عندما تذبح غزة والموصل باسم الدينصدق من قال ان الارهاب لا دين له ، والارهابي لا يمثل الا نفسه وإن أصر وادعى زورا وبهتانا انتمائه الى دين الهي عظيم ودفاعه عن اتباع هذا الدين، كما يزعم دهاقنة الصهيونية والداعشية ذلك ، بينما الله ورسله وكتبه براء منهم ومن افعالهم.الملفت ان الارهابيين هم اكثر الناس تأكيدا والحاحا على ربط كل ممارساتهم الاجرامية ، بدين سماوي عظيم ، كما هو اصرار الصهيونية على انتمائها الى الديانة اليهودية ، وتأكيدها على ان كل ما تفعله هو تنفيذ لوصايا نبي الهي عظيم كالنبي موسى(ع) ، وهذا التوجه نراه ايضا لدى "داعش" واصرارها على ربط كل ممارستها بدين الهي عظيم كالدين الاسلامي وبنبي الهي عظيم كالنبي محمد (ص)، بينما اليهودية والاسلام براء من جرائم الصهيونية و "داعش" ، وان اصرارهما الغريب على ربط ممارساتهما باليهودية والاسلام ، يؤكد انهما ليس فقط ابعد الناس عن الدين ، بل ان هدفهما هو تشويه صورة الدين نفسه.
ويمكن الاشارة الى جريمتين ارتكبتهما وترتكبهما الصهيونية و "داعش" اليوم بحق الانسان وباسم الدين ، تكفي دليلا على كذب واجرام الصهيونية و"داعش" وتجنيهما على الدين وعلى الله سبحانه وتعالى وانبيائه وكتبه ، وتؤكد بان الصهيونية و "داعش" ليسا الا وجهان لعملة واحدة وهي الارهاب الذي لا دين له.
ففي الوقت الذي يهتز العالم كله اليوم بسبب فظاعات الصهيونية في غزة وتمزيقها اجساد الاطفال الابرياء بالصواريخ والقنابل وهم في احضان امهاتهم ، حيث خرجت تظاهرات في اكثر مدن العالم ، ومنها مدن امريكا واوروبا ، تنديدا بوحشية الصهيونية والصمت الرسمي الدولي ، يخرج الحاخام الأكبر لمستوطنة كريات أربع في الخليل دوف ليئور، بفتوى تبيح تدمير كل غزة حفاظا على أرواح سكان المستوطنات الصهيونية!!.
ومن اجل ان يشرعن الاجرام وقتل الاطفال والنساء لجأ هذا الحاخام المعتوه الى الديانة اليهودية ليغطي بها جرائمه حيث يقول في فتواه : "يُسمحُ في الشريعة اليهودية تدمير غزة كلِّها، لإحلال الهدوء في الجنوب، ومسموحٌ لمن يتعرضون للهجوم أن يعاقِبوا العدو بقطع التيار الكهربائي وقصف المناطق المُكتظة بالسكان، ومُباحٌ لوزير الدفاع أن يأمر بتدمير غزة، بغض النظر عن الاعتبارات الإنسانية، فإنها لا تساوي شيئا في سبيل إنقاذ إخوتنا في الجنوب"!.
دفن جثة طفل أثناء تشييع جنازة ثمانية أعضاء من عائلة أبو جراد الذين استشهدوا في غارة اسرائيلية
هذا الحاخام المجرم، لا يختلف كثيرا عن الخليفة الداعشي ابو بكر البغدادي ، الذي لم يرتكب جرما اشنع من اجرامه ضد الاسلام والمسلمين وضد القرآن ونبي الاسلام العظيم (ص) وضد الصحابة الكرام وضد التاريخ الاسلامي ، فهو لم يرتكب موبقة الا وربطها بالاسلام و بنبي الاسلام وبالقرآن الكريم ، فهل هناك جريمة اشنع من هذه الجريمة؟!.
وبين جرائم البغدادي التي لا تنتهي ، والتي تتناقض جميعها تناقضا فاحشا مع تعاليم الاسلام ، اخترنا جريمته بحق مسيحيي الموصل ، والتي ربطها بالاسلام والاسلام منه ومنها براء ، حيث ادعى البغدادي كما ادعى الحاخام دوف ليئور، ان شريعته تسمع له بطرد اكثر من 30 الف مسيحي من ديارهم التي عاشوا فيها اكثر من الف وخمسمائة عام ، وخيرهم بين دفع الجزية او القتل وسبي نسائهم ، بل قام بسلبهم املاكهم واخرجهم من بيوتهم وهم على الملابس التي عليهم ، فيما قتل كل الاقليات المذهبية والدينية الاخرى في الموصل تحت راية شريعته التي يدعي زورا انها شريعة الاسلام العظيم.
ان ما يشهده العراق وسوريا من فظائع على يد الدواعش وما تشهده غزة على يد الصهاينة ، يؤكد حقيقة واحدة وبشكل لا لبس فيه ، وهي ان الصهيونية و "الداعشية " تتحركان بارادة واحدة ، وهدفهما هو تدمير كل مقدرات الدول العربية والاسلامية وتمزيق النسيج الاجتماعي للمجتمعات الاسلامية والعربية ، عبر زرع الفتن الطائفية والدينية والقومية بين مكوناتها التي عاشت جنبا الى جنب بسلام و وئام على مدى قرون ، لتعم الفوضى ديار العرب والمسلمين ، فلا حكومات ولا جيوش ولا تنمية ولا تطور ولا استقرار ، الا الصراعات والحروب العبثية ، لتخرج "اسرائيل" ، من كل هذه الفوضى والدمار ، سالمة غانمة.
جمال كامل- شفقنا
http://www.alalam.ir/news/1615967