وفيه عدة دعوات وزيادات منها : الدعوات المتكررة كل يوم من شهر الصيام ، وقد قدمنا ذكرها في اول يوم من الشهر .

ومنها : ما يختص بيوم الثلاثين من الفصول الثلاثين : فمن ذلك ما وجدناه في نسخة عتيقة من كتب الدعوات ، ما يقال آخر يوم من شهر رمضان :
اللهم انك أرحم الراحمين لا إله إلا أنت ، تفضلت علينا فهديتنا ، ومننت علينا فعرفتنا ، واحسنت الينا فاعنتنا على أداء

ما افترضت علينا من صيام شهرك شهر رمضان . فلك الحمد بمحامدك كلها على جيمع نعمائك كلها ، حتى ينتهي الحمد

إلى ما تحب وترضى . وهذا آخر يوم من شهر رمضان فإذا انقضى فاختمه لنا بالسعادة والرحمة والمغفرة ، والرزق

الواسع الكثير الطيب ، الذي لا حساب فيه ولا عذاب عليه ، والبركة والفوز والفوز بالجنة ، والعتق من النار ، ولا

تجعله آخر العهد منه ، واهله علينا ، بأفضل الخير والبركة والسرور علي ، وعلى أهلي ووالدي وذريتي يا كريم .

اللهم هذا شهر رمضان الذي انزلت فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وقد تصرم ، فاعوذ بوجهك

الكريم أن تغيب الشمس من هذا اليوم ، أو يطلع الفجر من هذه الليلة ، ولك قبلي ذنب أو تبعة ، تريد أن تعذبني عليها

يوم ألقاك . أي ملين الحديد لداود ، أي كاشف الكرب العظيم عن أيوب ، صل على محمد وعلى أهل بيت محمد وهب

لي فكاك رقبتي من النار وكل تبعة وذنب لك قبلي ، واختم لي بالرضا والجنة . يا الله يا أرحم الراحمين ، صل على

محمد وعلى أهل بيته المباركين الأخيار وسلم تسليما .



ومن ذلك ما وجدناه في كتب الدعوات : دعاء اليوم الثلاثين من شهر رمضان :
سبحان الله رب السماوات والأرض ، جاعل الملائكة رسلا ، اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ،

إن الله على كل شئ قدير ، ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك له ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده ، وهو العزيز

الحكيم . سبحان الله بارئ النسم ، سبحان الله المصور ، سبحان الله خالق الأوزاج كلها ، سبحان الله جاعل الظلمات

والنور ، سبحان الله فالق الحب والنوى ، سبحان الله خالق كل شئ ، سبحان الله خالق ما يرى وما لا يرى ، سبحان الله

مداد كلماته ، سبحان الله رب العالمين .




- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 448 : -

دعاء آخر في آخر منه : اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول ، على ما ترضاه ويرضاه الرسول ، محكمة فروعه بالاصول ، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأبرار صلى الله عليهم .

ومنها : اعتبار جريدة اعمالك من اول الشهر الى آخر يوم منه وقبل انفصاله . فيجلس بين يدي مالك يوم الحساب على
التراب أو بحسب ما يتهيأ جلوسه عليه بلزوم الآداب ، ويحاسب نفسه محاسبة المملوك الضعيف الحقير مع مالكه المطلع

على الكبير والصغير . فينظر ما كان عليه من حيث دخل دار ضيافة الله جل جلاله والحضور بين يديه ، ويعتبر معارفه بالله جل جلاله وبرسوله صلوات الله عليه وآله ، وبخاصته وبما عرفته من الامور التي هي من مهام تكليفه في دنياه وتشريفه في

آخرته . وهل ازداد معرفة بها وحبا هلا واقبالا عليها ونشاطا وميلا إليها ، أم حاله في التقصير على ما دخل عليه في أول الشهر من سوء التدبير ، وكذلك حال رضاه بتدبير الله جل جلاله هل هو قام في جميع اموره ، أو تارة يرضى وتارة يكره

ما يختاره الله جل جلاله من تدبيره . وكيف توكله على الله جل جلاله ، هل هو على غاية ما يراد منه من السكون الى مولاه ، أو يحتاج الى الثقة بالله جل جلاله الى غير الله جل جلاله من علائق دنياه . وكيف تفويضه الى مالك أمره ، وكيف

استحضاره بمراقبة اطلاع الله جل جلاله على سره ، وكيف انسه بالله في خلواته وجلواته ، وكيف وثوقه بوعود الله جل جلاله وتصديقه لانجاز عداته ، وكيف ايثاره لله جل جلاله على من سواه . وكيف حبه له وطلب قربه منه واهتمامه بتحصيل رضاه ، وكيف شوقه الى


- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 449 : -

الخلاص من دار الابتلاء والانتقال الى منازل الأمان من الجفاء . وهل هو مستثقل من التكليف ، أو يعتقد ان ذلك من أفضل التشريف ، وكيف كراهته لما كره الله جل جلاله من الغيبة والكذب ، والنميمة والحسد ، وحب الرياسة ، وكلما يشغله عن

مالك دنياه ومعاده . وغير ذلك من الاسقام للأديان التي تعرض لإنسان دون انسان ، وفي زمان دون زمان ، بكل مرض كان قد زال حمد الله جل جلاله على زواله ، وقام بما يتهيأ له من قضاء حق انعام الله جل جلاله وإفضاله . وليكن سروره بزوال

أمراض الأديان اهم عنده من زوال أمراض الأبدان ، وأكمل من المسار بالظفر بالغنى بالدرهم والدينار ، ليكون عليه شعار التصديق بمقدار التفاوت بين الانتفاع بالدنيا الفانية والآخرة الباقية .


أقول : فان رأى شيئا من أمراضه وسوء أغراضه قد تخلف وما نفع فيه علاج الشهر بعبادته ، فليعتقد ان الذنب له وانما أتاه البلاء من جهته ، فيبكي بين يدي مالك رقبته ويستعين برحمته على ازالته .

ومنها : دعاء ختم القرآن : فلا اقل ان يكون قد ختم واحدة في طول شهر رمضان ، كما تقدم ذكره في بعض الاخبار ، لمن يريد ان يقرء بتفكر وتدبر واعتبار .

وسيأتي في هذا الفصل كلمات تختص بالنبي والأئمة وعليه وعليهم السلام ، فإذا أراد غيرهم تلاوتها فيبدلهما بما يناسب حاله من الكلام ، وهي قوله عليه السلام : ( وورثتنا علمه مفسرا - الى قوله : - فصل على محمد الخطيب به ) .

وروى باسناد متصل الى ابي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني باسناده الى مولانا علي بن الحسين عليهما السلام قال : وكان من دعائه عليه السلام عند ختم القرآن :


اللهم إنك أعنتني على ختم كتابك ، الذي أنزلته نورا ، وجعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته ، وفضلته على كل حديث

قصصته ، وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك ، وقرانا أعربت به عن شرايع أحكامك ، وكتابا فصلته لعبادك تفصيلا

، ووحيا أنزلته على نبيك محمد صلى الله عليه وآله له تنزيلا . وجعلته نورا تهتدي به من ظلم الضلالة ، والجهالة

باتباعه ، وشفاء لمن أنعمت بفهم التصديق الى استماعه ، وميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه ، ونور هدى لا يطفأ

عن الشاهدين برهانه ، وعلم نجاة لا يضل من ام سنته ، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته . اللهم فإذ قد

أفدتنا المعونة على تلاوته ، وسهلت حواشي ألسنتنا بحسن عبارته ، فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ، ويدين لك بالتسليم

لمحكم آياته ، ويفزع الى الاقرار بمتشابهه وموضحات بيناته . اللهم إنك أنزلته على نبيك محمد صلى الله عليه وآله

مجملا ، وألهمته علم عجائبه مكملا ، وورثتنا علمه مفسرا ، وفضلتنا على من جهل علمه ، وقويتنا عليه لترفعنا فوق

من لم يطق حمله . اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة وعرفتنا برأفتك شرفه وفضله ، فصل على محمد الخطيب به ،

وعلى آله الخزان له ، واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه ، ولا يختلجنا الزيغ عن

قصد طريقه . اللهم واجعلنا ممن يعتصم بحبله ، ويأوي من المتشابهات إلى حرز معقله ، ويسكن في ظل جناحه ،

ويهتدي بضوء صباحه ، ويقتدي بتبلج أسفاره ، ويستصبح بمصباحه ، ولا يلتمس الهدى من غيره . اللهم وكما نصبت

به محمدا صلى الله عليه وآله علما للدلالة عليك ، وأنهجت بآله سبيل الوصول إليك ، فصل على محمد وآله واجعل

القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة ، وسلما نعرج فيه إلى محل السلامة ، وسببا نجزى به النجاة في عرصة

القيامة ، وذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة . اللهم صل على محمد وآله واحطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار ، وهب

لنا حسن شمائل الأبرار ، واقف بنا آثار الذين قاموا لك به ، آناء الليل وأطرف النهار ، حتى تطهرنا من كل دنس

