مقدمة :
الظّهر السّليم مستقيم وقويّ و يتحرّك بسهولة و خالي من الألم, عندما يكون هناك ألم في أيّ منطقة للظّهر لفترة طويلة من الوقت, يسُمِّيَ هذا ألم الظّهر المزمن.
إن أكثر منطقة معرضة للإصابة بألم الظهر المزمن هي أسفل الظّهر هذه المنطقة تُسَمَّى أيضًا الفقرات القطنية.
فقرات الظّهر (العمود الفقريّ ) تساند الجسم و تعطيه المرونة , يتكوّن العمود الفقريّ من عدة فقرات.
هناك سبعة فقرات في الرّقبة, واثنا عشر فقرة صدرية وخمسة فقرات بطنيه( قطنية ) و خمسة فقرات أسفل الظهر في منطقة الحوض ( الفقرات العجزية ) وهي في الواقع خمسة عظام متحدة معًا , ثم عظمة مثلّثة الشّكل تسمى عظمة العصعص ( عجز الذنب ) التي تتكون في الواقع من ثّلاثة أو أربعة عظام صغيرة جدًّا متحدة مع بعضها .
كلّ العظام في الظّهر تُبْقَى في وضعها حسب تّرتيبها الذي خلقها الله فيه بدعم من العضلات في منطقة البطن والظهر والأربطة المحيطة بها.
يفصل بين الفقرات و بعضها البعض مادة غضروفية تسمى ألدسك يعمل هذا ألدسك على وضيفة وسادة بين الفقرات.
كلّ غضروف ( دسك ) بدّاخلة مادّة شبيهة بالجلي يدخل في تركيبة الماء ( ثمانين بالمائة منة ماء ) الذي يجعله كالمطاط .
لا يحتوي ألدسك على أوعية دموية و يعتمد في تغذيته على الأوعية الدّمويّة لمجاورة له.
أنواع ألم الظّهر:
الم حادّ أو الم مزمن
يشخّص الأطباء ألآم أسفل الظّهر إلى حالة حادّة إذا استمرّ الألم أقلّ من شهر وفي هذه الحالة يزول الألم من دون حاجة إلى تدخل علاجي في معظم الحالات بعدة مرور عدة أيّام.
إذا استمرّ الألم أكثر من عدة أسابيع, أو عاد الألم مرة ثانيةً على فترات متقطعة فإنّه يعتبر إصابة الظّهر في هذه الحالة مزمنة وهذا يكوّن عادتا فقط في جزء بسيط من المرضى من واحد إلى خمسة بالمائة ( 1- 5 % ) من حالات الآم الظهر.
إن أكثر الناس قد عانوا من الآم الظهر في فترة من فترات حياتهم .
حيث حسب إحصائية أمريكية أن أربع من كل خمسة من الشعب الأمريكي قد إصابة الم في ظهره في فترة ما من حياتهم ( 75 % من الناس ) وهذه الإحصائية تدل على مدى انتشار هذه الأعراض بين الناس .
يصيب الم الظّهر المزمن كلا من الرّجال والنّساء , ويمكن أن يصيب المرض الكبار و صغار السن .
ما هي أ سباب ألآم الظهر المزمن ؟
إن أسباب الآم الظهر كثيرة جدا منها التي تسبب ألآم حادة و ألأخرى التي تسبب الآم مزمنة , ومن أهم أسباب الم الظهر هي الآتي :
أ. الأسباب المكينيكية ( التركيبية ) :
وتشمل تأكل الفقرات وخشونتها بسبب العامل الزمني وهذا النوع شائع جدا وينتج عن تغير في العظام بشكل طبيعي مع تقدم الإنسان بالسن.
خروج عظمة الفقرة عن وضعها السليم وتقدمها إلى الأمام أو في حالات انثناء العمود الفقري .
الم الظهر بسبب الحمل عند الإناث الذي يكون بسبب زيادة الوزن على الظهر مما يزيد العبء علية ويسبب الألم.
ب. الآم الظهر نتيجة الضغط على الأعصاب :
ويكون ذلك نتيجة ضيق في مجرى الحبل ألشوكي حيث أ ن الحبل ألشوكي العصبي يمر في قناة بين الفقرات فعندما تضيق هذه القناة بسبب من الأسباب فتسبب الألم.
هناك أسباب عديدة من الممكن أن تسبب الضغط على الحبل ألشوكي مثل فتق الغضروف ( ألدسك ) , أو خروج الفقرة عن مكانها في بعض ا لحالات , بسبب كسر في فقرات الظهر كما في حالات الإصابات نتيجة حادث سيارة أو سقوط من أماكن مرتفعة أو مرض هشاشة العظام عند انكسار الفقرات الظهرية .
