مؤكدا بان حرب التشويه ستتصاعد على المجلس مع ازدياد نموه وقوته
السيد عمار الحكيم: موقف المجلس الاعلى من الحكومة ينظمه مدى رضا الجمهور والمرجعية الدينية


[FONT='times new roman', times][/FONT]
شدد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي، على ان موقف المجلس الاعلى من الحكومة ينظمه مدى رضا الجمهور والمرجعية الدينية وتقديره لاداء ونجاح الحكومة ومسارات البلاد بشكل عام، مؤكدا بان المجلس الاعلى يدعم العملية السياسية ويدعم حكومة المالكي في كل الاعمال الصحيحة والناجحة التي تقوم بها ويؤشر على الاعمال الخاطئة التي ترتكب بنقد بناء دون مناورات او صفقات تحت الطاولة.
جاء ذلك في كلمة سماحته التي القاها في احتفالية الذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس المجلس الاعلى والتي اقيمت في مكتب سماحته ببغداد الجمعة 18/11/2011 وتبعتها 11 محافظة من محافظات العراق في الوسط والفرات الاوسط وجنوب بغداد في اقامة تلك الاحتفالية والاستماع لكلمة السيد عمار الحكيم، حيث شهدت حضورا جماهيريا مليونيا من تنظيمات المجلس الاعلى الاسلامي العراقي.

المجلس الاعلى وحرب التشويه
سماحته بيّن ان حرب التشويه الشعواء ستتصاعد على المجلس الاعلى وستزداد بازدياد نموه وقوته، مخاطبا تنظيمات المجلس الاعلى، بان اعظم الانتصار يتطلب اعلى حالات الصبر والثبات، داعيا اياهم بتحشيد الامكانات وجمع الطاقات لمشروع المجلس الاعلى الاسلامي والوطني، عادا اياه مشروع الناس الطامحين الى الحرية والعدالة والكرامة.
السيد عمار الحكيم اعلن عن امتلاك المجلس الاعلى لرؤية واضحة عن حرية وسعادة هذا الشعب ومشروعا متكاملا لمساندته وانتشاله من الظرف الصعب الذي يمر به، مشددا على ان المجلس الاعلى كمسار ومشروع جاء ولم يات عن فراغ او وليدا لصدفة او مرحلة فهو الجامع للمشاريع والافكار ومناهج العمل، مبينا انه جاء في ظل ظروف غياب اطروحة واضحة لمواجهة النظام الصدامي وغياب صوت المعارضة العراقية عن المجتمع الدولي ليملا الفراغ القيادي في الساحة الاسلامية.

المجلس الاعلى اكبر القوى التي فضحت النظام الصدامي داخل العراق
السيد عمار الحكيم بيّن ان المجلس الاعلى برز كقوة سياسية معارضة فرضت حضورها واحترامها في المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي وتمكن من تعبئة العراقيين سياسيا حول مشروع سياسي واضح يمتلك الرؤية والمبادرات والحضور في الساحة الاقليمية والدولية، فضلا عن تعبئة العراقيين عسكريا وجهاديا للوقوف بوجه صدام ونظامه على الاراضي العراقية، مشيرا الى تحول المجلس الاعلى الى القوة السياسية العراقية الاساسية التي استطاعت ان تعقد اجتماعات ومؤتمرات سياسية تحضرها جميع القوى الوطنية العراقية المعارضة لنظام صدام انذاك على اختلاف مشاربها، مشددا على ان المجلس الاعلى هو اكبر القوى التي فضحت النظام الصدامي داخل العراق وزرعت الامل في قلوب العراقيين بزوال هذا النظام وبذلك استطاع المجلس الاعلى بجدارة ان يمثل اصالة التجربة ومشروع المشاريع في الساحة الوطنية والاسلامية العراقية، مضيفا سماحته ان الايمان والبصيرة والارادة المحاور الثلاثة الاساسية التي اعتمدها شهيد المحراب واخوانه في قيادة المجلس الاعلى لتجاوز تلك المرحلة العسيرة، حيث تزاحمت الاخطار واستفحل اليأس على النفوس وانهارت المعنويات عندها وقف شهيد المحراب وثلة من الرجال الصادقين بوجهة كل مظاهر اليأس والاحباط.

نعم للاختلاف.. كلا للخلاف
سماحته اشار الى شعار " نعم للاختلاف كلا للخلاف" الذي رفعه شهيد المحراب (قده ) حيث تحول الى مبدأ اساسي من مبادئ العمل السياسي في المجلس الاعلى واستطاع ان يعمل مع الجميع بغض النظر عن مساحات ومواقع الاختلاف.
السيد عمار الحكيم اعتبر ان ثلاثي الايمان والبصيرة والارادة هو السلاح الاقوى والامضى في فكر ونهج وعمل المجلس الاعلى والفضل اليه يعود في بقاء المجلس شامخا حاملا راية المواجهة والجهاد والتصدي.
وتابع ان المجلس الاعلى تعلم ان ينحني معتذرا عن اخطائه لانه يرى ان الانحناء والاعتذار عن الاخطاء هو قمة الكبرياء, مؤكدا في الوقت نفسه بان المجلس الاعلى تعلم ايضا ان لا يركع ابدا مهما قست الظروف وتعالت الصراخات وتبدلت الامزجة.
مشددا على ان رجال المجلس الاعلى ينحنون ولكنهم لا يركعون ولن يركعوا الا لعظمة خالقهم.