بتطهيره وتقفو بنا آثار الذين استضاؤا بنوره ، ولم يلههم الأمل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره . اللهم صل على محمد

وآله واجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مونسا ، ومن نزعات الشياطين وخطرات الوساوس حارسا ، ولاقدامنا عن نقلها

الى المعاصي حابسا ، ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير مآفة مخرسا ، ولجوارحنا عن اقتراب الاثام زاجرا ،

ولما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشدا ، حتى توصل الى قلوبنا فهم عجائبه وزواجر أمثاله ، التي ضعفت

الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله . اللهم صل على محمد وآله وادم بالقرآن صلاح ظاهرنا ، واحجب به

خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا ، واغسل به زيع قلوبنا وعلائق أوزارنا ، واجمع به منتشر امورنا وارو به في

موقف الأرض عليك ظمأ هواجرنا ، واكسنا به حلل الامان يوم الفزع الاكبر في يوم نشورنا . اللهم صل على محمد

وآله واجبر بالقرآن خلتنا من عدم الاملاق ، وسق إلينا به رغد العيش وخصب سعة الأرزاق ، وجنبنا به من الضرائب

المذمومة ومداني الاخلاق ، واعصمنا به من هوة الكفر ودواعي النفاق ، حتى يكون لنا في القيامة الى رضوانك

وجنانك قائدا ، ولنا في الدنيا عن سخطك وتعدي حدودك ذائدا ، ولنا عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهدا . اللهم

صل على محمد وآله وهون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق ، وجهد الانين ، وترادف الحشارج إذا بغلت

النفوس التراقي وقيل من راق ، وتجلى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب . ورماها عن قوس المنايا بسهم وحشة

الفراق ، ( وداف لها من ضعاف الموت كأسا مسمومة المذاق ) ، ودنا منا الى الاخرة رحيل وانطلاق ، وصارت

الأعمال قلائد في الأعناق ، وكانت القبور هي المأوى الى ميعاد يوم التلاق . اللهم صل على محمد وآله وبارك لنا في

حلول دار البلى وطول المقامة بين أطباق الثرى ، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا ، وافسح لنا برحمتك في

ضيق ملاحدنا ، ولا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات آثامنا . وارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذل مقامنا ،

وثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل أقدامنا ، ونجنا به من كل كرب يوم القيامة وشدائد أهوال

يوم الطامة ، وبيض به وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة ، واجعل لنا في صدور المؤمنين ودا

، ولا تجعل الحياة علينا نكدا . اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما بلغ رسالاتك ، وصدع بأمرك ، ونصح لعبادك

اللهم اجعل بنبينا صلواتك عليه وآله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلسا ، وأمكنهم منك شفاعة ، وأجلهم عندك قدرا ،

وأوجههم عندك جاها . اللهم صل على محمد وآل محمد وشرف بنيانه ، وعظم برهانه ، وثقل ميزانه ، وتقبل شفاعته ،

وقرب وسيلته ، وبيض وجهه ، وأتم نوره وارفع درجته ، وأحينا على سنته ، وتوفنا على ملته ، وخذ بنا منهاجه .

واسلك بنا سبيله ، واجعلنا من أهل طاعته ، واحشرنا في زمرته ، وأوردنا حوضه ، واسقنا بكأسه ، وصل على محمد

وآله صلاة تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك وفضلك وكرامتك ، إنك ذو رحمة واسعة . وفضل كريم . اللهم اجزه بما

بلغ من رسالاتك ، وأدي من آياتك ، ونصح لعبادك ، وجاهد في سبيلك ، أفضل ما جزيت أحدا من ملائكتك المقربين ،

وأنبياءك المرسلين المصطفين ، والسلام عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .

1 - رواه الشيخ في مصباحه : 519 ، والكفعمي في مصباحه : 462 ، بلد الأمين 475 ،
والقندوزي في ينابيع المودة : 503 ( قطعه ) ، وفي الصحيفة السجادية الكاملة ، الدعاء 42 .



ومنها : كيف يختم آخر أعماله وكيف يتحرز من دعاء النبي صلى الله عليه وآله حيث قال : من انسلخ من شهر رمضان ولم يغفر له فلا غفر الله له ، فانها من أصعب الدعوات وأخطر الهلكات . فليعمل على ما حررناه في الجزء الأول من كتاب المهمات والتتمات ، عند آخر كل نهار من تدبير المحاسبات ، وان لم يحضره كتابنا المشار إليه وطلب ان نذكر هاهنا مما لابد له مما يعتمد عليه :


فمن ذلك : ان يتوب الى الله جل جلاله على قدر الخطر الذي بين يديه ، فان توفقت نفسه عن الصدق في التوبة والندم على
ما فات وترك ما هو آت ، وعرف منها ركوب مطايا الاصرار ، ، ولا يقدم ان يلقى الله جل جلاله بالبهت ، وهو مطلع على

الاسرار ، فيطلب من ارحم الراحمين واكرم الاكرمين عفوه الذي عامل به المسيئين وبسط به آمال المسرفين ، فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض عنه . وليكن طلبه للعفو على قدر ما وقع منه ، فان طلب العفو عن الذنب الكبير ما يكون

مثل طلب العفو من عبد من الصغير ، ولا يكون طلب العفو من مالك الدنيا والآخرة ، مثل طلب العفو من عبد من عبيده تؤل حاله الى القبور الداثرة . أقول : فان صدق في طلب العفو على قدر سوء حاله ، وعلى قدر عظمة الله جل جلاله ، فان الله جل جلاله اهل أن يرحمه ويصدقه في آماله .


- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 455 : -

أقول : وان جنحت نفس العبد عن طلب العفو على قدر الذنب ومقدار ما يليق بالرب ، فليفد نفسه الى مجلس القود منه ، إذا لم يطمع في العفو عنه ، ويكون عليه آثار صدق الحضور بين يدي من يستقيد من مهجته ونفسه ، خاضعة خائفة من الاستقصاء عليه في مؤاخذته .


أقول : فان تعذر عليه حصول الصدق في هذه الحال ، وابت نفسه المعودة للاهمال الا ان يكون حديثها لله جل جلاله وبين يديه بمجرد اللفظ والمقال ، والقلب خال عن الاقبال ، فليشرع في دعاء اهل البلاء والابتلاء . فقد بلغ اجابة الدعاء الى

ابليس المصر على الذنوب ، حيث قال عنه علام الغيوب في سؤاله : اجعلني من المنظرين ، فقال له في حال الغضب عليه : ( إنك من المنظرين * إلى يوم الوقت الملعوم ) . ويجتهد على عبرات تطفئ نيران الغضب ، وعلى دعوات معروفة بلزوم

الأدب ، وتسليم العمل الذي عمله في شهره ، الى من كان قد جعله خفيرا وحاميا ومالكا لأمره ، فلعل الله جل جلاله لعنايته بخاصته يقبل العمل من يد نائبه الحافظ لشريعته ، ويتمم ما فيه من النقصان وتربح ما اشتملت عليه بضاعته من الخسران ان شاء الله تعالى .


ومنها : الاستعداد لدخول شوال واطلاق الشياطين الذين كانوا في الاعتقال : واعلم ان كل عارف باخبار صاحب النبوة واسرارها ، ومهتد بآثارها وأنوارها ، يكون عنده تصديق باعتقال الشياطين في اول شهر رمضان ، اطلاقهم عند انفصال

الشهر ، وتمكنهم من الانسان . فليكن على وجه العبد الصائم وظاهر احواله اثر التصديق بقول النبي صلى الله عليه وآله ، ويتصل في السلامة عن الاعداء المطلقين على قدر ضررهم واجتهادهم في افساد الدنيا والدين ، على صفة ما لو كان جيش الاعداء قد هجم عليه ، فاعتقلهم سلطان


- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 456 : -

أقوى منهم ، ومنعهم من الاساءة إليه ، ثم عاد السلطان القوى اطلقهم ومكنهم منه ، وهم يقصدون هذا العبد ولا يرجعون عنه ، فليرجع الى باب ذلك السلطان القاهر . فالذل له في منعهم عن هلاكه في الوقت الحاضر أيسر وأكمل وأحمد عاقبة من

الاشتغال بالذل لهم أو بمحاربتهم ، وهو أقوى منه ، فيشغلونه عن صلاح اعماله ، ومالا بد له منه ، فان الله جل جلاله قادر أن يقويه ، وان كان ضعيفا ، كما اخرجه من العدم الى الوجود ولم يزل به برا لطيفا .


ومن ذلك ما يتعلق بوداع شهر رمضان ، فنقول : إن سأل سائل فقال : ما معنى الوداع لشهر رمضان وليس هو من الحيوان
، الذي يخاطب أو يعقل ما يقال له باللسان .

فاعلم أن عادة ذوي العقول قبل الرسول ومع الرسول وبعد الرسول ، يخاطبون الديار والأوطان ، والشباب وأوقات الصفا والأمان والاحسان ببيان المقال ، وهو محادثة لها بلسان الحال .