( ألدسك) أو فتق الغضروف يعتبر من المسببات الشائعة للألم الظهر , عندما يحدث (تمزّق في ألدسك ) ينتفخ الغضروف و محتوياته من بين الفقرات, وتضّغط على الأعصاب في المنطقة القريبة منه , وهذا يؤدّي إلى تشنّج العضلات في الموقع القريب من ألدسك الذي قد يؤدي إلى ألم في الظهر نتيجة الضغط على الأعصاب المجاورة له و من الأسباب المؤدية إلى تلك الحالة حمل الأشياء بوضع غير سليم .
ج. التهاب المفاصل الفقرية في بعض ألأمراض الرّوماتيزمية :
قد تكون من الأسباب التي تؤدي إلي الآم في الظهر المزمنة مثل مرض الروماتزم الصدفي , مرض الروماتزم التفاعلي . ( راجع الموقع ).
د. توغل الخلايا غير الطبيعية في الظهر :
ويكون ذلك نتيجة ارتشاح أو توغل خلايا غير طبيعية تضغط على الأعصاب داخل المنطقة الضيقة بين الفقرات كما في الحالات السرطانية , أو حالات الالتهاب الصديدية ( التهاب الفقرات الصديدي , أو تجمع صديد نتيجة التهاب بالمنطقة مثل حالات مرض السل التي تصيب الفقرات الظهرية , أو نتيجة التهاب بالديسك ) أو في حالات النزيف الشديدة في منطقة الظهر حيث يمكن لهذه الأمراض أن تضغط على الحبل ألشوكي وتسبب الألم أو لا سمح الله إذا لم تعالج بشكل سريع إلى الشلل .
ح . ألآم الظهر الناتج عن أمراض ليس مصدرها الظهر:
ليس كل الم في الظهر هو ناتج عن مشكلة به ولكن من المهم أن يعرف المريض أنة من الممكن أن يشعر المريض بألم بظهره بينما تكون المشكلة صادرة من خارج الظهر مثل حالات التهاب الكلية , أو مرور الحصوه في المجرى البولي , أو التهاب المرارة , أو التهاب البنكرياس , أو القرحة في القناة الاثناعشريه ولكن في هذه الحالات تجد المريض يشتكي من أعراض أخرى حسب المكان المتأثر وتجده في نفس الوقت يشتكى من ظهره علما بأن الأعراض الأساسية التي يشتكى منها المريض هي ليست الم الظهر ولكن المكان المصاب في الدرجة الأولى, وتجد الم الظهر يكون مصاحب لهذه الأعراض في الدرجة الثانية .
في معظم الحالات ا سباب إصابة الظّهر المزمنة غير مُعْروَفة , الوضع الغير سليم في الجلوس لفترات طويلة أو حمل الأشياء بوضع غير سليم , السمنة ( زيادة الوزن ) تضع التّوتّر الإضافيّ على الظّهر, لعب بعض الرياضيات وممارسة بعض , الأنشطة قد تكون مرتبطة بألم الظّهر .
ما هي أعراض ألآم الظهر المزمن ؟
إذا كان المريض يشتكي من ألم في الظّهر ومدة هذا الألم أقلّ من شهر يسُمِّيَ الم ظهر حاد , أما إذا استمرّ الألم مدة أطول من شهر يسُمِّيَ الم ظهر مزمن .
يمكن أن يكون الألم في أيّ مكان في الظّهر و يمكن أن يكون في منطقة واحدة فقط أو منتشر عبر منطقة واسعة. قد تحدث تشنّجات في العضلات القريبة من موقع الألم وفي بعض الحالات النادرة قد يتطور المرض وتحصل مضاعفات شديدة مثل ضّعف في عضلات الأرجل ويحس المريض بتنميل وألم مثل الوخز الكهربائية , و إذا كان العصب مضغوط علية بشدة فمن الممكن أن يتأثر التحكم بالبول والبراز ويفقد المريض الإحساس في المنطقة المصابة وتضعف العضلات أو عدم انتصاب في الذكر جميع هذه علامات تدل على خطورة الم الظهر ويجب التعامل مع الحالة بأكثر حذر وأكثر جدية .
هذه العلامات تعتبر من العلامات المتأخرة للمرض مما يستدعي من الطبيب التدخل الجراحي السريع لمنع حدوث تطور للحالة ومنع حدوث الشلل لا قدر الله.
كيف يشخص مرض أ لآم الظهر المزمنة ؟
يصل الطبيب إلى تشخيص المرض من الأعراض التي يشكوا منها المريض , ومن الكشف ألسريري له , وبعض الأشعة التشخيصية التي عن طريقهم يمكن للطبيب أن يصل إلي التشخيص السليم ومعرفة سبب المرض.