واقعية المجلس الاعلى صخرة تكسرت عليها كل الرهانات
رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اكد على ان الكثيرين راهنوا على ان المجلس الاعلى سوف لن يصمد طويلا حينما تتبدل الظروف ويفرض الواقع قوانينه، مشيرا ان كل الرهانات تكسرت على صخرة واقعية المجلس الاعلى وتناثرت الرهانات عند ديناميكية المجلس الاعلى لانه ليس تنظيما مرحليا او حالة سياسية ظرفية وانما هو خلاصة التجربة ومشروع واقعي متفاعل مع الامة, مبينا " نحن لسنا مجموعة من السياسيين الطامعين وانما نحن تيار ومشروع لبناء الوطن والمواطن كما كنا مشروعا للمواجهة والتصدي للطغاة ونحن رؤية ومنهج اطلقه المؤسسون الاوائل وصاغوا خطوطه العريضة ونحن اليوم نسير على هدي هذه الرؤية وتعاليم ذلك المنهج"

بناء دولة المؤسسات اولوية المجلس الاعلى لا المناصب والمواقع
وعن الضريبة التي دفعها المجلس الاعلى نتيجة لمواقف وارائه بين السيد عمار الحكيم ان المجلس الاعلى قد دفع ضريبة كبيرة حينما لم يجعل المواقع والمناصب اولوية اساسية من اولوياته وانما ركز على رؤيته الاستراتيجية في بناء دولة المؤسسات والمواطن والقانون على خلاف العديد من الاطراف ممن جعل المواقع هدفا اساسيا في حركته السياسية.
مخاطبا تنظيمات المجلس الاعلى في العراق "ان المجلس الاعلى ليس قدرا وانما هو خيار اخترتموه وقد احسنتم باختياركم ولكن اسلاميتنا هي قدرنا الذي لا نتخلى عنه ونحن فخورون بهذا القدر".
مشددا على ان كتلة المواطن ليست فقط مجموعة من النواب في مجلس النواب او مجالس المحافظات او الاقضية والنواحي وانما هي الاطار الاوسع لحركة المجلس الاعلى وتيار شهيد المحرب وجميع مؤسساته.

عداوتنا مع الارهاب والبعث الصدامي
وفي اطار علاقة المجلس الاعلى بالقوى السياسية اكد السيد عمار الحكيم ان سياسة المجلس الاعلى هي الصداقة مع كل من يرحب بصداقتنا فلا تبعية ولا محاور ولا عداوات مسبقة ذات ابعاد طائفية او قومية او تاريخية، مبينا ان عداوة المجلس الاعلى مع الارهاب والعنف والبعث الصدامي والاستبداد والدكتاتورية، فضلا عن الفقر والتخلف والجهل والمرض بشتى اشكاله والاعتداء على الثوابت الدينية والوطنية، كما اشار سماحته بان المجلس الاعلى ضد كل من يحاول وضع العراق تحت الاحتلال او التبعية والفتنة الطائفية او القومية او الاهلية او الفتن السياسية لاغراض محدودة وضيقة، مضيفا تحذيره من العداء لدول الجوار وللمحيطين العربي والاسلامي.

المشاريع الضيقة ستخنق اصحابها
مذكرا الجميع ان المناورات لا تطور والمزايدات لا ترتقي بشعب والانتهازية لا تحقق طموحات الاجيال الصاعدة وان الشعب العراقي قد وصل الى النضج السياسي والاجتماعي وتقدم بذلك على العديد من السياسيين والقوى السياسية. مؤكد ان المشاريع الضيقة والمرحلية والحزبية والسياسية المحدودة ستخنق اصحابها قبل ان تخنق الاخرين وان اصحابها سيقفون طويلا امام محكمة التاريخ.

الدستور .. التراجع عنه انتكاسة للمشروع السياسي برمته
سماحته استثمر المناسبة بتجديد التزام المجلس الاعلى الكامل بالدستور باعتباره الميثاق الوطني، داعيا الجميع الى الالتزام به دون ان يتهم في تأويل يختلف اليوم عن الغد، ودون تعطيل بعض مواده وتفعيلا لاخرى حسب المصالح الخاصة.
مشددا على ان الدستور يحمي ويمنع من السقوط، وان التلاعب به سيفقده غطاء الشرعية وسيحوله الى مجرد كلمات لاتحترم.
مبينا ان الدستور مهما كانت ثغراته او التعديلات المطلوبة هو مورد قبول المرجعيات الدينية واستفتى عليه الشعب العراقي ولا يمكن لاحد ان يضع نفسه اعلى من استفتاء الشعب او يعرض تفسيرات خاصة وان اي تراجع عنه سيعني انتكاسة كبيرة للمشروع السياسي برمته.