فلما جاء أدب الإسلام أمضى ما شهدت بجوازه من ذلك أحكام العقول والأفهام ، ونطق به مقدس القرآن المجيد ، فقال جل جلاله : ( يوم نقول لجهنم هل امتلئت وتقول هل من مزيد ) . فأخبر أن جهنم رد الجواب بالمقال ، وهو إشارة إلى لسان

الحال ، وذكر كثيرا في القرآن الشريف المجيد وفي كلام النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم السلام وكلام أهل التعريف

، فلا يحتاج ذوو الألباب إلى الاطالة في الجواب . فلما كان شهر رمضان قد صاحبه ذوو العناية به من أهل الاسلام والايمان ، أفضل لهم من صحبة الديار والمنازل ، وأنفع من الأهل وأرفع من الأعيان والأمثال ، اقتضت دواعي لسان الحال أن يودع عند الفراق والانفصال .


ذكر ما نورده من طبقات أهل الوداع لشهر الصيام فنقول : اعلم أن الوداع لشهر رمضان يحتاج إلى زيادة بيان ، والناس فيه على طبقات :

طبقة منهم : كانوا في شهر رمضان على مراد الله جل جلاله وآدابه فيه في السر والاعلان ، فهؤلاء يودعون شهر الصيام وداع من صاحبه بالصفاء والوفاء وحفظ الذمام ، كما تضمنه وداع مولانا زين العابدين عليه أفضل السلام .


وطبقة منهم : صاحبوا شهر رمضان تارة يكونون معه على مراد الله جل جلاله في بعض الأزمان ، وتارة يفارقون شروطه بالغفلة أو بالعصيان ، فهؤلاء إن اتفق خروج شهر رمضان وهم مفارقون له في الاداب والاصطحاب ، فالمفارقون لا يودعون ولا هم مجتمعون ، وإنما الوداع لمن كان مرافقا وموافقا في مقتضى العقول والألباب ، وإن اتفق خروج شهر رمضان وهم وفي حال حسن صحبته . فلهم أن يودعوه على قدر ما عاملوه في حفظ حرمته ، وأن يستغفروا ويندموا على ما فرطوا فيه من إضاعة شروط الصحبة والوفاء ، ويبالغوا عند والوداع في التلهف والتأسف كيف عاملوه بوقت من الأوقات بالجفاء .


وطبقة : ما كانوا في شهر رمضان مصاحبين له بالقلوب ، بل كان فيهم من هو كاره لشهر الصيام ، لأنه كان يقطعهم عن عادتهم في التهوين ، ومراقبة علام الغيوب ، فهؤلاء ما كانوا مع شهر رمضان حتى يودعوه عند الانفصال ، ولا أحسنوا المجاورة له لما نزل بالقرب من دارهم ، وتكرهوا به واستقبلوه بسوء اختيارهم ، فلا معنى لوداعهم له عند انفصاله ، ولا يلتفت إلى ما يتضمنه لفظ وداعهم وسوء مقالهم .


أقول : فلا تكن أيها الانسان ممن نزل به ضيف غني عنه ، وما نزل به ضيف منذ سنة أشرف منه وقد حضره للانعام عليه ، وحمل إليه معه تحف السعادات ، وشرف العنايات ، وما لا يبلغه وصف المقال من الامال والاقبال ، فأساء مجاورة هذا الضيف الكريم ، وجفاه وهون به ، وعامل معه معاملة المضيف اللئيم ، فانصرف الكريم ذاما


- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 421 : -

لضيافته ، وبقي الذي نزل به في فضيحة تقصيره وسوء مجاورته ، أو في عار تأسفه وندامته . فكن إما محسنا في الضيافة والمعرفة بحقوق ما وصل به هذا الضيف من السعادة والرحمة ، والرأفة والأمن من المخافة ، أو كن لا له ولا عليه ، فلا

تصاحبه بالكراهة وسوء الأدب عليه ، وإنما تهلك بأعمالك السخيفة نفسك الضعيفة ، وتشهرها بالفضائح والنقصان ، في ديوان الملوك والأعيان ، الذين ظفروا بالأمان والرضوان .


أقول : واعلم أن وقت الوداع لشهر الصيام رويناه عن أحد الأئمة عليهم أفضل السلام من كتاب فيه مسائل جماعة من أعيان الأصحاب ، وقد وقع عليه السلام بعد كل مسألة بالجواب ، وهذا لفظ ما وجدناه : ( من وداع شهر رمضان ، متى يكون ،

فقد اختلف أصحابنا فبعضهم قال : هو في آخر ليلة منه ، وبعضهم قال : هو في آخر يوم منه ، إذا رأي هلال شوال ؟ الجواب : العمل في شهر رمضان في لياليه ، والوداع يقع في آخر ليلة منه ، فان خاف أن ينقص الشهر جعله في ليلتين . ) ( 1 )


قلت : هذا اللفظ ما رأيناه ورويناه ، فاجتهد في وقت الوداع على إصلاح السريرة ، فالانسان على نفسه بصيرة ، وتخير لوقت وداع الفضل الذي كان في شهر رمضان أصلح أوقاتك في حسن صحبته ، وجميل ضيافته ومعاملته ، من آخر ليلة

منه ، كما رويناه ، فان فاتك الوداع في آخر ليلة ، ففي أواخر نهار المفارقة له والانفصال عنه . فمتى وجدت في تلك الليلة أو ذلك اليوم نفسك على حال صالحة في صحبة شهر رمضان فودعه في ذلك الأوان ، وداع أهل الصفا والوفاء ، الذين

يعرفون حق الضيف العظيم الاحسان ، واقض من حق التأسف على مفارقته وبعده ، بقدر ما فاتك من شرف ضيافته ، وفوائد رفده ، وأطلق من ذخائر دموع الوداع ما جرت به عوائد الأحبة إذا تفرقوا بعد الاجتماع .



* ( هامش ) *
1 - عنه البحار 98 : 172 ، رواه الطبرسي في الاحتجاج : 483 عن صاحب الزمان عليه السلام ،
عنه الوسائل 10 : 364 ، أورده الشيخ في الغيبة : 231 . ( * )




- إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 1 ص 422 : -

وقل ما رواه الشيخ جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس بن محمد الدوريستي في كتاب الحسنى باسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شهر رمضان ، فلما بصر بي قال لي :

يا جابر هذا آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل : اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه ، فان جعلته فاجعلني مرحوما ، ولا تجعلني محروما . فانه من قال ذلك ظفر باحدى الحسنيين : إما ببلوغ شهر رمضان من قابل ، وإما بغفران
الله ورحمته ( 1 ) .

1 - عنه البحار 98 : 172 ، الوسائل 10 : 365 رواه الصدوق في فضائل الأشهر الثلاثة : 139 ، عنه المستدرك 7 : 480 .



وداع آخر لشهر رمضان ، وقد رويناه عن مولانا علي بن الحسين عليه السلام صاحب الأنفاس المقدسة الشريفة ، فيما تضمنه إسناد الصحيفة ، فقال : وكان من دعائه عليه السلام في وداع شهر رمضان :


اللهم يا من لا يرغب في الجزاء ويا من لا يندم على العطاء ، ويا من لا يكافئ عبده على السواء ، هبتك ، هبتك ابتداء

وعفوك تفضل ، وعقوبتك عدل ، وقضاؤك خيرة . إن أعطيت لم تشب عطائك بمن ، وإن منعت لم يكن منعك بتعد ،

تشكر من شكرك وأنت ألهمته شكرك ، وتكافئ من حمدك وأنت علمته حمدك ، وتستر على من لو شئت فضحته ،

وتجود على من لو أردت منعته ، وكلاهما أهل منك للفضيحة والمنع . غير أنك بنيت أفعالك على التفضل ، وأجريت

قدرتك على التجاوز ، وتلقيت من عصاك بالحلم ، وأمهلت من قصد نفسه بالظلم ، تستنظرهم بأناتك إلى الانابة ، وتترك

معاجلتهم إلى التوبة ، لكيلا يهلك عليك هالكهم ، ولا يشقى بنعمتك شقيهم إلا عن طول الاعذار إليه ، وبعد ترادف

الحجة عليه ، كرما من فعلك يا كريم وعائده من عطفك يا حليم . أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك ، وسميته

التوبة ، وجعلت على ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه ، فقلت : ( توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن

يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ) ، فما عذر من أغفل دخول ذلك الباب يا سيدي بعد فتحه ،

وإقامة الدليل عليه) . وأنت الذي زدت في السوم على نفسك لعبادك ، تريد ربحهم في متاجرتك ، وفوزهم بزيادتك .

فقلت : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها ) . ثم قلت : ( مثل الذين ينفقون

أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ) وما أنزلت من نظائرهن في القرآن . وأنت

الذي دللتهم بقولك الذي من غيبك ، وترغيبك الذي فيه من حظهم على ما لو سترته عنهم ، لم تدركه أبصارهم ، ولم

تعه أسماعهم ، ولم تلحقه أوهامهم . فقلت تبارك اسمك و تعاليت : ( اذكروني أذكركم ) ، و ( لئن شكرتم لأزيدنكم

ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) ، وقلت : ( ادعوني أستجب لكم ) ، وقلت : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا

فيضاعفه له ) . فذكروك وشكروك دعوك وتصدقوا لك طلبا لمزيدك ، وفيها كانت نجاتهم من غضبك ، وفوزهم

برضاك ، ولو دل مخلوق مخلوقا من نفسه على مثل الذي دللت عليه عبادك منك ، كان محمودا ، فلك الحمد ما وجد

في حمدك مذهب ، وما بقي للحمد لفظ تحمد به ، ومعنى ينصرف إليه . يا من تحمد إلى عباده بالاحسان والفضل ،

وعاملهم بالمن والطول ، ما أفشا فينا نعمتك وأسبغ علينا منتك ، وأخصنا ببرك ، هديتنا لدينك الذي اصطفيت وملتك

التي ارتضيت ، وسبيلك الذي سهلت ، وبصرتنا ما يوجب الزلفة لديك ، والوصول إلى كرامتك . اللهم أنت جعلت من

صفايا تلك الوظائف ، وخصائص تلك الفروض شهر رمضان ، الذي اختصصته من سائر الشهور ، وتخيرته من

جميع الأزمنة والدهور ، وآثرته على جميع الأوقات بما أنزلت فيه من القرآن ، وفرضت فيه من الصيام ، وأجللت فيه

من ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، ثم آثرتنا به على سائر الامم ، واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل . فصمنا

بأمرك نهاره ، وقمنا بعونك ليله ، متعرضين بصيامه وقيامه ، لما عرضتنا له من رحمتك ، وسببتنا إليه من مثوبتك ،

وأنت الملئ بما رغب فيه إليك ، الجواد بما سئلت من فضلك ، القريب إلى من حاول قربك . وقد أقام فينا هذا الشهر

مقام حمد وصحبنا صحبة سرور ، وأربحنا أفضل أرباح العالمين ، ثم قد فارقنا عند تمام وقته ، وانقطاع مدته ، ووفاء

عدده . فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا وغمنا ، وأوحش انصرافه عنا ، ولزمنا له الذمام المحفوظ ، والحرمة

المرعية ، والحق المقضي ، فنحن قائلون : السلام عليك يا شهر الله الأكبر ، ويا عيد أوليائه الأعظم ، السلام عليك

يا أكرم مصحوب من الأوقات ، ويا خير شهر في الأيام والساعات ، السلام عليك من شهر قربت فيه الامال ، ويسرت

فيه الأعمال ، السلام عليك من قرين جل قدره موجودا ، وأفجع فقده مفقودا . السلام عليك من أليف آنس مقبلا فسر ،

وأوحش مدبرا فمض ، السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب ، وقلت فيه الذنوب ، السلام عليك من ناصر أعان

على الشيطان ، وصاحب سهل سبيل الاحسان . السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك ، وما أسعد من رعى حرمتك بك ،

السلام عليك ما كان أمحاك للذنوب وأسترك لأنواع العيوب ، السلام عليك ما كان أطولك على المجرمين ، وأهيبك في

صدور المؤمنين . السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيام ، السلام عليك من شهر هو من كل أمر سلام ، السلام عليك

غير كريه المصاحبة ، ولا ذميم الملابسة ، السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات ، وغسلت عنا دنس الخطيئات ،

السلام عليك غير مودع برما ، ولا متروك صيامه سأما . السلام عليك من مطلوب قبل وقته ، ومحزون عليه عند فوته

، السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا ، وكم من خير افيض بك علينا ، السلام عليك وعلى ليلة القدر التي جعلها

الله خيرا من ألف شهر . السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك واشد شوقنا غدا اليك ، السلام عليك وعلى فضلك

الذي حرمناه ، وعلى ما كان من بركاتك سلبناه . اللهم إنا أهل هذا الشهر الذي شرفتنا به ، ووفقتنا بمنك له ، حين جهل

الأشقياء وقته ، وحرموا لشقائهم فضله ، وأنت ولي ما آثرتنا به من معرفته ، وهديتنا له من سنته ، وقد تولينا بتوفيقك

صيامه وقيامه على تقصير ، وأدينا من حقك فيه قليلا من كثير . اللهم فلك إقرارنا بالاساءة واعترافنا بالاضاعة ، ولك

من قلوبنا عقد الندم ، ومن ألسنتنا صدق الاعتذار ، فأجرنا على ما أصابنا به من التفريط ، أجرا نستدرك به الفضل

المرغوب فيه ، ونعتاض به من إحراز الذخر المحروص عليه ، وأوجب لنا عذرك على ما قصرنا فيه من حقك ،

وابلغ بأعمارنا ما بين أيدينا من شهر رمضان المقبل . فإذا بلغتناه فاعنا على تناول ما أنت أهله من العبادة ، وأدنا إلى

القيام بما نستحقه من الطاعة ، وأجرنا من صالح العمل ما يكون دركا لحقك في الشهرين ، وفي شهور الدهر . اللهم

وما ألممنا به في شهرنا هذا من لمم أو إثم ، أو واقعنا فيه من ذنب ، ، واكتسبنا فيه من خطيئة ، عن تعمد منا له ، أو

على نسيان ، ظلمنا فيه أنفسنا ، أو انتهكنا به حرمة من غيرنا ، فاسترنا بسترك ، واعف عنا بعفوك ، ولا تنصبنا فيه

لأعين الشامتين ، ولا تبسط علينا فيه ألسن الطاعنين ، واستعملنا بما يكون حطة وكفارة لما أنكرت منا فيه ، برأفتك التي

لاتنفد ، وفضلك الذي لا ينقص . اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجبرنا مصيبتنا بشهرنا ، وبارك لنا في يوم عيدنا

وفطرنا ، واجعله من خير يوم مر علينا ، أجلبه للعفو ، وأمحاه للذنب ، واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما علن . اللهم

( صل على محمد وآل محمد ) واسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا ، وأخرجنا بخروجه عن سيئاتنا ، واجعلنا من

أسعد أهله به ، وأوفرهم حظا منه . اللهم ومن رعا حق هذا الشهر حق رعايتها ، وحفظ حدوده ، حق حفظها ، واتقى

ذنوبه حق تقاتها ، أو تقرب إليك بقربة أوجبت رضاك له ، وعطفت برحمتك عليه ، فهب لنا مثله من وجدك وإحسانك

، وأعطنا اضعافه من فضلك ، فان فضلك لا يغيض ، وإن خزائنك لا تنقص ، وإن معادن إحسانك لا تفنى ، وإن

عطاءك للعطاء المهنا . اللهم واكتب مثل اجور من صامه بنية ، أو تعبد لك فيه إلى يوم القيامة . اللهم إنا نتوب إليك

في يوم فطرنا الذي جعلته للمسلمين ، عيدا وسرورا ، ولأهل ملتك مجمعا ومحتشدا ، من كل ذنب أذنبناه ، أو سوء

أسلفناه ، أو خطرة شر اضمرناه ، أو عقيدة سوء اعتقدناها ، توبة من لا ينطوي على رجوع إلى ذنب ، ولا عود بعدها

في خطيئة ، توبة نصوحا خلصت من الشك والارتياب ، فتقبلها منا ، وارض بها عنا وثبتنا عليها . اللهم ارزقنا خوف

غم الوعيد وشوق ثواب الموعود ، حتى نجد لذة ما ندعوك به ، وكآبة ما نستجيرك منه ، واجعلنا عندك من التوابين ،

الذين أوجبت لهم محبتك ، وقبلت منهم مراجعة طاعتك ، يا أعدل العادلين . اللهم تجاوز عن آبائنا وامهاتنا ، وأهل ديننا

جميعا ، من سلف منهم ومن غبر إلى يوم القيامة . اللهم وصل على محمد نبينا وآله ، كما صليت على ملائكتك المقربين

، وصل عليه وآله كما صليت على أنبيائك المرسلين ، وعبادك الصالحين ، وسلم على آله كما سلمت على آل يس ،

وصل عليهم أجمعين ، صلاة تبلغنا بركتها ، وينالنا نفعها ، وتغمرنا بأسرها ، ويستجاب بها دعاؤنا ، إنك أكرم من رغب

إليه ، وأعطى من سئل من فضله ، وأنت على كل شئ قدير ( 1 ) .

1 - عنه البحار 98 : 172 - 176 ، رواه الشيخ في مصباح المتهجد 2 : 642 - 647 ، عنه الكفعمي في مصباحه : 640 ،
بلد الأمين : 480 ، أورده ابن المشهدي في المزار الكبير : 259 ، الدعاء : 289 ، الدعاء : 289
وفي الصحيفة السجادية الجامعة : 292 ، الدعاء : 142

تقبل الله صيامكم وقيامكم ودعواتكم اخوتي واخواتي الاعزاء

اسألكم الدعاء لي ولوالدي