إن الوصول إلى التشخيص الصّحيح مبكرا مهمّ كما هو في معظم الأمراض لمنع حدوث المضاعفات .
كيف يعالج مرض ألآم الظهر المزمن ؟
سبعون في المائة من النّاس الذين يشتكون من الآم الظهر يزول المرض خلال شهر من بدايته .
ألم الظّهر الذي يستمرّ لأكثر من ستّة أشهر يحدث فقط في واحد إلى خمسة بالمائة ( 1 – 5 % ) من حالات إصابة الظّهر المزمن.
في اغلب حالات الآم الظهر يزول المرض من نفسه دون التدخل الطبي , أما في الحالات الشديدة مثل أن يشتكى المريض من الم شديد في ظهره أو يحس بتنميل في الأرجل أو إحدى الأرجل أو إحساس بان الأرجل أصبحت ضعيفة فينصح بعرض نفسه على الطبيب بشكل سريع ومباشر .
في حالات الم الظهر المزمنة إذا كانت الأعراض لم تتغير والألم غير شديد على ما هو لفترات طويلة مثلا لعدة سنوات ولا توجد هناك مضاعفات له فهذه علامة قد تطمأن الطبيب والمريض بأن الحالة ليست خطرة .
انه من غير المألوف أن الأطفال يشتكون من الم بالظهر ولكن عندما يشتكي الطفل من الم بظهره فانه يجب على الطبيب أن يأخذ هذا الأمر بكثير من الجدية وان يقوم بفحص الطفل بشكل كامل ثم يقوم الطبيب بطلب التحاليل والأشعة لكي يبحث عن الأسباب المؤدية إلية إن وجدت حيث أن الم الظهر عند الأطفال قد تكون نتيجة أمراض أخرى في بعض الأحيان قد تحتاج إلى العلاج السريع .
العلاج الدوائي:
أ. البنادول :
الدّواء المسكن الأوّل المستخدم في معالجة ألم الظهر, لكنّ هناك عدد محدود يوميّا يجب على المريض عدم تجاوزه لذا يجب على المريض أن يأخذ الحذر , خصوصًا مرضى إمراض الكبد أو المرضى المصابين بقصور شديد في الكلى .
ب. مضادات ألالتهابات ( نسيدز) NSAIDs
هذا مجموعة من العلاجات والتي تساعد في تقليل الألم والتورم و التصلّب , تقلل هذه ألأدوية الألم و تخفّف الالتهاب , توجد أنواع متعددة من هذه العلاجات مع ملاحظه أن الاستجابة للعلاج تختلف من شخص لآخر , فعدم استجابتك لنوع واحد من هذه العلاجات لا يعني بالضرورة عدم الأستجابه للنوع الآخر وأخذ كثير من هذه ألأدوية قد يزيد من احتمال حدوث الآثار الجانبيّة, خصوصًا على المعدة مثل القرحة و النّزيف لذلك يفضل في بعض الحالات اخذ دواء لحماية المعدة مع هذه العلاجات فلا تتردد باستشارة طبيبك بهذا ألخصوص ( راجع قسم الأدوية لمعرفة المزيد )
العلاج غير الدوائي :
التّمارين والعلاج الطبيعي:
يعتبر من أهم مراحل العلاج حيث من الممكن للتمارين الرياضية والعلاج الطبيعي أن تقلل من الألم وتقوي عضلات الظهر التي تحيط بعظام الفقرات الظهرية.
تجنب حمل الأشياء الثقيلة بمفردك واطلب المساعدة , واحرص على أن تحمل الأشياء الثّقيلة بطريقة صحيحة.
يجب على المريض المحافظة على وزنة وان يكون وزنة في الحدود الصحيحة.
لتجنّب التّوتّر الإضافيّ على الظهر, كن مدركًا لقامتك وحاول أن تمشى وتجلس بطريقة سليمة.
على المريض لبس أحذية المشي الطبية المناسبة التي تساند أقدامه وان وتساعده على المشي بطريقة مريحة وصحيحة.
أستخدم الوسادة المناسبة التي تساند رقبتك بشكل مريح وان لا تجعل رأسك وأكتافك عالية جدًّا وان لا تنام منبطحا على بطنك لكي لا تجهد رقبتك.
إذا نام المريض على جانبه علية أن يتأكّد أن وسادته تساند رقبته و أن تجعل عموده الفقريّ في خطّ مستقيم .
