شاهد عصر على فرحتهما وهما يودعان سنة،

    ويرتشفون من كأس الحب ويستقبلون بعدها سنة ، وهديته لها وعدا بمزيد من الحب .


    اغرورقت عيناها، لتعلن العصيان لعقلها القاسي ،الذي مسح كل ذكرى جميلة معه،


    ويحتفظ بصورة قاتمة له ،قسوة الفراق في ذاكرته المخرومة ؛التي أسقطت كل ماهو جميل معه؛

    ويذكرها فقط بأوجاع نغصت عليها جمال الحب والحياة .

    أي شيطان بلاني لأحجزنفس المكان لاحتفل بجرحي ، أهو حنين اليه ،أم ليزداد الألم و لا ينخ له القلب ثانية .


    _ضعت معك حين صدقتك يا نزار..

    " ان الحب طوق ياسمين حبة سكره..

    تذكرت أول لقاء،حين أوقد الحب شعلته الأولى ،

    فسكبا معا من كأساته حتى ثملا ،و بعدها توجاه في عرش الزواج بقدسية المحبة الأبدية .


    لم تشك يوما في حبه لها ، تركت عالمها بأحلامه؛ ومتمنياتها ومستقبلها ،ودراستها بالطب ؛


    لتحلم بما يجمعهما للأبد ؛ويسلكا معا طريقا تطوقه أكاليل الياسمين وورودا لجوري.

    نفس شقتها هاته ، عاشا فيها الحب العظيم ،الذي غربها الى بلاد الفرنجة ، وقلب كل تفاصيل حياتها وتخلت عن كل شيء حتى بلدها .

    فصّلَت حياتها معه على مقاساته، وما ترعرع عليه .

    هو من ولد هنا، ونشأ في بيئة تختلف عن تقاليدها ، فانسجمت معه ،وارتقت بنفسها لتصل اليه .
    فسهرة واحتفلت ، ورقصت معه في ملاهي الليلية ،فعودت نفسها ان هي من عليها الصعود لعالمه، لأنها تؤمن أن كل تضحية من اجل الحب ؛هي هديا مجانية للحبيب .


    كلما كست غيمة شك سماءها ،أوأسر اليها احدهم عن سهراته المتكررة مع فتيات هنا وهناك ، منهن السمر والشقر ، فندها قلبها بأمان ،انها وشاية حاقد وأنه أبدا لن يطعنها بخنجر الغدر .
    حل الصيف ليشدهم الحنين إلى الديار ،والعودة الى الاهل ، وينبعث الأمل في أن يشرب حبهما من النبع وتكبر صبيبته من جديد ، ويوقد شعلته الذي خنقتها الغربة المقيتة .
    قامت ذاك الصباح؛ بسعادتها المعهودة؛ والبسمة تشق محياها ؛لتسأل عنه حيت لم تتعود ان يتركها في الفراش .


    سألت عنه اهلها ليخبروها انه غادر صبحا و أخذ حقائبه.
    :_ ربما طارئ اجبره على الرحيل.
    رنات على هاتفه ، يكتمها المجيب الآلي بعد حين :المرجو الاتصال لاحقا ،الخط الذي تطلبه مقفل .


    كانت تمني النفس بالصبر ، حتى جاءها الخبر اليقين ،لتصدمها ورقة طلاق عبر البريد المستعجل .


    لم يستوعب القلب الخبر ، فخر ت قواها ؛لتسقط مغشيا عليها ، وتبدأ بعدها رحلة عذاب ،كل نظرة حيرة لمحتها في عيون اهلها ، عذاب ،والبعد جحيم لا يطاق ،واسئلة رجت العقل من قوة ألحاحها ليجد لها تفسيرا منطقي ..



    كل أوراقها الرسمية، وحتى بطاقات ائتمانها وجوازها سرقهم ،


    هي من آمنته على روحها وقلبها وحياتها كيف طمع في أوراق وخذل قلبها . .
    - لما كل هذا...سؤال لا جواب له ..
    عارضت أهلها لتتغرب معه ،


    هم من اخبروها ان الغربة علقم ؛مهما كانت رفاهية الحياة فيها ،

    لقد ذاقوا ا مرارتها في غربة ابنهم البكر ،وبعده الابن الثاني ليدرسا هناك ،

    فأيقنوا بعد سنين ان الغربة قاتلة ،وأن مرارة فراق من تحب ،فاتورته غالية ،صعب تسديدها ،ولا يداويها الزمن الا بالعودة لأحضان الاهل .


    كيف ضن انه بسرقته أوراقها سيغلق حدود تلك البلاد في وجها.


    كيف أمكنه أن يطفئ تلك الابتسامة من وجها..


    توسلت اخوها في تحد لآلامها ، وهي تعلم مكانته ووظيفته ،


    أن يجدد كل أوراقها في شهر ،بفضل معارفه في دهاليز الدولة ،

    استغربت من نفسها كيف عقلها تحداها، ليرجعها للغربة ثانية .

    عاندت جرحها لتعيش نفس الهواء الذي يتنفسه، هو من اعتقد أنه أغلق كل الحدود في وجهها ، في حين هي كانت تعتبرت جهنم بقربه جنة .


    سافرت لتكمل دراستها في الطب هناك، و فشلها في الحب سيقابله نجاح عملي،هي التلميذة النجيبة تعلمت من أول درس .


    عادت لنفس شقتها في باريس ،لكن هذه المرة بلا قلب، فقط عقل يسير ابسط حركاتها:
    تعب قلبها من قناع القوة الذي تقمصته ، وحلم كاذب حضنته فمات بين ذراعيها .


    لن تسامحه مهما ركع أمامها وتوسل .

    فهي امرأة لا تنحني ابدا لتلتقط ما سقط من عينها مرة ثانية .

    قالت له مرة حين لقاءهما ،وهو يؤلف قصصا ليبرر فعلته .
    انطلقت الشهب الاصطناعية لتغطي سماء باريس، معلنة ساعة الصفر،


    وترفع كأسها وحيدة لتشرب نخب عام جديد و تحتفل بالجرح واغنية ابو بكر سالم تغني في شجون :


    احتفل بالجرح في ذكرانا لقانا
    واحتفل بالجرح في ذكرى وداعك




  2. #2
    مراقبة
    ام عباس وزينب
    تاريخ التسجيل: September-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 21,927 المواضيع: 968
    صوتيات: 61 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 432654
    مقالات المدونة: 1
    شكرا لك اخي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال