ابحث عنه
وأعرف صفاته
و أعرف زمانه
رغم الزحام
ورغم التدافع
ورغم النسيان
ما زال هناك عنوان
أرى بقاياه المحشوره فى زجاجه
وانا فى طريقى اليه
أرى ذالك البياض المستقر أعلاه
وتلك الروض القريبه من جباله
نحن جيران
ونحن أقرباء
ونحن أخوه
ونحن أهل
ولكنها بعض الحفر
ما زالت تملئها فكرة المؤامرة
كل يوم
بل كل ساعه
أسمع أخباره
ولكن قلبه ما زال حزين
فبيته ما زال مشتت
وأهله ما زالوا متفرقين
..
بيت أبى
خربت سقفه فتنه
كسرت أضلاعه قشه
شردت أصله
شككته فى نفسه
ذهبت بعقله
لفتتٌ من كلمه
غيرت ألوانه
وقلبت كيانه
وما عادت شمسٌ لتدخله
فتركناه وسكنا بين الدماء
وعمرنا القبور
وردمنا كل الشوارع بالانقاض
ثم أختفينا من انفسنا خلف الخراب
وهربنا من كل المرايا
غير أسفين
..
يا أمنا
ما كان ذنب أبينا
ألم يجاور شجر النخيل
ألم يجرى ببابه نهراً جميل
أما كان بيت تسكنه الطيور
ألم تكن بلاد الرافدين
ولماذا تيكين الان وأنتى تنشدين كلامه المكتوب من سنين
أم كان رجلاً وسيم
أم تخافين أم تتحسرين أم تندمين
..
يا هذا الزمان ألا تلين
ألا تتعب أو تستكين
أم ترانا منتهين
..
انا الذى بين يديك يا أرضِ
لعبت بالطين
فلماذا الهروب فى كل حين؟
ترتعش يدَى
فأرى هذيانى على الورق
فأعرف انه أنتى
أحتقر ما أكتب وتتمزق يدى
ويشدنى اللحن الاعمى نحو الاحزان
فأتأخر مع المتأخرين
وأنتظر قطارى
ولكن المسافه مازال فيها ألف مدينه
جربت أن أغنى بعض الاغنيات
فظنت الناى أنه بوق
ليس هناك ممرات أخرى
سوى أول نقطة عبور
أستعمل فيها خريطه
وبدون جدوى
أتيه ويأخذى الغبار
وأنا أغامر من البدايه
وأحدث قلبى أنها تنتظر
أراها عابسه
فأرتمى بعيداً على الحدود
لعلى أعبر ذاك الحاجز
وأختفى فيه
وأنسى أطرافى المتعبه
فأسل ولكننى أسئل نفسى وأجاوب
وأسخر من أفكارى
وأتفاجء من الصمت
الذى يُقتل أمامى
ويفقدنى كل الصبر
فأنسى أسوار بابل
والمسجد الاموى
والمسجد الاقصى
وأعود بيدين خاليه
لأنام على الرصيف
...