على المريض أيضا تجنّب أيّ نشاط حركي من الممكن أن يزيد الألم , و تجنّب البقاء على نفس الوضع لفترة وقت طويلة.
لضمان الوضع المناسب والصحي عند الجلوس ,استخدم الكرسيّ المناسب .
من الممكن أن يستخدم المريض وسادة لدّعم ظهره للحفاظ على منحنى الظهر الطّبيعيّ.
العلاج الجراحي :
70 % سبعون في المائة من النّاس الذين يشتكون من الآم الظهر يتعافى المرض خلال شهر من بدايته, ألم الظّهر الذي يستمرّ لأكثر من ستّة أشهر يحدث فقط في واحد إلى خمسة بالمائة من حالات إصابة الظّهر المزمنة.
يستخدم العلاج الجراحي في قليل من الحالات , مثل الحالات الشديدة التي يكون هناك ضيق شديد على الحبل ألشوكي بسبب ضغط الأنسجة المجاورة علية وحدوث مضاعفات مثل ضعف في الإقدام مع تنميل فيها , عدم التحكم في البول أو البراز مما يستدعي التدخل السريع لمنع تدهور الحالة أن أمكن وهذا يحدث في النادر .
نقاط مهمة في حياتنا اليومية :
اختر وقتًا مناسبا لك يوميا لعمل التمارين لكي تضمن الاستمرارية في التمارين. هناك بعض الملاحظات البسيطة التي يجب عليك أن تنتبه إليها :
بعد عمل أعمال كثيرة أو عمل نفس المهمّة مرارًا وتكرار يجب عليك الًتّوقّف لوقت بسيط لأخذ قسط من الراحة ثم متابعة العمل.
خد الحذر عند حملك للأشياء الثقيلة وحاول أن تكون بالطريقة السليمة ( انظر طريقة الحمل الصحيح ).
حاول أ ن تكون مدركًا من كيفية جلوسك وأن تحافظ على أن يكون ظهرك بشكل مستقيم عند الجلوس.( انظر طريقة الجلوس الصحيح )
تجنب البقاء على نفس الوضع لفترات طويلة , و حاول أن تتجنب الوضع الغير مريح والأوضاع التي قد تؤثر على المفاصل والأربطة .
استخدم المراتب الطبية أثناء النوم التي تحافظ على العمود الفقريّ بان يكون بشكل مريح وبوضع صحي حيث أن الإنسان يقضى ثلث يومه تقريبا على السّرير. ( انظر طريقة النوم الصحيح )
حاول أن تكون منتبها لوضع قامتك أثناء اليوم وان تركّز انتباهك إلى كيفية وقوفك وجلوسك وان تسأل نفسك بشكل دائم هل أنت تجلس أو تقف بوضع سليم ؟
***********
كسر الفقرات .. وجراحتها ومعلومات هامة جدا للجميع
سؤال يقول : "لدي مرض هشاشة العظام، كما أعاني من كسر في العمود الفقري. وقد سمعت أن هناك عملية جراحية صغيرة بإمكانها علاج هذا الكسر".
هلا تحدثينني عن هذه العملية؟
إن كسر العظام في العمود الفقري (أي في الفقرات) مسألة شائعة الحدوث لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام. وتسجل في الولايات المتحدة نحو 750 ألفا من هذه الكسور سنويا.
وفي هذا النوع من الكسور المسماة الكسور الانضغاطية compression fracture تنهار الفقرة على نفسها، مسببة الآلام في الغالب، كما يحدث تناقص تدريجي في طول القامة، أو الاحدوداب.
وحتى وإن لم يقد الكسر إلى إحداث أعراض معهودة، فإن التعرض له يزيد من خطر حدوث كسر آخر. ويؤدي التأثير التراكمي للكسور المتعددة إلى آلام مزمنة، وإعاقة، وكآبة، وإلى صعوبة التعامل مع أنشطة الحياة اليومية.
وظهر منذ التسعينات من القرن الماضي نوعان من العمليات الأقل تدخلا؛ وهي جراحة تقويم الفقرات بحقنها بالإسمنت
عمليات حقن الفقرات
العظمي vertebroplasty وجراحة تقويم الحدبة (الاحدوداب) بحقنها بالإسمنت العظمي kyphoplasty – لعلاج آلام الكسور الانضغاطية التي لم تستجب لعلاجات سابقة محافظة أي غير جراحية. وفي كلتا العمليتين يتم حقن إسمنت خاص نحو الفقرة المنضغطة بهدف إعادتها إلى حالة الاستقرار.