الفدرالية حق دستوري مع مراعاة التوقيتات
مجددا حرص المجلس الاعلى على مبدأ اللامركزية واعتبار ان الفيدرالية حق دستوري وهي مبادئ يجب ان تنظم ويوضع لها خارطة طريق تضمن مصالح الجميع، داعيا الى مراعاة الظروف والحساسيات والتوقيتات والإجراءات الدستورية في مثل هذه الخطوات.

حصر التنافس الحزبي في الساحة السياسية لا داخل الدولة ومؤسساتها
وعن التنافس الحزبي بين سماحته " من الضرورة بمكان حصر التنافس الحزبي في الساحة السياسية والمؤسسات المخصصة لذلك دون سحب هذا التنافس الى داخل الدولة ومؤسساتها والقوى الامنية والقضاء والهيئات المستقلة "
مشخصا سماحته "ان احدى اهم المشاكل في هذا الوطن هو النظام الاداري وسوء الادارة التي تقود الى ضعف التخطيط وحين ذاك يصبح كل شئ خاضعا للمزاجية والمرحلية والارتجالية وتغرق المشاريع في البيروقراطية والروتين القاتل"
مبديا سماحته امتعاضه من معاناة الناس من الخدمات، موضحا ان الخدمات لا تعني الوعود وانما تعني سياسة واضحة يتلمس المواطن نجاحاتها اليومية ليطمئن ان البلاد تسير نحو الخلاص مستنتجا ان ذلك يتطلب وضع الخطط لتشغيل مليونين عاطل عن العمل في البلاد وتوفير سكن لثلاثة ملايين عائلة فاقدة للسكن الملائم والعمل على تطوير واقعنا الزراعي ودعم المنتوج المحلي.

خروج القوات الامريكية انجاز يحسب للجميع
امنيا عد السيد عمار الحكيم خروج القوات العسكرية انجازا مهما ووطنيا كبيرا لجميع القوى الوطنية المشاركة في العملية السياسية ومنها المجلس الاعلى الذي بذل الجهود من اجل تطبيق اتفاقية سحب القوات بنهاية هذا العام وانهاء الوجود العسكري الامريكي بشكل كامل، مبينا رؤية المجلس الاعلى في تحقيق الامن والاستقرار عبر القوى الامنية الوطنية من الجيش والشرطة والاجهزة الامنية الاخرى، داعيا الى استكمال العِدّة والعُدّة وهو مايتطلب ارادة وعزم وتقييم دقيق من قبل المعنيين.

المجلس الاعلى عمل على جعل العراق جسرا للالتقاء بين المنطقة دول
على المستوى الاقليمي اشار سماحته الى ان المجلس الاعلى بنى سياسته على اساس الانفتاح على المحيط الاقليمي وليكون العراق جسرا للالتقاء بين دول المنطقة وليس ساحة للتقاطع والصراع.
مؤكدا على اهمية اعادة هيكلة جامعة الدول العربية ومؤسساتها كي تتماشى مع التحولات الكبيرة والعميقة في عالمنا العربي اليوم، مبينا لم تعد سياسة دفن الرأس بالرمال سياسة واقعية ومجدية لتجنب المخاطر والتحديات في زمن مصيري نعيش فيه المسؤولية المشتركة بين الشعوب وحكوماتها ،لافتا الى ان الشعوب انتقلت من مرحلة المعارضة الصامتة الى مرحلة الصارخة مع حقها في الحرية والعدالة والمشاركة في القرار ولكن عليها ان تدرك بانها مسؤولة امام الله تعالى وامام التاريخ في نقاوة مشاريعها لتحقيق غاياتها النبيلة.

منظمة اقليمية فاعلة يكون العراق قلبها النابض
وعن المحيط الاقليمي اوضح السيد عمار الحكيم ان الوقت قد حان لانشاء منظمة اقليمية فاعلة وحقيقية تجمع مصالح وتطلعات الامم والشعوب في هذه المنطقة وتكون قدارة على صياغة مبادئ جامعة توفر المصالح الاقليمية لجميع هذه الدول وسيكون العراق القلب النابض الذي يجمع المشتركات ويطرد الاختلافات .
عادا قضية فلسطين القضية العربية والاسلامية الحاضرة مهما توجهت الانظار الى ملفات اخرى، معربا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في قضيته الحقة، مبينا ان سياسة الاستيطان الاحتلالية لن تستطيع ان تزور تأريخ الشعوب وحقوقها المشروعة.
يذكر ان احتفالية التأسيس شهدتها بغداد و11 محافظة في الوسط والفرات الاوسط وجنوب بغداد، حيث شهدت حضورا جماهيريا مليونيا من تنظيمات المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وتابع ذلك الحدث الكبير العديد من الفضائيات والوكالات الخبرية المحلية والدولية.