في العملية الأولى، وهي جراحة تقويم الفقرات، يتم حقن الإسمنت عبر شق صغير في الجلد بواسطة إبرة مجوفة. أما في العملية الثانية، أي جراحة تقويم الحدبة (الاحدوداب)، فيتم إدخال بالونين عبر طرفي الفقرة قبل حقنها بالإسمنت.
وبعد أن ينفخ البالونان فإنهما سيكونان فجوة صغيرة في العظم؛ الأمر الذي يساعد على إعادة بناء ارتفاع الفقرة. ثم يتم تفريغ البالونين من الهواء، وسحبهما، في حين تحقن الفجوة بالإسمنت.
وعندما يقوم جراح جيد بهاتين العمليتين فإنهما تكونان آمنتين. إلا أن المخاوف الرئيسية تكمن في احتمال تسرب الإسمنت نحو مناطق أخرى مما يتسبب في حدوث مشكلات خطيرة، مثل تسربه إلى قناة العمود الفقري أو مجرى الدم.
ولكن هذه المضاعفات نادرة الحدوث بشكل استثنائي لحالات علاج كسور الفقرات المرتبطة بهشاشة العظام. وأخيرا، فإن التأثيرات البعيدة المدى لحقن الإسمنت داخل الفقرة لا تزال غير معروفة.
وتشير مختلف الدراسات إلى أن هاتين العمليتين تقللان الآلام وتحسنان وظائف المرضى المصابين بالكسور الانضغاطية، ولكننا عندما كتبنا عن هذا الموضوع في المرة السابقة لم تكن هناك دراسات مراقبة عشوائية تستخدم فيها الحبوب الوهمية.
ومنذ ذلك الوقت ظهرت نتائج تجربتين جديدتين أشارت إلى أن العملية الأولى أي جراحة تقويم الفقرات vertebroplasty لم تكن.
دراسات جديدة
أكثر فاعلية من علاج وهمي قام خلاله الجراحون بإجراء عملية وهمية لم يحقنوا فيها الإسمنت! بينما لم تنفذ أية دراسة حول فاعلية العملية الثانية أي جراحة تقويم الحدبة (الاحدوداب) kyphoplasty. وهناك دراسات قادمة منها واحدة لمقارنة فاعلية هاتين العمليتين.
ويحث عدد من الخبراء حاليا على اتخاذ موقف الحذر إزاء إجراء العمليتين. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي أوصت أكاديمية جراحي العظام بعدم اللجوء إلى عملية جراحة تقويم الفقرات لعلاج كسور الفقرات الانضغاطية الناجمة عن الإصابة بهشاشة العظام.
أما جراحة تقويم الحدبة (الاحدوداب) فقد اعتبرتها الأكاديمية «خيارا» وقدمت توصية ضعيفة فقط لإجرائها لأن نتائج الدراسات التي أشارت إلى أنها كانت أكثر فاعلية من عملية ترميم الفقرة أو من العلاجات غير الجراحية، كانت إما مشوبة بالعيوب أو غير مكتملة.
وحاليا، فإنني أقترح عليك أن تبتعدي عن إجراء أي من هاتين العمليتين والتركيز بدلا من ذلك على الخطوات العلاجية المحافظة. وفي حين يحتاج كثير من المرضى إلى الراحة في الفراش، فإن عليك القيام ببعض الأنشطة لتفادي هدم العظام أكثر فأكثر.
وبهدف تخفيف الآلام تناولي مسكنات الألم غير الموصوفة طبيا مثل «أسيتامينوفين» acetaminophen أو العقاقير غير السترويدية المضادة للالتهاب (أسبرين aspirin، آيبوبرفين ibuprofen، نابروكسين naproxen). وقد تساعدك الكمادات المثلجة أو الساخنة.
تحدثي مع الطبيب حول مرشاشات الكالسيتونين calcitonin («فورتيكال» Fortical و«مياكالسين» Miacalcin) التي بإمكانها تعزيز فاعلية مسكنات الألم. كما قد تساعدك أحزمة الظهر في التحكم بالآلام وتحقيق استقرار العمود الفقري خلال فترة شفاء الكسور.
نصائح طبية
وإلى حين يخف الألم لديك، فإن من المهم العمل بكل طاقتك لتقوية عظامك وتقليل خطر التعرض لكسر آخر في الفقرات. وهذا ما يشمل إجراء تمارين منتظمة مثل المشي بكامل القامة، وتناول 1200 ملليغرام من الكالسيوم و1000 وحدة دولية من فيتامين «دي» يوميا.كما أن عليك أيضا التفكير في تناول أدوية «بيسفوسفونايت» bisphosphonate التي يمكنها تحسين كثافة المعادن في العظام وخفض معدلات حدوث كسور جديدة في الفقرات بنسبة تصل إلى 50%.